سلام عليكم،
فراق الأحبة هل عرف أحدكم معنى فقد العزيز الذي لم يره أو لم يسمع صوته ؟ هل شعر أحدكم بالوحدة وهو بين ملايين البشر؟ هل شعر أحدكم بالغربة وهو بين أهله وإخوته وأحبابه ؟
هذا الشعور لم اشعر به أبدا إلا حينما غاب عني شخص واحد ، هذا الشخص هو الشخص الذي أنار لي حياتي .. أنار لي دربي ..
هذا الشخص هو الشخص الذي أرى من خلاله جمال الدنيا وروعتها .. أرى من خلاله الجانب المضيء والمنير للحياة .. أرى من خلاله الحزن فرحة والفرحة بهجة والبهجة سعادة لا توصف .. أعرف من خلاله أن الدنيا ما زالت بخير وأنها ما زالت تحمل بين حناياها قلوب طيبة وطاهرة وصادقة كقلبه ..
قلب لا يعرف الحقد .. قلب لا يعرف الكراهية .. قلب لا يعرف سوى الحب الطاهر .. قلب لا يعرف سوى نشر السعادة أينما حل .. قلب لا تستطيع وصفه من شدة جماله وروعته .. قلب صاف عذب .. قلب طيب حنون ..
شخص إذا تعرفت عليه سوف تنسى كل همومك وأحزانك ، وسوف تحل محلهم الفرحة لقراءة عباراته وكلماته ، والسعادة حينما تطمئن عليه وعلى أخباره ، وراحة حينما تعرف أنه يبادلك نفس الشعور الصادق الطاهر .
ولكن حينما يبتعد عنك ذلك الشخص _ بإرادته أو غصبا عنه _ تتحول كل سعادتك إلى أحزان .. وكل
ابتساماتك إلى دموع .. وكل شعاع ضوء إلى ظلام دامس .
هذا الشخص هو الشخص الذي بحثت عنه طويلا وحينما وجدته أُخذ مني رُغما عني وعنه .
والله لو كان باستطاعتي لذهبت إليه أينما كان وأمسكت بيديه من خلف القضبان وقلت له :
أنا معك وسأبقى معك قلبا وقالبا .. سأبقى معك فكرا وكيانا .. سأبقى معك عقلا وروحا ..
ولكن ما باليد حيلة سوى كتابتها وقولها له عن طريق النت ؛ فأنا لن أستطيع رؤيته أو الاطمئنان عليه بنفسي أو إخباره بمشاعري نحوه وجها لوجه بسبب المسافات والحواجز والبلاد التي تفصل بيننا .
لذلك ليس أمامي سوى حل واحد وهو الدعاء بقلب خاشع تفوح من عطر الايمان و
ال براءة بأن يُعيده الله إلي وأن يسلمه و يحفظه لتقر به أعين اهله و محبيه .. فبغيابك سوف اغيب و اتواري عن الانظار حتى ينظر الله في امري و يستجاب دعائي.
إعذروني على الاطالة،
تحياتي
البهلول
