عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم April 30, 2017, 09:09 AM
 
البحث عن حلول لمعاناة الأرض

البحث عن حلول لمعاناة الأرض

الموضوع منقول من (زاوية أبواب – بيئة – صحيفة الرأي الأردنية). بتاريخ 13 حزيران 2012

***
في ظل التدهور المتسارع الذي تشهده الأرض، سيكثف مؤتمر ريو +20 أو قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة النقاشات والمحادثات في محاولة لإعادة تسليط الضوء على هذا الموضوع وإيجاد حلول له، بعد عشرين سنة من انعقاد قمة الأرض.

ويبدو أن التفاؤل ليس سيد الموقف في أوساط المشاركين. فقد لفت فرانسوا هولاند الجمعة وهو من رؤساء الدول الكبيرة القلائل الذي أكدوا مشاركتهم في المؤتمر إلى "خطر الفشل"، داعياً إلى "يقظة ضمير".
وجاءت النتائج التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة منذ فترة وجيزة قاطعة. فانبعاثات غازات الدفيئة تزداد بشدة والنفايات تتكدس ومخزونات الأسماك تتضاءل والتنوع البيئي على المحك، ومئات ملايين من الأشخاص يفتقرون إلى مياه الشرب.

وفي 2002، كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك قال خلال القمة العالمية للتنمية المستدامة في جوهانسبيرغ أن "بيتنا يحترق وأنظارنا موجهة إلى جانب آخر".

وتؤكد اليوم منظمات غير حكومية كثيرة مثل "التحرك من أجل البيئة" (أجيربور لانفيرونمان) أن "بيتنا لا يزال يحترق اليوم".

ويفترض أن يشارك في مؤتمر ريو نحو 130 رئيس دولة وحكومة وعشرات آلاف المسؤولين عن جميعات محلية ومنظمات غير حكومية، فضلاً عن ممثلين عن الشعوب الأصلية وصناعيين وناشطين وشباب.

وأوضح أحد الممثلين عن منظمة غير حكومية أن برنامج المؤتمر سيتمحور على مفهوم "الإقتصاد الأخضر"، الذي يشمل مصادر الطاقة المتجددة ووسائل النقل النظيفة وفرز النفايات والمباني ذات الطاقة الإيجابية.

كما يبحث في تعزيز دور محافل اتخاذ القرار الدولية وتحديد أهداف طموحة للتنمية المستدامة، وشبّه البرنامج بـ "خطة إنقاذ عالمية".

وقال آخيم ستاينز المدير العام لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة "لا مجال للشك، أو الحيرة" غير أن غياب الثقة يبقى سيد الموقف.

ففي المفاضوات غير الرسمية حول نص الإتفاق المتوقع إبرامه في 22 حزيران تمسك كل طرف بموقفه.
وبعد جولة المفاوضات الأخيرة التي انتهت في الثاني من حزيران لم يكون المندوبون قد اتفقوا سوى على 70 من أصل 329 فقرة، أي 21 بالمئة من نص مشروع الإتفاق، علماً أنها بأغلبيتها من العموميات المتفق عليها.

ولا يزال التباين سائداً بشأن مسائل أساسية مثل التغير المناخي والمحيطات والتغذية والزراعة ونقل التكنولوجيا والإقتصاد الأخضر، فضلاً عن الأهداف الواجب تحديدها.

وأوجه الإختلاف كبيرة جداً إلى حد أن المدير العام للصندوق العالمي للطبيعة جيم ليب قال : أمامنا سيناريوهان محتملان إما اتفاق محدود جداً وبالتالي لا معنى له وإما فشل ذريع.

وتذكر جهات فاعلة كثيرة الحماس الذي كان سائداً خلال قمة الأرض والذي لم يعد له أي أثر اليوم.

ولفت بريس لالوند أحمد المنسقين التنفيذيين للؤتمر إلى أن الحكومات تتخبط في أزماتها الحالية في حين يدعوها مؤتمر ريو +20 إلى رسم ملامح مستقبل العالم. وأضاف : يصعب القيام بالمهمتين معاً، لكن هذا هو دور رؤساء الدول من حيث المبدأ.

ومن المتوقع تنظيم مفاوضات تمهيدية في ريو من الأربعاء إلى الجمعة. لكن هذه المهمة كانت صعبة جداً حتى الآن إلى حد أنه يمكن تمديدها حتى المؤتمر.

وعشية هذا الإجتماع الكبير الذي يضم قمة الشعوب في وسط ريو وقمة الأمم المتحدة والذي تنظم على هامشه 500 فعالية للمجتمع المدني، يخشى المحللون أن يكون مؤتمر ريو +20 مجرد شبح من الماضي.

وختم بازيلو ألفيس مارغاريدو من معهد الديمقراطية والتنمية المستدامة قائلاً : نرى نؤتمر ريو +20 من دون أمل ومن دون عزيمة سياسية لدى البلدان لتغيير الوضع الراهن.

وفي ما يلي لمحة عن وضع الأرض قُبيل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة المعروفة بمؤتمر ريو +20 من 20 إلى 22 حزيران في مدينة "ريو دي جانيرو".

سكان العالم

من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم من سبعة مليارات في العام 2011 (أي ضعف إجمالي السكان في 1950) إلى 9.3 مليارات بحلول العام 2050.

وقد ازداد عدد السكان في البلدان الفقيرة بمعدل 4.3 مرات منذ العام 1961. ويعيش 60 بالمئة منهم في آسيا و50 بالمئة في المدن (إثنان من كل ثلاثة أشخاص في 2050). وانخفض النمو السكاني في العالم بنسبة 27 بالمئة منذ 1992.

الإحترار المناخي

ازدادت انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 3 بالمئة في السنة خلال العقد الأخير فيما ارتفعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 64 بالمئة بين 1992 و 2008 في البلدان النامية. وأدى هذا الإزدياد إلى ارتفاع الحرارة 0.4 درجات بالإضافة إلى تحمض المحيطات ويعتبر علماء كثيرون أن الحرارة سترتفع بمعدل 3.5 درجة.

التنوع الحيوي

تراجع عدد الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والسمك بنسبة 28 بالمئة بين 1970 و 2008 ولا سيما في النظم البيئية الإستوائية حيث انخفضت هذه الفئات بنسبة 60 بالمئة (30 بالمئة منذ 1992). وقد زاد صيد السمك خمس مرات بين 1950 و 2005. فبات تدهور المخازين من المشاكل البيئية الأكثر خطورة وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وأزيلت 13 مليون هكتار من الغابات كل سنة بين 2000 و 2010 (مقابل 16 مليون بين العامين 1990 و 2000). وتعتبر إزالة الغابات ثالث مصدر غير مباشر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بعد قطاعي الطاقة والصناعة.

الموارد الطبيعية والبصمة البيئية

مساحة الأرض اللازمة لتأمين استهلاك كل فرد : تستغل الموارد استغلالاً مُفرطاً. وقد جاء في تقرير "الكوكب الحي للعام 2012" الصادر من الصندوق العالمي للطبيعة في حال استمرت وتيرة الإستهلاك على هذا المنوال، تحتاج الأرض إلى سنة ونصف السنة لتنتج الموارد الطبيعية التي يستهلكها البشر في غضون سنة وتجددها.

وتشير التوقعات إلى أن كوكبين إثنين لو يكونا كافيين لتلبية حاجات البشرية بحلول العام 2030.

وقد زادت البصمة البيئية لكل فرد من سكان البلدان الناشئة بنسبة 65 بالمئة منذ العام 1961. وتعد البصمة البيئية في البلدان الغنية أكبر بخمس مرات من تلك المسجلة في البلدان الفقيرة. وعلى رأس البلدان التي تضم أكثر من مليون نسمة وتسجل أكبر بصمة كربون للفرد الواحد (قطر) مع نسبة أعلى بأربع مرات من المعدل العالمي تليها الكويت ثم الإمارات العربية المتحدة والدنمارك والولايات المتحدة وتأتي فرنسا في المرتبة الثالثة والعشرين تليها مدغشقر.

الطاقة

ازداد الإستهلاك العالمي للطاقة بنسبة 5.6% في 2010 ويتوقع أن يتضاعف هذا الإستهلاك بحلول العام 2030. وتشكل مصادر الطاقة الأحفورية 87 بالمئة من الطاقة المستهلكة. في حين تصل نسبة الطاقة النووية إلى 5.2 بالمئة (22 بالمئة في بلدان منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية) مقابل 13 بالمئة تقريباً لمصادر الطاقة المتجددة.

الأراضي

منذ منتصف الألفية الثانية، اشترى مستثمرون أجانب أراضي في البلدان النامية (66 بالمئة منها في أفريقيا) توازي مساحتها مساحة أوروبا الشرقية.

وقال بول ماثيو الخبير لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أنها "قنبلة قد تنفجر في حال لم تول العناية اللازمة".
الفقر

يتراجع الفقر المدقع (أقل من 1.25 دولار في اليوم) في العالم. وفي 2008 كان يطال 1.289 مليار شخص (مقابل 1.9 مليار في 1990) 47 بالمئة منهم في إفريقيا. ويعيش 43 بالمئة من سكان البلدان النامية بأقل من دولارين في اليوم ويعاني واحد من كل سبعة أفراد تقريباً من سوء التغذية.

ويفتقر نحو 800 مليون شخص إلى مياه الشرب المحسنة (أنابيب وآبار محمية)، ولا يتمتع 2.6 مليار شخص بمرافق صحية. في حين لا ينتفع 1.4 مليار شخص من الكهرباء.
__________________
سأكون هنا بعيداً عن ضوضاء العالم
رد مع اقتباس