عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم April 26, 2017, 04:37 PM
 
رد: وضع القواعد السلوكية

طفل ما بعد المدرسة

في السنة الخامسة من عمر الطفل يبدأ الطفل بالمشاركة في الالعاب التي تخضع لقواعد
معينة لانه يبدأ بادراك القواعد وما فيها من نفع له ولغيره ولهذا نجد الطفل في هذا السن
يرغب في التقيد بالقواعد السلوكية المقبولة لدى الكبار، وفي عمل الاشياء الصحيحة ،
وتدفعه الرغبة في التقيد بالنظام ان يشي برفاقه الى المدرسة او الام، وهذه الوشاية قد
تكون بغرض اختبار الام او المدرسة ليرى مدى ردة فعلها تجاه من يخالف القواعد حتى
يقوم بمخالفتها ايضا، وقد تكون الوشاية بدافع الحسد والكراهية للاخرين.

ولهذا لا مانع من توسيع دائرة الممنوعات والقيود التي على الطفل التقيد بها، فيحاول
معالجة بعض انواع السلوك المذمومة كالحقد والحسد والوشاية والسرقة والكذب...الخ

وعلى الوالدين الرجوع الى مقياس الحلال والحرام في تقييد الطفل بالقواعد السلوكية:
فيركز بالدرجة الاولى على منع الوقوع في الحرام كمنع الكذب والسرقة والاعتداء على
الاخرين وايذائهم. وبالدرجة الثانية تدريب الطفل على القيام بالفروض كتدريبه على القاء
التحية واداء الصلاة والاستئذان باوقات معينة والتعاون مع الاخرين واداء الواجبات
المدرسية. ثم التركيز بالدرجة الثالثة على التقيد باصول التعامل والتهذيب مع الاخرين
حتى اذا وصل الاولاد الى سن البلوغ يجب ان يتحقق في سلوكهم اربع قيم هي القيم
الروحية والانسنية والخلقية والمادية.

دع الطفل يجرب عمل اشياء بنفسه: يتعلم الاطفال باساليب كثير منها الخبرة، لذا يجب
السماح لهم عمل الاشياء باكبر قدر من الامكان، فمثلا يتعلم الطفل (2+2=4)بعد عشرات
المحاولات من العد بالحصى وحبوب البقول وقطع النقود والازرار والخرز...الخ وكذلك
يتعلم قاعدة سلوكية( اذا ضربت اصدقاءك فسيغضبون منك ويتركون اللعب معك وقد يضربونك)
بعد عشرات المرات من الصراع مع اصدقائه.

تأكد من خطورة ما تريد منعه منه: لا تستطيع الام ان تسمح لطفلها ان يجرب الاشياء التي
تؤذيه، ولكن قبل ان توقفه عن ذلك، ان تتأكد من خطورة ما تريد ان توقفه عن فعله. كثير
من الاباء يقولون للطفل دون تفكير( لا تركض حتى لا تقع على الارض) ولكن ذلك لا يضره
ولا يسبب له خطرا، فعندما يتشقلب او يتعثر لو وقع على العشب او على ارض لينة لن
يصاب بأذى، فلا يصح ايقاف الطفل عن ذلك.

يجب منعه من ممارسة ما فيه خطورة عليه: اذا قام الطفل بعمل سيؤذيه حتما كالوقوع
من فوق سطح او السقوط في حفرة فيجب منعه بحزم وبشكل واضح، واخباره مسبقا ما
يستطيع او لا يستطيع فعله ووضعه تحت الاشراف، ويجب ان تكون التوجيهات للطفل
مناسبة له.

وحتى نزيد من نشاط الفعل وتعلمه يجب توفير المواد المثيرة له، وتقليل الممنوعات
والمحرمات اثناء ممارسة نشاطه مع توفير السلامة له.

كما يجب معرفة المراحل النمائية التي يمر فيها الطفل، فالطفل قبل خمس سنوات لا ينضج
وانتباهه قصير ويتشتت بسرعة وينسى بسرعة ويفقد السيطرة على نفسه بسهولة لذا ينبغي
التركيز على الاتقان وانجاز المهمة، بل يجب الابتهاج والسرور بقدرة الطفل على ضبط نفسه
وتزايد معرفته، وتشويقه للاقبال على التعلم وعلى الاندماج مع الاخرين، وكلما تقدم به العمر
تقدم الاهتمام بالاتقان والانجاز.

لا تردع الطفل عن افعال كثيرة دفعة واحدة: على الام ان لا تمنع طفلها من القيام باعمال كثيرة
دفعة واحدة في وقت واحد، لان ذلك سيثقل كاهل طفلها ويعرضه للاذى والارتباك، كما سيؤدي
ذلك الى احباطها لان الطفل لن يستجيب لها مما يزيد شعورها بالاحباط والفشل. لذا عليها
ان تعطي الاولوية للقيود التي تساهم في سلامة الطفل من الاخطار التي تهدده كما تهتم بالقيود
التي تحد من اعتدائه على الاخرين مثل ضربهم او عضهم او ركلهم، ثم تعطي الاولوية للقيود
التي تمنعهم من اتلاف ممتلكات الغير، فاذا اتقن الطفل هذه القواعد انتقلت الى منع انواع اخرى
من السلوك المذموم كالصراخ في مكان عام او رمي الطعام ثم تخطط الام بعد ذلك لتوجيه
طفلها نحو التحلي بسلوك اكثر تهذيبا كالتعاون مع الاخرين واحترامهم.

التقليل من حالات التوتر والغضب عند الطفل: حتى تقلل الام من ارتكاب الطفل للمزيد من
السلوك غير المقبول، عليها ان تزيد من انتباهها له في الحالات التي يعاني فيها من التوتر
او عدم الارتياح او الغضب والمرض او أي وضع غير مريح بالنسبة له. فاذا كان الطفل متوترا
فلا تزيد من الضغوط عليه، فلا تلزمه بالتقيد بالروتين اليومي الذي وضعته له. واذا اضطرت
الى الخروج من المنزل بصحبة طفلها في وقت نومه او قبل تناوله لطعامه وكان جائعا اومتعبا
فعليها ان تتحمل سلوكه الغريب اذا اظهره خارج المنزل. واذا اساء الطفل سلوكه على الرغم
من كل احتياطاتها فعليها:







رد مع اقتباس