عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم April 24, 2017, 05:17 PM
 
وضع القواعد السلوكية

وضع القواعد السلوكية


ان وضع قواعد سلوكية للاطفال متفق عليها بين الام والاب يجب ان يراعى فيها عمر الطفل، فما نتوقعه
من طفل ما قبل السابعة غير السلوك الذي نتوقعه من طفل ما بعد السابعة.

طفل ما قبل المدرسة

لا يميز الطفل الصغير بين العمل واللعب، فهو ينهمك في كل عمل يقوم به من تلقاء نفسه مثل استماعه
الى قصة او لعبه بدمية او وهو يراقب فراشة تحوم حوله، وهو لا يشعر بمواعيد الاكل او الوقت ولا يستطيع ا
لتوقف عن نشاط يمارسه اذا كان يثيره، وهو يلعب بأي شيء يصادفه، فاذا وقع في يده ملعقة كبيرة ومقلى
فانه يتذوقها بلسانه ويضرب المقلى بالملعقة ويستمع للصوت الناتج عن ذلك، ويحاول ان يضع المقلى بالملعقة،
ويقلب المقلى ليخبئ الملعقة تحته، ثم يخرج الملعقة من تحت المقلى، واذا لم يجد اكتشافا جديدا فانه
يمل، ويحاول ايجاد اشياء اخرى ليلعب بها، ويزداد نشاطه اذا اضيف اشياء اخرى ليلعب بها مثل الرمل او
الماء او الحصى او الدمى او ملاقط الغسيل او اغطية القناني او... الخ.

والطفل بلعبه هذا يتعرف على الخصائص الظاهرة للاشياء، فيعرف كيف تتحرك وكيف تتدحرج الى اعلى
والى اسفل، وكيف يتلاءم معها، ويدخل بعضها في بعض .. الخ ويتعلم كيف يستخدم اعضاء جسمه، كيف
يحرك ذراعيه ورجليه وجذعه في اتجاهات مختلفة، وكيف يستعمل اصابعه ويديه. وكلما ازداد النشاط الحركي
للطفل ازداد ميله للبحث والتعرف على البيئة، ويجب ان يشجع على ذلك الى ابعد الحدود، ويجب عدم ايقافه
دون ضرورة عن ممارسة انشطته التي تشبع حب استطلاعه الا في حالتين:

1- اذا حاول ان يقوم بعمل خطر او مزعج لنفسه او للاخرين

2- اذا حاول ان يتلف ممتلكات الغير او اشياء ثمينة.

في هاتين الحالتين يجب ايقافه فورا وبحزم، وعلى الام او من يقوم مقامها ان تراقب الطفل باستمرار وهو
يتحرك في بيئته، وكما يجب ان توفر له شروط السلامة وان تهيء له مواقف يمارس فيها انشطة مثيرة له.

وافضل طريقة لايقاف عمله الخطر في سن اقل من سنة هو تشتيت انتباهه عن القيام بعمله وتوجيه انتباهه
لشيء آخر او نشاط بديل.

فاذا حاول الطفل لمس شيء ممنوع فيجب سحب يده بلطف بعيدا عن ذلك الشيء وان يقال له كلاما يفهم
منه ان عمله هذا يؤذيه او يؤذي غيره.
اما اذا كان الطفل في السنة الثانية او الثالثة وقام يسلوك خطر على نفسه او غيره فعلى الام ان تثير
انتباهه لسلوكه هذا وتحاول ردعه بما لديها من وسائل مثل استخدام تعبيرات وجهها ولهجة صوتها، واذا
استمر في سلوكه عليها ان تنقله الى مكان آخر، وفي جميع الاحوال عليها الالتزام بهدوءها وان لا تلجأ
الى الضرب.

وافضل وسيلة للتعامل معه هو عزله لوقت قصير في مكان يخلو من أي وسيلة ممتعة له(الاقصاء) وهذا
ما سيأتي الحديث عنه لاحقا.

في بداية السنة الثانية يعاني الطفل من نوبة انفجارات انفعالية شديدة، في هذه الفترة يمكن للام ان توجه
طفلها وتعلمه السلوك الجيد ولكنها في نفس الوقت لا تستطيع اجباره على ان ينفذ تماما ما تريده منه او
ينفذه بشكل تام لانه لا يدرك مفهوم القواعد السلوكية التي يجب التعامل على اساسها. فهو لا يعقل مثلا
قول امه له كن لطيفا مع القطة الصغيرة، ولا يدرك سوء عمله اذا ركض في شارع مزدحم بالسيارات، او اذا
ابتعد عن جدته التي تريد تقبيله، فهو لا يدرك معنى السلوك السيء وهو يتصرف بعفوية دون ان يدرك
عاقبة الامور، فافعاله تلقائية مرتبطة بدوافعه الآنية التي تظهر في الحال. ولا يتوانى عن اشباعها دون
تفكير وقد تستغرق هذه الحالة سنوات، وكل ما على الام ان تفعله ان توجهه بشكل حازم مع مراعاة عدم
حرمانه من محبتها وحنانها في أي لحظة من اللحظات. لان حب الام واحترامها لطفلها هو المنبع الذي يستمد
منه حبه واحترامه لنفسه وللاخرين.

القدوة الصالحة :

وهنا لا بد من التذكير بان على الوالدين ان يكونا قدوة صالحة للطفل بالاتصاف بالحب والصدق والامانة والاخلاق
والتفاني في رعاية الطفل فانه سيتشرب منهما هذه الاخلاق من غير وعي منه، فعن طريقهما يتعلم الصدق
والامانة والاتقان في العمل والثقة بالنفس، وعليهما ان يبديا محبتهما لطفلهما عددا من المرات اكبر من
انتقادهما وتوبيخهما او عقابهما له. ان معاملة الطفل بقسوة كلما سلك سلوكا سيئا وعدم احترامه وعدم
مكافئته اذا قام بسلوك جيد يعزز السلوك السيء لديه.

لذا على المربي ان يتعامل مع الطفل في السنة الثانية بالرحمة والمحبة والعدل وان اكبر اثابة له في هذا
العمر هي احترامه والاهتمام به مما يدفعه لطاعة المربي من اجل الحصول على رضاه عنه ومحبته له.

وعلى الام ان تكون توقعاتها لسلوك طفلها واقعية وبعيدة عن الخيال، فليس من المعقول ان تصر على ان
يقضي يومه في غرفته او مقيدا على كرسي عال لان ذلك مخالف لطبيعة حب الاستطلاع لديه، وسيكون
اكثر اصرارا على المقاومة والعناد ويزيد ذلك من شعوره بالاحباط.

وعلى الام ان تدفع طفلها ليعبر عن انفعالاته ودوافعه بالكلام وليس بالغضب او أي فعل آخر مذموم، واذا لم
يستطع ان يعبر عن انفعالاته تساعده على ذلك. يجب ان تكون القواعد التي يجب على الطفل التقيد بها
في سلوكه ضيقة في ادنى الحدود، فقط في المواقف التي تشكل خطرا على الطفل او تضر الاخرين
وممتلكاتهم كما اسلفنا سابقا.

وعلى الطفل ان يسمع كلمة "لا" في كل مرة يقترب من الخطر او الاضرار بالغير وعندما يستطيع الطفل
التقيد بهذه القيود، توجه العناية الى منعه من انواع اخرى من السلوك المذموم الاقل درجة من الايذاء
الجسدي مثل الصراخ في مكان عام او رمي الطعام او الكتابة على الحائط او نزع الملابس بشكل غير لائق
في مكان غير مناسب.
رد مع اقتباس