شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده
مُضْناك جفاهُ مَرْقَدُه *** وبَكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ *** مَقْروحُ الجَفْنِ مُسهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًا إِلا رَمَقًا *** يُبقيه عليك وتُنْفِدُهُ
يستهوي الوُرْقَ تأَوُّهه *** ويُذيب الصَّخْرَ تَنهُّدُهُ
ويُناجي النجمَ ويُتعبُه *** ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
ويُعلّم كلَّ مُطَوَّقَةٍ *** شَجَنًا في الدَّوحِ تُرَدِّدهُ
كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ *** وتأَدَّب لا يتصيَّدهُ
فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ *** ولعلّ خيالَك مُسعِدهُ
الحسنُ, حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ *** (والسُّورَةِ) إِنك مُفرَدهُ
قد وَدَّ جمالَك أَو قَبَسًا *** حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُهُ
وتمنَّت كلُّ مُقطِّعةٍ *** يَدَها لو تُبْعَثُ تَشهدُهُ
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي *** أَكذلك خدُّك يَجْحَدُهُ?
قد عزَّ شُهودِي إِذ رمَتا *** فأَشَرْتُ لخدِّك أُشْهِدُهُ
وهَممتُ بجيدِك أَشرِكُه *** فأَبَى, واستكبر أَصْيَدُهُ
وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ *** فنَبا, وتمنَّع أَمْلَدُهُ
سببٌ لرِضاك أُمَهِّدُه *** ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُهُ?
بيني في الحبِّ وبينكَ ما *** لا يقدرُ واشٍ يُفسِدُهُ
ما بالُ العازل يفتحُ لي *** بابَ السلوانِ وأوصِدُهُ
ويقولُ تكادُ تُجَنُّ بهِ *** فأقولُ وأُوشكُ أعْبدُهُ
مولايَ وروحي في يــده *** قد ضيّعها سلِمَتْ يدُهُ
ناقوسُ القلبِ يُدقُّ لهُ *** وحنايا الأضلِع معْبدُهُ
قسمًا بثنايا لؤلؤِها *** قسَمُ الياقوتِ مُنَضَّدُهُ
ورضابٍ يُوعَدُ كوْثرُه *** مقتُولُ العشقِ ومُشْهَدُهُ
وبخالٍ كاد يُحَجُّ لهُ *** لو كان يُقبَّل أسْودُهُ
وقوامٍ يَرْوي الغصنُ لهُ *** نَسَبًا والرمح يُفَنّدُهُ
وبخصْرٍ أوْهنُ من جَلَدي*** وعوادي الهجْرِ تبدِّدُهُ
ما خُنْتُ هواكِ ولا خَطَرَتْ *** سلوى بالقلبِ تُبرِّدُهُ