عرفت أوربا ثورتين فلاحية وصناعية خلال القرن 18م أثرت بشكل عميق في المجتمع الأوربي - فما هي مظاهر هاتين الثورتين؟ - وما هي أهم نتائجهما؟ І – مهدت الثورة الفلاحية لظهور الصناعة بأوربا: 1 ـ مظاهر الثورة الفلاحية: عرف النشاط الفلاحي بأوربا تطورا مهما بعد تنظيم الملكية العقارية وتحسين الأساليب والتقنيات الفلاحية باستعمالأدوات جديدة واللجوء إلى استراحة الأرض مع تطبيق الدورة الزراعية الرباعيةوانتشار ظاهرة تسييج الأراضي وتجميعها والقضاء على الفلاحين الصغار الذين نزحوا إلى المدن. 2 ـ نتائج الثورة الفلاحية: مكنت المنتوجات الفلاحية المتزايدة من توفير إمكانيات غذائية أدت إلى تزايد كبير في نسبة التكاثر الطبيعي ووفرت يدا عاملة نشطت القطاع الصناعي. دفع الطلب المتزايد على الحديد من طرف القطاع الفلاحي إلى البحث عن مصادر طاقة لتجاوز مشكلة قلة الخشب الضروري لصناعة التعدين، فتم استعمال الفحم الحجري كمصدر للطاقة الذي أعطى الانطلاقة لعدة اختراعات في ميدان الصلب مهدت لقيام الثورة الصناعية. ІІ – الثورة الصناعية ونتائجها: 1 ـ مظاهر الثورة الصناعية: تجلت مظاهر الثورة الصناعية في عدد من الاختراعات التقنية التي طورت مجالات النسيج والتعدين والطاقة، ففي مجال النسيج ظهرت سلسلة من الاختراعات الجديدة ساهمت في تخفيض الكلفة والرفع منالإنتاجية وتحسين الجودة، أما في مجال التعدين فتم استعمال فحم الكوك ذو الطاقة الحرارية العالية كماشكل اختراع الآلة البخارية من طرف جيمس واط ثورة حقيقية في مجال الطاقة. 2 ـ نتائج الثورة الصناعية: أثرت الاختراعات على سائر القطاعات الإنتاجية، حيث مكن استخدام الآلات والطاقة الحرارية من تحقيق إنتاج أكبر وأحسن في وقت أسرع، فخفض هذا من كلفة الإنتاج وأدى إلى انخفاض الأسعار. عوضت المصانع الكبرى الورشات الصغرى والاشتغال بالمنازل، كما ظهرت مناطق صناعية كبرى مما تطلب رؤوس أموال كبيرة. أدت الثورة الصناعية إلى نشأة مجتمع رأسمالي صناعي برزت في طبقة غنية سميت الطبقة البورجوازية تولد قسم من ثرواتها عن استغلال الطبقة العاملة التي ناضلت من أجل تحسين ظروف عملها فظهرت النقابات. خاتمـة:
مكنت الثورة الفلاحية والصناعية من تطور نظام اقتصادي
جديد دفع أوربا للتوسع بحثا عن أسواق لمنتوجاتها.