عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 15, 2014, 04:36 PM
 
التعريف الكامل بالأدب الروسي

مقدمة : ” إننا نواجه اليوم خطر الصهيونية كما واجه الشعب السوفيتي خطر الفاشية إبان الحرب العالمية الثانية , وان محاولة كتابة مقال ونقل الأدب المقاومة العالمية في هذه الفترة الدقيقة التي نجتازها ووضعها واضحة ميسرة في أيدي جماهيرنا العربية يجعلها تستضيء بضيائها وتفيد من تجاربها الغنية المتنوعة , فالصهيونية لا تختلف عن الفاشية من حيث طبيعتها الإرهابية والدموية والشوفينية لذا ينبغي علينا أن نرتفع بتجاربنا الثورية وأدبنا المقاوم لا إلى مستوى مواجهة العدو فحسب وإنما إلى الانتصار علية “… الكاتب و.ع.ت
” إن الأديب هو مقاتل بالكلمات في حرب تحرير بلادة ” القائد الاممي هوشي منة .
إن شعر المقاومة الفلسطيني وكتابها يبدون للوهلة الأولى بسطاء في تعبيراتهم وأسلوبهم وصورتهم, ومن المؤسف يدعي بعض النقاد بضعف هذا التعبير وهذا الأدب الثوري للفلكلور الفلسطيني وشعر المقاومة بصورة عامة, من الناحية الفنية والجمالية, والحقيقة عكس ذلك تماما. إن تفجر هذا الأدب في ظروف تاريخية تعصف بالعالم العربي ألان هو الذي يمنحه الشكل الفني الخاص به. وللظروف القاسية التي يكتب فيها الشاعر في التشرد والصمود وقصف القنابل والنيران اثر على مجرى هذا الشعر لذلك يضطر هذا الشعر أو هذا الأدب آلة أن يكون قصيرا وحادا كالشظايا والبرقيات , فتجارب الأدباء الفلسطينيين قد تكون ناقصة وغير كاملة إلا أنة يجب إن يشهد على تلك الأحداث , يتميز الشعر المقاوم الفلسطيني بأنة نفاذ وشفاف , يخترق القلب مباشرة ببناءة البسيط الرائع , وابتعاده عن الغموض ولو أن الغموض لم يكن يوما سمة من سمات الأدب الفلسطيني عامة منذ انبثاق ثورة الانتفاضة الأولى وحتى العصر الحاضر .
وقبل التعرض إلى قضايا الشكل الفني في المقاومة الأدبية الفلسطينية ينبغي علينا أولا طرح هذا السئوال الكبير وهو : هل يستطيع الكاتب الفلسطيني بحق أن يكون ضميرا صادقا لهذه اللحظة الحضارية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي ؟ بطبيعة الحال , إن المقال هنا محاولة للإجابة على هذا السئوال , ومن المعروف , إن عملية الخلق والإبداع الفني تتأثر بالظروف الموضوعية إذ إن واقع الأحداث تختلف عن وقت السلم , وبالرغم من أن واقع الحرب يوحي أحيانا بالإبداع الفني إلا أنة في معظم الأحيان يضعف هذه العملية نتيجة المواجهة المباشرة مع العدو , والأحداث الدموية المفاجئة , إضافة إلى أن الكاتب يتحول إلى جندي في المعركة , باعتباره مقاتلا تبرز لدية مهمة لا تقل أهمية عن حمل السلاح وهي تسليح الجماهير بالروح القتالية والنضالية , هذه الأسباب تؤثر على الشكل الفني لأدب المقاومة .
تتمثل خاصية الكتاب اليساريين الفلسطينيين في القدرة الكبيرة على تحويل المعاني المجردة إلى امتثالات عينية تنفعل لها الحواس , إضافة إلى الإيقاع والموسيقى , فالشعر المبدع عادة هو الشعر الذي يتضمن صورا شعرية غزيرة ذات إيقاع وتأثير واضحين , ومن الطبيعي , إن الصور الشعرية ترتبط بالديناميكية الشعرية أي عملية وصف الحركة إذ أن هذه الديناميكية هي التي تنتج الصور الأدبية للمقاومة الفلسطينية . حيث أن كل ذلك يستمد من الظروف التي تنتج من الأحداث اليومية لشعبنا الصامد , يمتاز الأدب الفلسطيني بالديناميكية الشعرية ذلك لان الانتفاضات الشعبية ما إلا عالم مليء بالحركة والانفعال والاضطراب والصيرورة الدائمة , كما ويتميز أدب المقاومة الفلسطيني بأنة أدب حسي وثيق الارتباط بالواقع .. يتجه في معظمة إلى صورتين أساسيتين هما الأرض والإنسان. فالأرض عند الأديب لا تعني الطبيعة بل ارض الوطن, ثمة علاقة وثيقة بين الإنسان والأرض. لقد جعل الأدب السوفيتي من الشعراء والكتاب الفلسطينيين من الأرض خلفية الصورة الأدبية التي يرسم فيها معنى البطولة. ومن الخصائص الفنية هي التركيز على التفاصيل المادية, ويلاحظ إن معظم كتابات المقاومة تقترب من الملاحم نوعا ما. إن صورة الثلوج أو الأمطار الهائجة والرياح العاصفة البيوت المحطمة صفارات الإسعافات , والاختباء والإخلاء , اشتعال النيران , احتلال الأراضي والاجتياحات المتواصلة , احتراق المزارع , الخ , هي صورة متحركة تنمو في مخيلة الكاتب الفلسطيني نموا جدليا , ويمكن القول أن مساهمة الكاتب في المقاومة هي ذاتها حركة مستمرة تتطلب الانفعال والحركة والاضطراب والصمود والمقاومة , فالحرب إثارة للعواطف الكامنة في أعماق الكاتب … الإنسان, فالمعارك والانتفاضات الضارية هي نتاج الصور والألفاظ الجديدة, هنا تفاعل تام للإنسان مع المصير والقدر. تتميز الصورة في كتابات الكتاب الفلسطينيين بالوضوح والبساطة والعمق, فالرياح رمز لما يتحرك ويدور !! والجهاد أو الالتحام مع العد رمز البطولة والمقاومة !! والزرع رمز لكدح الإنسان وانتاجة الخ , هكذا نحن كتاب اليسار نرى صورة الإنسان الفلسطيني المقاوم تندمج مع هذه الحركة المستديمة حركة الرياح والقطعات والنيران والقصف من المدافع …
تتمثل الديناميكية الكتابية في صورة الجندي المقاتل العنيد والذي يغتاله العدو لكنة يصر على الموت بقوة افكارة ومبادأة وصموده في مواجه العدو , وكذلك ترسم لنا الأحداث صور نسائنا المناضلات المجاهدات المقاومات ينزفن في عرس جميل بين الأشجار … على سبيل المثال الشاعر والكاتب الروسي ” ألكسي سوركوف ” كاتب المقاومة يخلق لنا صورا غير مألوفة إلا أنها تتشكل في براعة وقوة مثل :
- حين تنصهر الأغاني في الموت والرصاص
- الأغنية أجنة النسور
- الرصاص يرتعد من الإقدام
- نحن نرغم الحديد على الصراخ
- صبرا: لا تقلع الأرض بأظافرك
- نحن نصهر في صراح الحديد للأطفال
- أغاني الحب المورقة
- الصمغ يغسل ويسيل من أشجار الصنوبر دموعا
- باسمك الشجيرات تهمس
كل هذه المجازات والتعبيرات عبارة عن لقطات سريعة مفاجئة يلتقطها الكتاب اليساريين الفلسطينيين بخيالهم البارع من خلال مشاهدات الوقائع على الأرض داخل أرضنا المحتلة , ويعقد بينهما أواصر وثيقة ومنطقية تبهر الخيال , وتبعث على الصمود والمقاومة , وتثير في أعماق الناس أو الشعب الثورة والتمرد ضد الحروب وويلاتها , إن جميع عناصر هذه الصور موجودة في العالم لا في مخيلة الكاتب . أنة يستلهمها من الواقع المالفلسطيني, واقع الحروب على الشعب الفلسطيني, لذلك تكون التشابهات عادة مألوفة, مفهومة لدى الجنود المقالتين.
إن وقائع الحروب هي التي توحي بالصور الحيوية الفعالة, فالحرب باعثة الديناميكية في قلم الكاتب الفلسطيني. على سبيل المثال الشاعر الكسندر بروكوفيف يخلق صورا متوهجة بتألق الحرب فيقول :
- يتصاعد الدخان الوداع بلونه الأرجواني…
- برعدة تتباعد الجدران التي تطوقه …
- تنبثق من أعماق قلبه سايحلم. برتقال …
- وها رقد نهر نيفا وبدأ يحلم …
- السيوف يجب أن تتحول إلى محاريث…
في الأخير: ومن خلال هذا المقال أحاول أن ارسم صورة تصويرية رائعة للمأساة القاسية للحروب التي مرت على فلسطيني. لقد واجه الشعراء والكتاب المقاومة المأساة الدامية بشجاعة فائقة, وانفعلوا بالتجربة الجماعية للشعب, إلا أنهم في ذات الوقت لم يهملوا الشكل الفني والتجربة الشخصية والإبداع الفني. سلامتكم,شعر المقاومة انعكاسا حقيقيا وصادقا لظروف الحرب التاريخية في مواجه خطر الصهيونية وإسرائيل…. انتهى .



رد مع اقتباس