عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم May 2, 2014, 05:47 PM
 
تعرف علي أقوال شعراء ضد الشعر

تدشينات طواها النسيان.. بعد أربعين عاما: شعراء ضد الشعر!

عادل كامل






* إشارة

[ كلما أعدت قراءة هذا (الاستطلاع)، الذي يرجع إلى سبعينيات القرن الماضي، أتعثر في فهم اختفاء أسماء هذه الكوكبة من شعراء المستقبل! فانا لا امتلك ذاكرة، ولا احد من هؤلاء ـ وهم اليوم في سن الخمسين ـ يتذكر لغز هذا التوهج، لغة وصورا ً ورموزا ً، وقبل ذلك: تطلعا ً لعالم لا يكون الإبداع فيه، باطلا ً بين الأباطيل، بعد موت الإنسان نفسه، وقد استحال إلى شظايا مفككة، ذلك لأن ما تبقى من هذا التوهج، في نهاية المطاف، لا يتجاوز إلا هذه الكلمات، وكأنها ذرات رماد في مواجهة عالم قيد الاحتضار ../ وعليّ أن اذكر ـ هنا ـ ان الكاتب محي الدين زنكة، هو من اصطحبنا إلى بعقوبة، برفقة الشاعر فاضل العزاوي، كي أنجز هذا الموضوع لمجلة "ألف باء" التي كنت اعمل في قسمها الثقافي]
مقابلة مع عدد من الشعراء
(( لنسمع الماء.. لنحاور الرمل .
لنراقب/ لنكف عن المراقبة . لنكون ولا نكون . لنأت/ لنكف عن الحضور .
نغيب لنكون الباب . بعد ذلك ، لا بد من النار . ))
(( صدفة ، أبداً ، أن تكون الأحلام حجارة ، كذلك لا يمكن للصدفة ان تحيل الحجارة إلى نائم في البحار . إلا ان حدود (الذات) أكثر من حدود الذات دائماً . لا حدود للعقل، لا حدود للرقص لا حدود للموت لا حدود للعرس لا حدود للخيبة لا حدود للحرية لالالالالا.... هناك من له رؤيا آت بها من كل المسافات، وقد يجتاز مسافاته دون ان يكون . بل دون ان لا يكون.. ذلك هو الشعر. في البدء، الذي يغتسل بالفصول، بلا أسف، يبدأ الزلزال، تارة، بالرقاد أعلى قمم الذاكرة ، ثم ، هو ، فجأة يرتدي الكتب ، التاريخ ، والزمن ، ومعكم ، معنا ، صفر ، وثورة . ))
(( أننا لا نهرب ، أننا في السجن ، وأننا الذبائح ، وأننا الضوء . ))
(( كنت متعباً لما قال لي فاضل العزاوي: تعال تعرف بشعراء جدد . لم أفكر كثيراً ، بل ذهبت . ووجدت عدداً من الشعراء.. ترى كيف يكون الشاعر؟ كيف من الحجارة تصنع الأمواج . وهذا العراء... لقد سمعتهم جميعاً .. كذلك فجأة بدءوا بقراءة قصائد لم تكتب من قبل .. ثم بعد ذلك جلست خجلاً .. ماذا حدث لي ..؟ وماذا يحدث لي . قلت لفاضل: العراق زلزال أبدي. وفي أعماقي بدأت أكوّن بعض الأسئلة... ودخلت في عالم كنت قد دخلته في الكتب.. في الأوراق.. في الحانات. وفي القبور . وهنا أنا أمام موتي، وبعثي، فمن أكون .. أمام شعراء يتحدون الشعر ... وبدأ كل منهم بكبرياء الجمال ، بالكلام .. كلا ... بالشعر فقط.. وكان معي في الحوار الروائي والمسرحي محي الدين زنكنه.. وجرت المقابلة في محافظة ديالى .
هشام محمد . السادس الابتدائي . 11 سنة .
- المستقبل .؟
: هو السفر . أنني متمزق . أنني أبحر في الأحلام في الفرح . ان قصائدي هي الفرح . أنا عندما أكتب أختار أجمل الصور بلا تأثير ولا أقوم بتفسير القصيدة . أنني أرسم صورة معتمة . الفارق بين الفرح والعتمة : الصورة تكون معتمة جداً بلا فرح ولا حزن . المستقبل حرية .
- ما هي حياتك . ؟
: أشياء متدفقة في السنة الزمن المثقوب . ملطخة بهجوم الابتسامات على الأحزان .
- والشعر الحديث ، ما هو ؟
: التدفق ، وكتابة القصيدة هي إسقاط اللغة - أتركها تتساقط ، صوت . ولا بد ان تكون القصيدة في البدء مبعثرة ثم نعيد بناءها من جديد . عندما أكتب أكون الحالم . أنا متأثر بمالارميه عندما يقول (( على الشاعر أن يترك للكلمات حرية المبادرة .)) أنها الحرية التي تبدأ بالكلمة . حرية المفردة .
- وعن تكوّن القصيدة في ذهنك ؟
: أكتب بإحساس جمالي مع عدم التأثر بإحساسي النفسي وأنا أبدل وأحذف كثيراً في القصيدة الواحدة . لتكون متكاملة ، القصيدة العظيمة ، لا بد ان تتخلص من النقص .
- حياتك الخاصة ؟
: إنسان عادي . لست ثرياً ولا واهم بالثراء . أفكر بالحياة ، ما هو المستقبل ؟ ماذا أنا ؟ عصفور تنقل من شجرة إلى شجرة . أنني أريد حريتي الواسعة . أنا شخص بلا أحزان . أحب سان جون بيرس . هنري ميشو . محمد الماغوط ثم أبتعد بخوف . وجلس يراقبني وبعد لحظات وبعد جاء وبصوت حاد صرخ .
: أنا أحب لوركا . أكتب ذلك .
نموذج قصيدة لـ: هاشم محمد
السماء تقلع جذوع الظلام .
تسحل الثقوب عناءها
وتسقط ناعمة على الحصى والنمل
نافورات من كلاب مخنوقة
لذات تطوق جنازة السحر
وخرائبي المجنونة ، تقصف السماء
السماء المثقلة بالقصيدة تستيقظ ابتسامتها
في ذيولي يتعلق النهار
ويلملم ضحكاته
أيها الخيال المتخبط
عانقت الحلم كي أفترس كراهيته
على قمة الجبل يستحم الفجر
على جذور البحر الناعسة
يتأله القمر السكران
كقشة تهجم على لذة الجوع
وتأكل حذاء الشمس الرنانة
يتكسر الفجر بأطنان من الشموس
وتبكي شفتاي كما تبكي أقداح الدم
أصابعي تفتح نزيف الموت
وتحمل صرخاتي
راية للآفاق المحترقة .

كريم إبراهيم / 13سنة .
- الشعر ؟
: مخلوق جديد يجب عليّ ان أعطيه ذات الكلمات والصور الجميلة . طبعاً أخلقه على الورق من داخلي . لماذا أكتب الشعر ؟ أحس في داخلي كلمات لابد ان تخرج .
- عن حياتك .
: كحياة أخرى ، طبعاً ، أعيش في عالم مجهول الصنعة . لا أمتلك أمنية . لا أحب شيئاً في العالم إلا الشعر . الكبار لا يقدرّون الشعر . هم يريدون تفسير الشعر وأنا أريد أن أعيشه . وأنا أكتب لأدعك ترى ما كنت أراه ، وما لم أكن أراه أيضاً .
- وعن إطلاعك في الشعر ؟
: قبل سنة تقريباً ، بعد المهرجان الشعري في بعقوبة ، بدأت إقراء ، بيرس ، رينه شار ، ايلوار ، أرغون . فاضل العزاوي ، الماغوط .
- هل تحلم ؟
: طبعاً ، في الحياة ، في الطبيعة الشعرية . أحياناً أرى كل شيء قد تمزق . أرى كل أصدقائي من حول يبلا معنى . كل شيء يتكرر ، الحوادث ، لا شيء جديد ، الإنسان شبح ينسف الأيام والطبيعة . والإنسان هوان يأخذ الحرية ويشرب ،يأكل كل ما في الحرية من حلم . ثم يرميها في علبة الأوساخ . أنني أريد سفراً بلا زاد .
- الحب ؟
: لا أتكلم عنه .
- المرأة ؟
: لم أجرب ذلك . ولن أجرب ذلك .
- هل تعرف رامبو ؟
: نعم ، هو يقول (( من العبث أن نمزق سراويلنا على مقاعد الدراسة )) وكانت أمه تطلب منه ان يأتي إلى الكنيسة كل أحد . ولكنه يهرب دائماً .
- وشعر رامبو ؟
: هو التفجر . والجمال في قصائده هو الحس المدمر الذي هو رامبو الإنسان .
- ماذا تعلمت من الكُتب ؟
: كُتب المدرسة أهملتها . الكُتب التي أحبها هي كُتب الشعر التي تعلمني خلق الشعر وحالات الشاعر بكل الأشياء والأشكال . مستقبلي هو الشعر . فقط أحب الهندسة . أريد ان أبقى بين 20-21 سنة فقط . أريد ان أعيش وأدمر كل ما هو فاسد في الشعر . أحب اللغة الفرنسية . أحب الغناء وسط كلمات الشعر . هذا العالم كله كذب .
- وقال بعد أن فكر قليلاً .
: نريد كلمات تزوَّر أعماقنا الكبيرة ووداعاً . مقطع من نموذج قصيدة ل كريم إبراهيم .
ابتسامات مطوقة بلحظات بالية
يا أيها اليأس نم على السراديب المسحورة
عربات الموج تتحطم
أذهب أيتها الكلمة
انهمري / انهمري
يا إفطاري الليلية
فأنني جائع بقدر ما تجوع مفاتيح الأسرار لأبوابها المرصودة
أيتها الخطوط
الفاتحة على جسد ال ش ع ر
أيتها الأحلام
المتخبطة بين أحراش الشعر
تفتحي
تفتحي . ))
فارس عباس / 12 سنة
- متى أحببت الشعر ، لماذا .
: في العام الماضي لكوني أحببت الرقص الفرنسي الذي شاهدته في جيب الأستاذ سفيان ولأنه يطوقني بقصائد العجائز المجرمات . العراق : شاهدته في العيون الناعسة بين الأهداب وسرته وأنا أبكي مع ثعبان النهار الموحش . حياتي : حياتي متنقلة بين العالم وبين النخيل . أبكي وأضحك حتى وصلت دار الحرية للطباعة ومجلة ألف باء . هل تقرأ الصحف ؟ : أقرأ واحدة فقط ، هي جريدة الجمهورية لكونها تختلف عن الصحف الأخرى حيث تنشر شعراً أحياناً يعجبني . القصة ؟ كلا . لا أكتب القصة لأنني لم أسكرها في المزاد العلني . ما هو التاريخ ؟ : هو عبارة عن حقيبة مختفية بين الشعراء ومن ضمنهم فاضل العزاوي الذي كان نائماً على كرسيه في ألف باء .
- ذكرت مايكوفسكي كثيراً في قصائدك ، لماذا ؟
: لأنه يضربني بين رسوم الكُتب المترجمة - الى أي شيء مترجمة - فقط.
- الحب ؟!
: ما هو إلا من مخلوقات فاضل الجبوري الذي كان يلعب الشطرنج وهو راكب في سيارته التي نقلتنا تحت نفق ساحة التحرير
- هل أحببت ؟ .
: كلا ، لكوني كنت مسجوناً على مسلة حمورابي .
- هل تفهم ما تقول ؟ .
: كلا ، إنما أضعته في قميصي المبعثر بين مطابخ وزارة الأعلام .
- هل تسأل نفسك ؟ .
: أسأل نفسي سؤالاً حرجاً بحيث يذوب الشعر ، هل أنا نائم على نضارات الأستاذ خليل المعاضيدي ، فقط ، أيضاً . أحب الكُتب ( أشهر تلك الكُتب ، كُتب أرجون وأيلوار وأدونيس وكتاب أحبك أولاً أحبك لدرويش .
- ما تعني الحرية عندك ؟
: تعني خلع القمصان المصنوعة من الحجر الأسود بين مخالب الشرطة .
- هل تحبني ؟
: نعم ، لكون أسمك مؤلف من ستين حرفاً فوق أصابعي الثلاثة .
- هل تعرف السوريالية ؟
: نعم . السوريالية هي مدرسة رقصت على كتف اندرية بريتون مؤسس الحياة في زمن أدم وحواء .
- هل عرفت الديانات ؟
: كلا ، وإنما يدرسوني هذه الديانات في المدرسة بقوة وأنني سأضربهم بكلماتي الجامدة بين الصخور .
- السياسة .. ؟! .
لا أجيب على ذلك . لماذا ؟ لا تحرجني أكثر من هذا .!
مقطع من نموذج قصيدة ل فارس عباس
أفيال باريس وعجلات السخرية
ذاكرتي تبتكر سفينة
تسبح في القيح الأحمر المتوّج أكتاف الساسة
آسف
ذاكرتي أهملتها في المتحف الحربي
اللحظات تمرح على ظهري المبلط بموسيقى الآيات القرآنية
الجواهري يرقص بمعدة ادونيس المعبئة بالدموع
في محاضرة الملائكة البهلوانيين
( تحذير )
الجواهري يلوث مرطبات برجنيف
البحر يسحقني ب 50 قرشاً
الآلهة يتعاملون بلطمة على أنفسهم الملوث بإسفلت
أفيال باريس وعجلات السخرية .))
عقيل خضير / 12 سنة
- تكلم عن أي شيء ؟
ماذا ، حياتي : هي عبارة عن احتراق . فترة وتنتهي حياتي كالبعوضة شيء صغير . وفي بعض الأحيان تنفجر . الشعر هو كل شيء ، الحب ، الحياة ، أعني هو الأرض ، السماء ، الدنيا ، كلها شعر ، شعر . أنا أحلم كثيراً قبل كتابة القصيدة . القلم يبدأ بالرقص . وعندما أقرأ ما كتبة أشعر كأنني أكتبه من جديد . أثر فيّ رينه شار . فبهذا الشاعر يفاجئ القارئ . أنه بحر يتحرك ، الى الأعلى الى الأسفل ، أنه انفجار مستمر . أنني أحب السفر الى البعيد . الى القمر وحتى أصير بديلاً له . أكده النقد . أريد العالم بلا نقد . أريد اللغة ان تكون المال الذي يتداوله كل الناس . أريد ان لا تكون قصائدي قديمة . أريد للجيل القادم ان يكتب شعراً أخر . ضد هذا الشعر . أنني أحلم ان أكون شمساً للبشرية وأنشر انتصاري في كل العالم المحطم سوف لا أترك الشعر أبداً . ولو حدث ان تركته فسوف أصير طفلاً مهملاً فقط . والآن أنا طفل . كما تقول . أنا طفل شاعر وإحساسي أكثر سعة من سعة أحساسي أذ صرت رجلاً .
نموذج قصيدة لـ: عقيل خضير
دوائر ، دوائر
كلمات الشعر تتطاير من فمي كالغبار
الحلم المتقطع
العالم المتكسر
السماء الملطخة بالنجوم
دوائر ، دوائر
افترسني الموت الجائع
هبطت في انحناءات الوهم
وشاركت الأشباح هلوستها
كانت الجزر المتدلية من رعبي الأعمى
أجراساً مثقلة بالأسماء الملعونة
وللجسد أيضاً متاهاتهُ
هبطت
العصافير تتثائب متعبة
أمام بداية الفجر الموحدة
هبطت
الحلم يأخذ شكل العربة
تمسكت - التجربة الأولى مضحكة
ودرت ، درت
تأخذ العربة شكل الحلم
دوائر ، دوائر .
أياد حميد / 12 سنة .
- متى كتبت أول قصيدة ؟
: في الصف الخامس . أنني أريد تحطم الصور القديمة التي سبقني الشعراء الكبار . الشعر : يخلق في الإنسان توهجاً مستمراً وأريد ان أمزق الشمس لأنني لا أريد ان أصفها . ماذا أحلم ؟ أفكر بالشعر ويخرج من فمي فأضرب كأس الخمرة . زملائي يندهشون مني لأنني أكتب عبارات جميلة .
- والجمال ؟
: الجمال هو الشعر الرسم وهو الحب هل ترسم ؟ نعم ، لأنه هناك شجار بين الشعر والرسم ، ثم هناك أثناء كتابتي الشعر أرى الصور مثلاً حقة فأنفذها على الورق . هو آياتي .؟ السباحة ، فعندما أقفز في الماء أفتح عينيّ في الماء قبل السماء المتحطمة .
- هل تحب ؟
: قبل فترة كانت عندي صديقة أحبها كثيراً ، والآن ، لا أتذكرها . لقد كان ذلك منذ زمان طويل . أما الآن فأنا أحب أصدقائي فقط . لا أخاف الظلام ، أخاف والدي وأمي وأخي الكبير . الشعراء لا يشعرون بالخوف ؟ . كلا : أنا كشاعر أشعر بالخوف . أنا لا أشعر بالخوف من الموت . مستقبلي ؟ الشعر ، دكتور . أنني أريد ان أدمج الشعر بالطب والرسم أيضاً . بعد الشعر يأتي النوم . لأنني سعيد دائماً ، دائماً !!
- ما هو رأيك بفارس عباس ؟
: مقلد . وهو يكفر . أما هشام محمد فهو جيد أما الشعر الحديث فأنا لا أعرفه .
مقطع من نموذج قصيدة ل أياد حميد
(( أردد
الشعر ، الشعر ، الشعر
النوم ، الذهاب ، الأقفاص
ثم أتدفق
الليل العابر نحوى
................ ( كلمات غير واضحة في النص ))
................
ثم أنهي قصيدتي هكذا
الحلم الواسع يدخلني
كالسكين الرائعة اللذة فأغفو
رؤوسكم تتساقط في عيني
ضفادع
ضفادع
ضفادع . ))

جمال جمعة / 14 سنة
- ............
: من أنا ؟ أنا فنجان من الناجين الجائرة تلمسها عجائز لتقص معناها فمعناها لا يوجد على جسدي بل يوجد في القلب . أنا أحب الشعر أكثر من لاعبي الشطرنج . أكتب الشعر بأسلوب أصفر (( ماذا ؟ )) القصائد النازكة مثل اللون الأصفر . وقصيدتي تكتب عندما تبدأ أغنية فكري العميقة . لا احب الموسيقى بل أحب التلفون والصحراء تخرج من جيوبنا كبيرة السن . المرأة ، كالورقة التي تسقط في فصل الخريف .
- المستقبل ؟
: أنظر للمستقبل بشكل موحش . والكبار ينظرون أليّ كبقية سيكاره . وأنا حزين لذلك لأنني أنا قطرة ماء . حائر كطير في السماء . في الليل تنحدر أصابعي مع السرير . بريتون كغبار طائر مع الدخان فهو قطره من البحار وزورق من الزوارق التي تمر بزبد الساحل لتضحك معها . بتهوفن أراه متعلق ثريات العالم أجمعها وأراه كذلك حرفاً من حروف الموسيقى . لا أقرأ كثيراً بقدر ما يشرب والذي من السجائر . كيف أعيش ؟ أعيش كريشة .

مقطع من نموذج قصيدة لـ: جمال جمعة .
شراع الحصى
(( وداعاً أيها الخنجر
الذي يعكر صفو السماء
على أشرعة الغبار الصاعد نحو الضجيج
الصارخ جوعاً في شوارع الأجفان
وداعاً أيها السهر الذي يلوح في عيني
كالراية الحمراء في أوراق الصفصاف
البخار في صناديق البريد الموّسخة
واشرعة الفجر
تأكل الكُتب بأسلوب سياسي
اليوم ذو اللحية الكثة
حينما يردد عصفور الجنة
الحانة العذبة
تتحقق أمنيات القلب
فارشة على عصى الرعاة
وسادة الحب النشوان
هيا لنرحل أيتها العصافير
الى روسيا
لنحّلق لحية غدركِ ونضعها
على زبد الساحل الساخن
يخيل أني نائم وسط حبة قمح
راسماً على المحار ،
وردة . ))
1971


رد مع اقتباس