عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم May 2, 2014, 05:44 PM
 
تحليل رواية المثل الثانى للكاتب تولستوى

المثل الثانى ـ ليو تولستوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسهم الفن الهادف فى بناء العقول ورقى الشخصية الإنسانية ، والسمة الأساسية للفن الحقيقى أن يأتى فى إطار مفهوم تتجلى فيه القيم الحياتية التى من شأنها أن توطد العلاقة بين الفرد ومجتمعه.
فالفن هو نبض الشعب يجد فيه جوهر ذاته ، فإذا كانت النماذج الفنية المقدمة رديئة أو غامضة ؛ لفسد العقل وضعف الرأى ،وضلت الفكرة سبيلها ، وفقدت الروح جوهرها.
عاب الكاتب والناقد الروسى تولستوى الفن فى عصره لأنه ساهم فى إرثاء قواعد الطبقية فى المجتمع ، وذلك لتخليه عن الوضوح واتسامه بالتعقيد فى المضمون.
وجد فيه شيئا من الغش الذى يسمم العقول ، واختلط الفن الحقيقى بالفن الزائف بشكل يطمس معه الفكر.
عرض تولستوى آراءه النقدية عن العلم والفن فى زمنه مجسدة فى مثله الثانى الذى ساق فيه مثالا يبرز المنتج الجيد ويميزه عن الردئ ، وذلك من خلال تلك المرأة الريفية البسيطة التى استطاعت بفطرتها أن تدرك غش التجار للبضاعة المتداولة فى الأسواق وقلة جودتها ، فكشفت عن فسادها لخبرتها فى إدراك الصالح منها للاستخدام الآدمى ، والغير صالح الذى يضر بالبشرية ، وعندما حاولت تلك المرأة أن توضح للناس ذلك الأمر ، ورغم إصرارها على رأيها ليقينها ما نالت إلا السخرية ، ولم يبالوا بأمرها واتهموها بالجنون ، وضعف القدرة على تمييز الأشياء النافعة ، واستمرت البضائع الفاسدة تباع فى الأسواق يقبل عليها الجميع ، وتجد من التقدير والثناء والإشادة لها بجمالها.
هكذا كان حال تولستوى فى نقده لأفكار عصره عن العلم والفن ما لاقى إلا الإعراض ، وكلما حاول أن ينبه أفراد عصره بضرر تلك العلوم والفنون الموجودة فى ذلك الوقت على العقول ما كان يجد إلا السخرية ، واتهامه بالسفه ، وعدم القدرة على الارتقاء إلى مستوى فهم تلك الفنون.

رد مع اقتباس