يَعِزُّ عَلَى الزَّمَانِ وَسَاكِنِيهِ * وتَنْخَلِعُ الجِبَالِ مِنْ البِطَاحِ
يَقُولُ المُبْغِضونَ كَسَاكِ عَيْبٌ * غَدَاةَ الرَّكْبُ أذَّنَ بِالرَّوَاحِ
وتَكْفِيكِ القَوَارِعُ مُنْزَلاتٌ * تَصُكُّ السَّمْعَ مِنْ صَوتِ النِّبَاحِ
قَوَارِعُ لَمْ يَزَلْنَ مَع البَرَايَا * وصَلْنَ اللَّيلَ فِي نُورِ الصَّبَاحِ
وعَشْرٌ يَا «حُمَيرَةَ» مِنْ عَلِيمٍ * حَكِيمِ الفِعْلِ يُمْهِلُ لِاجْتِيَاحِ
عِصَابَةُ بِئسَ دَاعِيَةٌ أبِيهَا * كَفَاهَا الدَّرْكُ عِنْ دَرَجِ الفَلاحِ
تَجَشَّتْ سِمَّ حَيَّةَ حَيثُ قَالَتْ * أَظُنُّ القَادِمَينِ لَفِي افْتِضَاحِ
ومُسْتَلُ الحُروفِ «أبُو عُبَيدٍ» * عَمُودُ الشَّرِ أَخْبَثُ مِنْ "سَجَاحِ"
ويَأمُرُنِي إِلَهِي فِي هُداهُ * شَوَاهدَ يَجْتَمِعْنَ عَلَى كِفَاحِ
فَقَرِّي يَا رَبِيْبَةَ بَيتَ صِدْقٍ * بِثَوبٍ مِنْهُ أَسْبَغَ مِنْ وِشَاحِ
--------------------
وطَافَ بِدَارِكُمْ قَمَرٌ سَقِيمٌ * أَسِيفُ الوَجْهِ كَمْدَا بِالصِّيَاحِ
وقَالَ أَتَصْبِرِينَ؟ نَعمْ، فَإِنِّي * ومَا جَهِلَتْ بِطُهْرِكِ مِنْ رِيَاحِ
وإِنِّي إنْ نَقِمْتِ عَلَيكِ شَيئَا * لَدَاجِنَةً تَطُوفُ عَلَى النَّوَاحِي
فَسَامَرَكُمْ يُسَهِّدُهُ مَنَامٌ * إلى أَنْ هَمَّ شَهْرٌ بِالرَّوّاحِ
فَقُمْتِ إلَيْهِ يَقْلُصُ دَمْعُ عَينٍ * وقَدْ أفْرَيْتِ كَبْدَكِ مِنْ نُوَاحِ
فَقُلْتِ لَهُ ورَبِّ أَبِيهِ شَيخٌ * أَبُو يُوسُفَ عَلَى صَبْرِ الجِرَاحِ
فَدَاءُ الجِسْمِ نَرجُوا لَهُ شِفَاءً * وَدَاءُ القَلْبِ شَرُّ مِنَ الجِرَاحِ
ومَا عَلِمَتْ بَأَنَّهَا ذَاتُ شَأنٍ* أحَبَّ إلَهُهَا صِيْتَ الفَلَاحِ
فَرُبَّ فَضِيلَةٍ تُطْوَى فَتُمْسِي * عَلَى حِقْدٍ كِأَظْهَرَ مِنْ صَبَاحِ
---------------------
فجَاءَ بِهَا تُزَفُّ أَمِينُ وَحْيٍ * وأَقْرَأ تالِيَا نُورَ الفَلَاحِ
فَقَالَ لَقَدْ بَرِئتِ بِهَا هَنِيئَا* بِإفْضَالٍ وذِكْر وانْشِرَاحِ
فَلَمَا أنْ سَمِعْتِ القَولَ مِنْهُ * تَسَابَقَتِ الحُرُوفَ إلى امْتِدَاحِ
وقَامَ الكَفُّ فَوقَ بِسَاطِ شكْرٍ * وقَدْ كَلَّتْ عَرَاقِيبُ الجَنَاحِ
وبِتِّ بِهَا ضَاحِكَةً عَرُوسَا * ودَامِعَتَانِ مِنْ طَعْنِ الرِّماحِ
---------------------
أَلَسْتُمْ يَومَ مَنْ شَهِدَ المَنَايَا * وأَمْسَى لِلنَّبِي مَهادَ رَاح
وأَقْبَلَ طَرفُهُ يَرنُو إلَيْكُمْ * تُبَادِرُ مِنْ سِوَاكِ إلَى اقْتِرَاحِ
فَقُلْتِ العُودَ قَالَ نَعَمْ * وإِنِّي إذَا رَضيَ الإلهُ عَلَى جَنَاحِ
فَقُمْتِ إلَيْهِ يَغْلُظُ مِنْهُ قَرْنٌ * وقَدْ هَيَّأتِ عُسْرَهُ لِلصَّلاحِ
فَأوفَى لِلمَلِيكِ بِخَيرِ طُهْرٍ * وأَتْبَعَ قَولُهُ رِفَقَ الصَّلاحِ
فَفارَقكُمْ عَلَى عَهْدِ اصْطِحَابٍ* وعَهْدُ الوَصْلِ مُرتَشَفُ القَرَاحِ
----------------------
سَلامٌ حِبَّ مِنْ خَتَمَ الهِدَايَهْ * وأُمَّ المُؤْمِنِينَ بِلا امْتِيَاحِ
وبِكْرٌ مَا سَمَاكِ بِهَا قَسِيمٌ * وبِنْتُ المُخْلَصِينَ مِنَ السِّمَاحِ
هُمَا يَومَانِ مَا لَهُمَا شَرِيكٌ * ومِنْ قَبْلُ التَّخَيُّرُ بِالسَّرَاحِ
ويَومٌ قَد سَبَقْتِ بِهِ ودَارَتْ * بِكِ الأيَّامُ مُكْتَنِزُ الوِشَاحِ
---------------------
حَمَلْتِ عنِ النِّساءِ لِوَاءَ عِلْمٍ * ومِنْ فِقِهِ البُيُوتِ لَفِي بَرَاحِ
لَكَمْ شَدَّ الصِّحَابُ مِنَ المَطَايَا * وأوْرَدَ غَيرُهُمْ إِبِلَ البِطَاحِ
فَمَا أَتَتِ المَطِيَّةُ خَيرَ مَرْعَى * غَنِّيَ التُّربِ أَوْفَرَ فِي القَرَاحِ
رَدَدَّتِ مُطَيَّهُمْ حُفْلاً تَهَادَى * وقَدْ مَالَتْ مَثَاقِيلُ الصِّحَاحِ
وفَضْلُكِ إنْ بَسَطْتُ عَلَيْهِ قَولِي * لأَغْضَبْتُ الحَوَامِلَ مِنْ صَرَاحِي
كَمُلْنَ مِنَ النِّسَاءِ عِدَادُ كَفٍّ * وأَوْجَبَ كَفُّ قَدْرَكِ فِي القِدَاحِ
وإنِّي مَا عَلِمْتُ لَهُنَّ فَخْراً * مُشَاهَدَةَ التَّنَزُّلِ فِي الجَنَاحِ
ومَا بَرَكَاتُ عِقدِكِ يَومَ بَاتُوا* وبَطَّأتِ المَسِيْرَةَ فِي الصَّبَاحِ
عَلَى أَنَّ الصَّبَاحَ صَبَاحُ شُكْرٍ * وأَدْخَلْتِ التَّيَمُّمَ فِي المُبَاحِ
----------------------
أَتَى الدَّارُ الأَمِينُ كَمَا عَهِدْتِي * وأَقْرَاكِ السَّلامَ بِلا طمَاحِ
وَمَا وَجَدَ الأَمِينُ دِيَارَ فَضْلٍ * يَبُثُّ الوَحْيَ خَيرَ مِنْ المُتَاحِ
ويَكْفِي أَنَّ رَبَّكِ فِي عُلَاهُ * يُبَارِكُ حِبَّهُ سَبَبَ النِّكَاحِ
---------------------
أَتَصْحُو أَمْ فُؤَادُكَ غَيرُ صَاحٍ * مُفَارَقَةُ المُكَذَبِ لِلفَلَاحِ
أَتَرْضَى عَنْ نَبِيِّكَ شرَّ وَصْفٍ * وتَغْضَبُ وَصْمِ عِرْضِكَ مِنْ مِزَاحِ
وأّسْلَمُ إنْ كَفَفْتُ عَلَيَّ سَمْعِي * وأَغْمَضْتُ المَطَاعِنَ مِنْ سِلَاحِي