الموضوع: لحظة إنشراح
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم February 16, 2014, 10:24 PM
 
رد: لحظة إنشراح


ورفعت رأسي من جحور كآبتي

وأدرت عيني في المكان

وكنت أنت قبالتي

عيناك نحوي تنظران

عيناك ... وأخضر المكان

وتسمرت عيناي في عينيك

ماعاد المكان أو الزمان

!! عيناك بسْ

ومسكت قوس كمانتي

عيناك إذ تتألقان

عيناك من عسل المفاتن جرتان

عيناك من سور المحاسن

آيتان

عيناك مثل صبيتين

عيناك أروع ماستين

( هذا قليل )

عيناك أصدق كلمتين

عيناك أسعد لحظتين

( هذا أقل )

عيناك أنضر روضتين

عيناك أجمل واحتين

( ما قلت شئ )

عيناك أطهر بركتين من

، البراءه

نزل الضياء ليستحم بها

فألقى عند ضفتها رداءه

الفتنة العسلية السمراء

والعسل المصفى والهناء

وهناك أغرق نفسه

( عجز الخيال )

عيناك فوق تخيلي

فوق إنطلاق يراعتي

فوق إنفعال براعتي

عيناك فوق تأملي







ومضيت مأخوذاً وكنت قد

اختفيت

من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟

وكنت من أي الكواكب قد أتيت

وقد اختفيت







* * *

مازلت تملأ خاطري مثل

الأريج

كصدى أهازيج الرعاة تلمه

خضر المروج

كبقية الحلم الذي ينداح عن

صبح بهيج

ومضيت مأخوذاً وكنت قد

اختفيت

ومضت ليال كالشهور فما

ظهرت ولا أتيت

وأنا أسائل عنك في الليل

القمر

وأنا أفتش في ابتسامات

الرضا ... لك عن أثر

في كل ركن سعادة لك عن أثر

في كل نجم خافق

في كل عطر عابق

في كل نور دافق

لك عن أثر







حتى لقيتك أنت تذكر في

ضحى من غير ميعاد وغير تعمد

ولمحت وجهك فجأة وظللت

مشدوهاً بهول المشهد

وتزلزلت روحي ونطَّ القلب

يهتف صائحاً

هو نفسه ... هو نفسه

وتفتَّح

وكأن ليلاً أصبح

ووقفت في أدب وفي فرط

إحتشام

ومددت كفي بالسلام

لكن كفك في الطريق ترددت

وتعثرت

وامتد في عينيك ظل توجس

وكأنما كفي حرام

وكأنما قتلت حسيناً ، أو رمت

بالمنجنيق قداسة

البيت الحرام

لكنني لم أنبس

وخنقت في صدري كلام

وحبست في حلقي ملام

ومضيت مغتاظاً أضمد

مهجتي

ألم من فوق التراب كرامتي

وأسب يوماً كنت تجلس

أنت فيه قبالتي







* * *







ولكم دعوتك .. كم دعوتك

بيد أنك لم تلبي

مازلت تخشى أن ترى

نوري وتغرق نورك الوضاح في

أرجاء قلبي

وتخاف لمس أناملي

وتخاف قلبك أن يجيب ،

تخاف من خطوات حبي

لك ماتشاء !! .. فلسوف

أغلق جنتي

ولسوف أطفئ نورك الخابي

وأوقد شمعتي

ولسوف أطرد طيفك المغرور

أنفيه لأقصى بقعة

ولسوف أتركه لتنهشه

مخالب غضبتي

والمُّ من فوق التراب

كرامتي

وأسب يوماً كنت تجلس

أنت فيه قبالتي







* * *







حتى لقيتك أنت تذكر من

جديد

في ذلك الركن القصي بذلك

البلد البعيد

إذ جئت تخطر نحونا وكان

وجهك يوماً عيد

ماذا يريد ؟

وهفا الفؤاد ... هفا ؟ فقمت

نهرته

...وهتفت ماشأني به

وزجرته

وذكرت أنك طالما عذبته

وأهنته

ولويت رأسك يا عنيد

وأتيت مبتسماً وفي عينيك

ألوان الحنان

مذا هناك ؟

ومددت كفك بالسلام

لا لم تعد تلقي يداه الإتهام

وتقول كفاه بأن يدي حرام

لا لم يعد

ودفنت في أرجاء كفك

راحتي

وضممتها ... وضممتها

ورميت قلبي في ذراعي بهجة

وحمدتُ يوماً كنت تجلس

أنت فيه قبالتي


صلاح احمد ابراهيم
__________________
قال الليالي جرعتني علقما** قلت ابتسم و لئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما ** طرح الكآبة جانبا و ترنما

أتراك تغنم بالتبرم درهما **أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

يا صاح لا خطر على شفتيك أن ** تتثلما و الوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى ** متلاطم و لذا نحب الأنجما

قال البشاشة ليس تسعد كائنا **يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما

قلت ابتسم ما دام بينك و الردى ** شبر فإنك بعد لن تتبسما
رد مع اقتباس