لملم اشياءه ، بعضها كان في ركن قصي من الحجرة ، لم يكن يلمسه إلا للضرورة ، و الآخر كان من ضمن الروتين اليومي ، المرآة ، الفرشة ، الورنيش ، و بعضها كان إلزاميا و فرضا واجبا ,
تذكر أن بعض هده الأشياء إذا نقل من مكانه فقد ملامحه و معناه و محتواه , ابقاه في مكانه على أن يكون آخر يشيء تلمسه يداه ,
بعدما فرغ من كل شيء ، حتى وداع كل من يعرف من حي و جامد ، جلس القرفصاء أمامها ، و ظل يحدثها ساعات و ساعات ، صعب عليه حملها معه ، و لكنه اخيرا ، و بعد مشاورتها مرات عديدة ، حزم أمره و قال لها :
لولا حوجتي إليك ما نقلتك من مكانك قيد أنملة ، سامحيني أمي ، أني ساحمل صورتك هذه حينما حللت ,
ربنا يسعد كل أم بأبنائها ,
و الرحمة و المغفرة لكل أم رحلت عنا ,
صباحكم رضا الأمهات

__________________
اللهم لا إله إلا أنت سبحانك
اللهم إنهم عبيدك و أبناء عبيدك
أهلي في سوريا خذ بيدهم و ارحمهم من هذه الفتن ، و انشر السلام و الأمن في ديارهم
يا رب نصرك ، يا رب نصرك ، يا رب نصرك