الموضوع: ظننتك أمي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم September 1, 2013, 06:51 PM
 
ظننتك أمي

ظننتك أمي
فافردت يدي اتلقاكي بكل حب .
كنت لقيطا في دنيا الحب ، اقتات من فتات .
بين كل الكوش و الشوارع ، أقضي أيامي . التهم ما يرمي به الناس من بقايا موائدهم .
حين بلغت العاشرة أو الحادية عشر ، لا اذكر ، و لكن ليلة أن أتوا بي أمام المدير فقال :
إن العمر الذي بلغته هو سن الرشد في هذا الملجأ ، و أن عليك أن تغادر ، و من حسن حظك أن وجدنا لك من يتبناك .
و من حينها وجدت نفسي في الشارع .
إن الذي تبناني سخرني لأن اجلب له المال بكل الطرق .
و عندما إلتقيتك ظننك أني قد وجدت ملجأ من فيض الحنان .
يريحيني من أكل الشوارع ، و الفتات .
تلك الموائد التي كنا نتنافس عليها ، ثم نتفاسمها مع الضعفاء منا ، حيث ننظفها مما علق بها ، ثم نجلس عليها ، و كأننا في فندق من ذوي الخمسة نجوم .
تلك الموائد التي تتعاطونها ، ثم تقذفون لنا بفتاتها .
كنت ذاك المنبوذ حيت لا أم تسأل عنه ، و لا أب ينهر .
كنت احتاج لأب يغضب مني ، يشتمني ، يطردني خارج البيت ، فاتسلق السور ، و أنام على الأرض ، لأجده عند الصبح و قد سكت عنه الغضب ، فاعتذر إليه ، فيضمني .
احتاج لأم تشتمني ، ككل الناس ، ثم تضربني بحذائها ، عندما لا تجد ما تضربني به ، و هي في قمة غضبها ، فاجري مبتعدا عنها .
ثم تناديني في حنان عجيب ، و رقة متناهية ، او.دعتها كل حنان و عطف أهل الأرض ، تعال هاك أمشي جيب لي بصل من الدكان .
أو تقول لي تعال فإن موعد درسك قد حان .
ظننتك أمي
فأفرغت كل ما عندي من حنان ، و ارتميت في حضن هواك .
ما كنت أعلم أنه في أول نقاش .
تلفظيني
ظننتك أمي
و إن أول منعطف وجدت نفسي خارج الأسوار .
لا دليل
و لا مرشد
و قد ظننت أن قد وجدت بوصلتي . فإذ بي أتوه عند أول نسمة .
نعم نسمة و ليست هبوب أو ريح .
و كأنك كنت على موعد .
فنكمش قلبي داخل صدري ، و صار اصغر من حبة السمسم .
و اضحت دموعي و عيني صنوان ، لا يفترقا أبدا .
__________________
اللهم لا إله إلا أنت سبحانك
اللهم إنهم عبيدك و أبناء عبيدك
أهلي في سوريا خذ بيدهم و ارحمهم من هذه الفتن ، و انشر السلام و الأمن في ديارهم
يا رب نصرك ، يا رب نصرك ، يا رب نصرك
رد مع اقتباس