عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 26, 2012, 09:42 AM
 
قصيدة ثورة العقل

ثورةُ العقل


متى الحــقاِئب تُلقى من أيادينا وتَسْــتَدلُّ على صبحٍ ليالينا؟
متى الوجوهُ تُلاقي مَنْ يعانِقُهاممَنْ تبقّى سليماً منْ أهالينا؟
متى المصابيح تَبهى في شوارِعنا ونحضرُ العيدَ عيداً في أراضينا؟

متى يُغادرُ داءُ الرعبِ صبيَتن
ا منَ التناحُرِ ربُّ الكونْ يشفينا؟

متى الوصولُ فقد ضلَتْ مراكِبُنا وقد صدئْنا وما بانَتْ مراسينا؟

ذُبنا أشتياقاً لِمَنْ نَهوى ولا خبرٌ يٌحيي القلوبَ ولا صبرٌ يٌداوينا

تلكَ العواصفُ يا رُبّانُ غامضةٌ من كلِّ شرِ رياحِ الشرِ تأتينا

بالحزمِ والعزمِ والإيمانِ ندفعُها وبالشياطينِ والأوغادْ ترمينا

كَمْ مَزَّقَ اليأسُ للأمالِ أشرعةً وما تزالُ مجاذيفاً أمانينا

كالمدِّ والجزرِ تطوينا مشاعِرُنا ليلُ الكوابيسِ يُضحكُنا ويُبكينا

نُقِلّبُ العمرَ منْ يأسٍ إلى أملٍ وخنجرُ الغيظ ِ يقتُلنا ويُحيينا

ويغضبُ البحرُ مأخوذاً بمحنتنا فهو الذي كان يُسْقى منْ شواطينا

ويعلمُ البحرُ أنّا مثلهُ كرماً أنقى من الدُرِ أهدينا معالينا

هذي الحضاراتُ مبداها وبذرَتُها لثورةِ العقلْ كَمْ صاغتْ أيادينا

ويعلمُ البَحرُ لولا غدرُ من غدَروا لما خرجْنا شَتاتاً منْ روابينا

إلى المجاهيلِ قادتنا كوارثُنا كيفَ الوصولُ وقد ضاعت موانينا

وكَمْ وصلنا لبرٍّ زادنا وجعاً لأنّ شرطتَهُ زجراً تُنادينا

تلكَ الجوازاتُ، شرٌ، ريبةٌ، فزعٌ فإنْ أقمتُم أقيموا ها هُنا حينا

وإنْ رحلتُمْ فخيرٌ في الرحيلِ لنا وَهْمُ الذينَ تربوا في بوادينا

حُزنُ المنافي مقيمٌ في دواخلنا حتى كأنّا وُلِدنا في منافينا

مُعَذَبونَ مدى التاريخْ يا وطني جفَّ الفراتُ وما جفّتْ مآقينا

إنا نُصلّي وإنَ اللهَ يسمَعُنا مما سيأتي دعونا اللهَ يُنجينا

قُلْ للمقاديرِ إنْ جارتْ وإنْ فَتَكَتْ
لَكَمْ نهضنا كباراً من مآسينا

عواصفُ الحقدِ ما داستْ كرامَتُنا وعزةُ النفسْ تغلي نارَها فينا

قُلْ للبيوتِ التي كانتْ مُسيجةً بالنخلِ والوردِ واللبلابِ.. آتينا

ليسوا منَ الشعبْ منْ زجوا مدارِسَهُ وشوهوا الحبَ والإنسانْ والدينا

هلْ الخيامُ بديلٌ عنْ مَنازِلنا هلْ في العراءِ ذئابُ الليلْ تَحمينا؟

فلا المقابِرُ نابتْ عنْ حدائِقنا ولا القذائِفُ أنستْنا أغانِينا

كتابة : هاشم الزركاني

رد مع اقتباس