عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم November 30, 2012, 02:49 AM
 
رد: الشاعر الجزائري المرموق " عاشور فني " في لقاء حصري لمجلة الابتسامة الالكترونية ، قريبآ

الــــــكــــــــــــروان
طائر من قديم الزمان
يحمل الشمس نحوي
ويحمل عني الأغاني
ها هو الآن يأوي إلى كتفي صامتا..
فاكتبا أيها الثقلان
ليس من عادتي أن أغني
وها أنا منخرط في البكاء
ومنفرط مثل لؤلؤ صوتك عبر الفضاء
لا مزامير تمنحني في غيابك
مسبحة للقنوت
وسجّادة للدعاء
لا سبيل إلى حجر يتوسده القلب
لا كسرة من شعير
ولا ماء يرفع سقف السماء
لا سبيل إلى وردة في الجبل
ذبل الناس من حولها
فاعتراها الخجل
ليس لي أن أعود إليها
ولو فوَّضَتْني جميع الدول
لك يا طائر الأزمنة
أن تحط على كتفي صامتا
تأسر الألسنه
لك أن تنتهي صامتا
وتجنِّبني لغة الذل والمسكنه!!
طائر لا يحط على شجر
يخطف الأرض مني..
يبدِّل أغصان قلبي
ويبني الخرائب من حجري
ويقود البساتين ضدي
ويسرق كل الأغاريد من عمري
لك يا طائر الأرض أن تضع الأرض حيث تشاء
وتدل الرياح على جهة لا ترى
وتدل النهار على منبع للضياء
وتدل الشعوب على حجر لا يكذبه أحد
وتدل الممالك والأنبياء
لك أن تترك الأفق لي
وتطير إلى جهة لم تطر نحوها مرةً..
لم تطر مرة للوراء..!
لك أن تستريح على حجر بارد في المدى..
وتضرب ذاكرتي بالغناء
لك يا طائري خصلتان
أن تجيء بلا سبب
وتغني بغير أوان
من رماك إذن نحو أندلسي...
وغبار ملائكة الله يذهب في الأرجوان
والعرائس يخرجن من دمهن
ويدخلن في دم عشاقهن
يعطرن سوسنة الوقت بالمسك
والزعفران
ويهيئن للقلب أرصفة
وشموساً
ويفتحن بوابة الهند
والقيروان
ليس من عادة الأقحوان
أن يجيء إلى غرسه حافياً
وعلى قبره شمعدان
ويدان له
وعليه يدان
لك يا طائراً لا ينام
أن تحط على كتفي صامتاً
وتحركني في المنام
وإذا سكتت نبضتي
فعسى تتحرك مني العظام!!
من قصيدة: الـلـــيــــــــل
مضى كل شيء إذن..

لم يعد أحد يلتقي أحداً

أغلق الناس أبوابهم واستراحوا

ولم يتركوا كوة في نوافذهم

يتسلل منها الضياء

كأن النهار الذي كان ما بيننا لم يكن..

لماذا إذن تتسلل نحوي حمامة

هذا المساء?

وقد أغلقت دونها الشرفات

وكل شقوق الوطن?!

على وجهها بسمة المتعبين

وحزن اليتامى

وغصن من الدمع في جفن أم شهيد

تحركه نسمات الشجن

مضى كل شيء..

ولم يلتفت أي شيء إلى أي شيء..

ولم يبق من مرح الخطوة القزحيِّ

سوى ليل مقبرة , وصباح كفن

(.. خطا شبح خطوة

ثم قَدَّمَ أخرى إلى جهة في الظلام

فألقت به خلف سور الزمن!..)

كأني هنا منذ يوم القيامة أنتظر السندباد

وأبحث عن جهة للرياح

وعن مرفأ للسفن

كأن جميع الدروب تؤدي إلى صخرة

والمدى يتفتح عن هوة لا قرار لها

فإلى أي (روما) تهاجر هذي القرى والمدن?!

كفى.. لا تخن أيها القلب!

كيف أصدق زاوية في الطريق

وأنسى الصباح الذي مد قاماتنا

شجرا في (الفرات)

و(فاطمة) في الجبال

ومئذنة في (عدن)?!

تكسرت الأغنيات على شفتي

جرَّحتني عذوبتها

فارتعشت

وما كنت يوما سوى رعشة في وتر
__________________


تَمُرُّ الأيَّامُ تِلْوَ الأيَّامِ ، ويتكرَّرُ الكَلامُ ، وكأنَّهُ حُلْمٌ
لَم يُفارقني ، عِشتُهُ بخَيالي ، فرأيتُهُ واقِعًا . رُبَّما
أثَّرَ في النَّفْسِ قليلاً ، لكنَّهُ خَيْرٌ يُرجَى ، ونَفْعٌ
يُتَحَصَّلُ ، ولا حَظَّ للنَّفْسِ فيه ، فنسألُ اللهَ
الإخلاصَ وحُسْنَ الخِتام
هديّة

رد مع اقتباس