عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 8, 2007, 07:13 PM
 
لحوم الإبل ... تشفي من الحمى وعرق النساء وآلام الأكتاف المزمنة وحرقة البول

لأوبارها قيمة اقتصادية وعلاجية ومن جلودها تصنع القرب والحبال
لحوم الإبل ... تشفي من الحمى وعرق النساء وآلام الأكتاف المزمنة وحرقة البول



أ. د. جابر بن سالم القحطاني
تعتبر الإبل مصدراً حيوياً ومهماً في المناطق القاحلة والمجدبة حيث لا تستطيع الحيوانات الأخرى العيش فيها. بالإضافة إلى اتساع هذه المناطق وانتشارها فهي توجد في كثير من الأقطار الفقيرة، ومن هنا يمكن الاستفادة من الإبل ليس فقط للحليب والتنقل وإنما من لحمها كمصدر غذاء لهذه البلدان الصحراوية الفقيرة.
يعتبر لحم الإبل، بعد الحليب، أهم منافعها الاقتصادية نظراً إلى الكميات الكبيرة من اللحوم التي توفرها الإبل مما يجعل تجارة الإبل بهدف ذبحها وتسويقها تجارة رابحة عند أربابها، وخاصة في البلدان المنتجة لها مثل المملكة العربية السعودية والسودان والصومال وموريتانيا ومصر وليبيا.

لقد عرف العرب لحم الإبل منذ آلاف السنين، وكانت أكثر اللحوم التي يأكلونها لحوم الإبل، حتى ظن بعض الشعوب أن العرب هم وحدهم من يأكلون لحم الإبل، أو هم أول من أكل لحوم الإبل. لكن البحوث التاريخية أثبتت أن أول من أكل لحم الإبل هم الهنود، ثم تبعهم الصينيون. وكان أبناء فارس يأكلون لحم الإبل في أعيادهم، ومثلهم الإغريق الذين كانوا يقدرون لحم الإبل، حتى أن شاعرهم الهزلي الشهير أرستوفان قال عن لحم الإبل "انه يليق بموائد الملوك"، كما أن فيلسوفهم الكبير أرسطو طاليس كان يشيد بذكر الجمل ويثني على خصائصه، والرومان أكلوا لحم الإبل. وقد قدم الذواق اليوناني الشهير غافيوس أبيلوس طبقاً في إحدى ولائمه مؤلفاً من السنة العصافير وقوائم الجمال التي كانت تعتبر أطيب ما في لحمها. وفي عهد الإمبراطور الروماني غاليان كان لحم الإبل في مقدمة الأطعمة المفيدة للصحة. وعرف البربر الذين سيطروا على الإمبراطورية الرومانية أكل لحم الإبل من سكان أوروبا أنفسهم . ولحم الإبل، خاصة الفتية منها، مناسب للوجبات التي يدخل فيها اللحم سواء كان مطبوخاً أم مسلوقاً أم مشوياً. وإذا ذبحت الإبل في عمر ما بين 1- 3سنوات فإن جودة لحمها لا تخفى ويفضل أن تذبح الإبل المعدة للذبح في حدود الثلاث سنوات الأولى من عمرها حيث يكون متوسط الوزن 300كيلوجرام. وكلما كان عمرها صغيراً ارتفعت جودة لحومها.

أنسجة عضلية

وتمتاز لحوم الإبل باحتوائها على أنسجة عضلية كبيرة، ومحتوى عال من الماء، وطعم اللحم لذيذ وهو من اللحوم الحمراء. وتحتوي لحوم الإبل على البروتين بنسبة 73.2إلى 76.4% كما أن لحم الإبل في عمر سنتين من أطيب وألذ اللحوم، وقد قال عنه أطباء العرب في التراث إن لحم الفصيل من ألذ اللحوم وأطيبها وأقواها غذاءً، وهو لمن اعتاد لحم الضأن لا يضره البته، ولا يولد لهم داء . وذكر قدامه أن لحم الإبل يزيد في شدة الجماع ويصلح لأصحاب الكبد الشديد والرياضة المرهقة، وعرق النسا، ويزيد في شهوة الطعام، ويحسن أن يؤكل معه الكمون والفلفل والخل. لقد وجد أن رئة الحاشي علاج جيد للربو حيث تؤخذ الرئة وتقطع إلى قطع صغيرة ثم توضع على هيئة مسبحة في خيط طويل وتعلق في مكان ظليل يمر عليه تيار من الهواء وتترك حتى تجف تماماً ثم تسحق وتحفظ في وعاء ويأخذ منها صاحب الربو ملء ملعقة صغيرة تخلط مع ملعقة عسل يشرب بعده كوباً من حليب الإبل بمعدل ثلاث مرات في اليوم حتى الشفاء بإذن الله. كما يفيد لحم الإبل في علاج الحمى الربيعية وعرق النساء وآلام الأكتاف المزمنة وحرقة البول. كما يستعمل لحمها المحروق معجوناً لعلاج القوباء، وإذا وضع على النمش وهو ساخن أزاله ويفيد الماء الدافئ الذي يستخرج من كبدها الطازج لعلاج عتمة العين ويقوي البصر، وإذا دهن شحمها على موضع البواسير خفف آلامها ويستعمل بخور شحمها طارداً للثعابين. ويستعمل غشاء معدة الحوار الصغير الذي لم يرع العشب مقوياً للباءة. ويستعمل شحم سنام الإبل لإخراج الدودة الوحيدة من البطن، وذلك عن طريق إدخال شريحة طويلة من السنام عبر فتحة الشرج .

وبر الإبل:

لوبر الإبل قيمة اقتصادية كبيرة ومهمة ففي تركيا وجنوب غرب الإتحاد السوفيتي سابقاً يعطي الجمل مابين 2-3.5كجم من الوبر سنوياً. وفي الصحراء الكبرى فإن الجمال تجز لجمع وبرها، أو يجمع عندما تطرحه من تلقاء نفسها. وفي تونس تعطي الجمال الصغيرة سنوياً 3كجم من الوبر أما البالغة فتعطي 2كجم سنوياً. ويخلط البدو وبر الإبل مع صوف الماعز وينسجونه على هيئة خيوط طويلة لصنع بيوت الشعر. إضافة إلى ذلك فإن وبر الإبل يستخدم لصنع البطانيات والملابس والبشوت والحبال والحقائب والخروج فضلاً عن صنع أدوات النقل والأحزمة والفرش. وفي عام 1938م صدر إلى بريطانيا أكثر من 500.000كجم من الوبر.

يستخدم وبر الإبل بعد حرقه لعلاج الجروح والحروق وكذلك يشم دخانه لعلاج الصداع وبالأخص الشقيقة وكذلك لحبس الرعاف والدم السائل من الجراحات إذا ذر عليها. وإذا خلط الوبر مع زيت الورد أفاد من عضة الكلب .

جلود الإبل:

إن جلود الإبل معروفة بفوائدها الجمة لأهل البادية والفلاحين، فجلود الإبل لها عدة استخدامات، فما كان منها نيئاً فيتخذ منه الءقيدّ وهو ما يؤسر به الأشدة والأقتاب وغيرها وكان يتخذ كرباط للأسير. ومن جلود الإبل المدبوغة تصنع العياب والقراف وهي أوعية مشهورة عند البادية حيث يحفظون فيها الأشياء والأطعمة الرطبة كالتمر وخلافه. ومن جلود الإبل المدبوغة تتخذ حياض شرب الإبل، كما يتخذ منها بيوت السكن. كما تتخذ القباب من الأديم المدبوغ والمدهون. كما تصنع منها أنواع من القرب وكذلك تصنع منها الأحذية والحبال الجلدية والدلاء والقلص. والحبال المصنوعة من جلود الإبل بعد برمها وتجفيفها تكون قوية ومتينة .
__________________
رد مع اقتباس