عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم July 30, 2012, 04:44 PM
 
رد: تحميل ديوان طيوف الجنة والكوثر على الطريق الرمضاني ، فؤاد حداد ، حصريا على مجلة الإبت

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معرفتي مشاهدة المشاركة

جميل جدا - من اوفى التعريفات بهذا الشاعر الفذ ,, اشكركم من قلبي



طيوف الجنة والكوثر على الطريق الرمضاني
يوان شعر
فؤاد حداد



كان فؤاد حداد منذ طفولته يريد أن يصبح شاعراً, و لما سئل عن السبب أجاب "لأساعد الناس حتى تكون حياتهم أفضل" فالشعر عنده ليس موهبة أو هواية فقط بل مبدأ والتزام خلقى واجتماعى وتطوير مستمر وقد اختار اللغة العامية لغة البسطاء ليكون منهم ومعهم دائماً.
بدأ النشاط الأدبى للشاعر متزامناً مع نشاطه السياسى عام 1944 وهو تلميذ بالمدرسة حيث كان ينشر قصائده فى الدوريات الأدبية والجرائد الحزبية

احنا الجنود احنا العرق
احنا الكتابه على الورق
احنا اللى بنمشى الزمن
....
المطرقه ناحت على السندان
اتقسمت كتل الحديد قضبان
الرأسمالى بيملك الآله
الرأسمالى بيسجن الإنسان
الرأسمالى بيملك الآله
أغلال على استغلال على بطاله
يجعل حياتك يا فقير عاله
ويموتك ويبيع لك الأكفان

أول دواوين فؤاد حداد كان اسمه "أفرجوا عن المسجونين السياسيين" وقد اختار هذا الاسم المختلف والمتفرد تماماً فى تلك الفترة ليعبر به عن موقفه السياسى والوطنى وكذلك عن نظرته الجديدة فى الشعر وقد صدر هذا الديوان عام 1952 تحت اسم "أحرار وراء القضبان" بسبب الرقابة والاسم الأصلى صار اسماً للمقدمة.

اركب حصانك يا شاطر حسن
فى السجن ست الحسن والجمال
بينك وبينها الحارس الغبى
والباشا والمملوك والأجنبى
الله أكبر صلى ع النبى
واحمل حسامك يا فتى العرب

تم اعتقال فؤاد حداد للمرة الأولى من عام 1953 إلى 1956 وقد أفرج عنه لمدة شهرين فقط عام 1954 وفى هذه الفترة كتب الشاعر ملحمة الشهيد الإيرانى التى اعتبرها انطلاقة شعرية جديدة له ويتجلى فيها تضامنه مع حركات التحرر والمقاومة فى العالم أجمع وتضم هذه الملحمة عدة قصائد عن كفاح وبطولات الشعب الإيرانى وقت تأميم البترول وفيها يقول على لسان الشهيد مخاطباُ أمه

مش حملتينى تسعة اشهر ضنى
وحملتينى تسعة اشهر آمال
احملينى وانا فى العشرين سنه
وخطوط الدم من صدرى طوال
احملينى فى التاريخ مطّمنه
تعرفى الرد على كل سؤال
أسلحتنا من القلوب المؤمنه
العيال فى الحرب يا أم العيال
امسحى دموعك وبلينى غنا
واضحكى لى الأم تضحك فى النضال

وفى نفس الوقت كتب قصائد مدافع فيتمنه يحكى عن كفاح الشعب الفيتنامى ضد الاستعمار وقد ضمهم ديوانه "بقوة الفلاحين وقوة العمال" الذى صدر فى 1968.
وبعد خروجه من المعتقل الأول 1956 أصدر ثانى دواوينه "حنبنى السد" وعنوانه دليل واضح على ما يحتويه من قصائد ومنذ ذلك التاريخ كان فؤاد حداد يكتب الديوان الشعرى وحدة متكاملة وليس تجميعاً لقصائد.
اعتقل فؤاد حداد للمرة الثانية من أبريل 1959 إلى أبريل 1964 وفى هذه السنوات الخمس كتب كثيراً فلم تكن أياماً عجافاً داخل الأسوار والتعذيب بل فجرت بداخله طاقات فذة وصنعت تراثاً فريداً؛ ففى أيام التعذيب فى معتقل العَزَب قرر أن يكتب كل يوم قصيدة ليرفع من الروح المعنوية لزملائه

الفجر حتى فى العزب
حتى ولو خفت النهار
فجر وجميل
قلبى اللى بالسلك انضرب
وبكل أنواع الحصار
الفجر شفته من الطرب
تحت العصافير الصغار
غصناً يميل

وكتب أيضاً ملحمتين عن الشهيدين شهدى عطية وفريد حدّاد اللذين قتلا فى التعذيب وللأسف تمت مصادرتهما فى المعتقل ولم يتبق منهما إلا القليل على ألسنة ما تبقى من الزملاء.
وفى معتقل الواحات عندما قل التعذيب كتب أكثر من عمل يدل على التفاؤل والتمسك بالحياة والإصرار على المبادئ التى لا تفصله عن شعره فالإنسان والشاعر عنده سواء. ومن أعماله داخل المعتقل موال البرج وقصيدة أول مايو

بينى وبينك بلاد واحنا فى بلد واحده
دول أربعين ضلع والا اربعين جلده

وكتب أيضا ديوان رقص ومغنى وفيه يتفرد بعمل قصائد عن الحيوانات تعرض صفاتها وتتحدث بلسانها ووزن كل قصيدة وإيقاعها يشبه حركة الحيوان أو الطائر

ديك
الله يهديك
صدر
عمره ما انْصدّ
عين
طلق سبعين
باع
ما على سباع
ريش
ذو تنقريش
عرف
غاية الظرف
ديل
يفرس الخيل
عودْ
سنط مفرودْ
غُصن
زى ما الحسنْ
له ستّ
ليه سِيد وابقى سِيد الحسنْ

وقد نشر هذا الديوان ضمن خمسة دواوين تحت عنوان أشعار فؤاد حدّاد سنة 1985. وكذلك كتب حدوتة الشاطر حسن بالاشتراك مع زميله الشاعر متولى عبد اللطيف ونشرت عام 1984.
بعد خروج فؤاد حداد من المعتقل 1964 استكمل قصائد ديوان الأراجوز الذى بدأه فى المعتقل ونشر أجزاء منه فى صباح الخير ونشر كاملاً بعد وفاته

انا عندى طاقيه طاقيه شقيّه
من شقاوتها بقت طرطور
موسم الحش ان بان له أماره
ما تجحش مع الحمّاره
ودنك واخده على الزماره
تدلدل من فوق السور
صار صور

ثم بدأ سنة 1964 فى كتابة ديوانه الشهير المسحراتى تلك الشخصية الرمضانية التى توقظ الناس للسحور وقد حولها الشاعر لإيقاظ الوطن والضمائر وما زال يقدم فى الإذاعة حتى الآن. وكتب الشاعر منه 111 قصيدة جمعت فى ديوان واحد صدر 1988 وفى هذه الفترة أيضاً استهل الشاعر كتاباته للأطفال مستلهماً بداياتها من رسومات طفليه سليم وأمين وأتبعها بقصائد وحكايات كثيرة ضمنها ديوانه الشرط نور الذى صدر 1984.
وبعد نكسة 1967 انطلق " فؤاد حداد" يكتب بكل طاقاته وكان أكثر الأدباء انتاجاً ، وأول بيت قاله بعد الحرب " الأرض بتتكلم عربى" مستحضراً التاريخ العربى الإسلامى ليكون حافزاً للمقاومة وعدم الاستسلام للهزيمه وكتب ديوانه "من نور الخيال وصنع الأجيال فى تاريخ القاهرة" وقدم بشكل غنائى فى الإذاعة ضمن الاحتفالات بألفية القاهرة 1969.
ومن خلال نفس الاحتفالات قدم أيضا فى الإذاعة "شاعر عباد الله" متتبعا المهن والصنايع المصرية الشهيرة وقد صدر ضمن ديوان " كلمة مصر" عام 1975 تحت عنوان "بالمعايش والصنايعية".
وكتب قصيدته الرائعة "اكبر يا ليل" ونشرت فى مجلة الهلال فى 1969.
ومابين 1967 و 1973 كتب كثيرا من الأغانى الوطنية مثل " ازرع كل الأرض مقاومة" ، "حى معايا الخطوات" و "الجيرة والعشرة" وكتب أيضاً قصائد عن شخصيات مصرية من فنانين وبسطاء وشهداء وأبطال معتزا بهم وقدمت تلك القصائد فى برنامج كلمة مصر

كان فيه نقا
شكر اللى طل وسقى
عارف ما حدش جميل
غير اللى قد الشقا
فوت يا زمن على مهلك
سلم على أهلك
سبح بحمد العليم
على ضى صوت الشيخ محمد رفعت
بيقرا فى الذكر الحكيم

وفى نفس الفترة قدم ثلاثين موالاً عن مصر فى الإذاعة ومنها " بلد حبيبى جنينه يجرى فيها النيل" و "من صغر سنى على أرضك حبيت حبّيت".
وفى أواخر 1970 كتب ديوانه "استشهاد جمال عبد الناصر" وفيه يقول "لازم تعيش المقاومة" وصدر هذا الديوان سنة 1983.
وكان يحرر خلال تلك الفترة باب قال الشاعر فى مجلة صباح الخير ينشر فيه أسبوعيا قصيدة لأحد الشعراء مع ردود رسائلهم وقصائدهم. وقدم فيه مقالات مختلفة عن الشعر العربى والكثير من القصائد المترجمة شعراً عن الفرنسية لأراجون وإيلوار ونيرودا وناظم حكمت وشعراء أفارقة مثل سنجور وغيره. وسبق أن قدم هذه التجربة فى الترجمة شعراً من خلال ديوانه " قال التاريخ أنا شعرى اسوَدّ" 1969 وهو قصائد لشعراء المقاومة الفيتنامية ضد الاحتلال الفرنسى والأمريكى. وكذلك من خلال ترجمته لمسرحية "الغول" لبيتر فايس والتى قدمت على مسرح الطليعة فى 1970.
وبعد العبور الذى بشر به فى شعره كتب أغنيات كثيرة منها "مصر دايماً مصر" و"طلعنا فى شمس الضهريه" وكتب 15 قصيدة للمسحراتى وقصيدتى "حق الجهاد" و"القمر على القنطرة الشرقية" ونشرت معظم قصائد هذه المرحلة فى ديوان "كلمة مصر" سنة 1975 الذى لم ينشر له غيره طوال فترة السبعينات.
وفى عام 1975 ومع الحرب الأهلية اللبنانية بدأ كتابة ديوان "آه يالبنان" ولم يكمله وهى قصائد تصف أحلاماً كابوسية مثل "ستى يا ستوت"، وضمًن قصائده فيما بعد لديوانى "عيل على المعاش" و"كليم الشيخة أم الآه".
وفى العام الذى يليه كتب ديوان "على أعتاب الحضرة الزكية" الذى نشر بعد وفاته بعنوان "يا أهل الأمانة" 1987 وذلك حتى لايحدث لبس للقارئ مع ديوانه "الحضرة الزكية" الذى نشر 1984.
مع بداية 1977 أصيب "فؤاد حداد" بمرض الدوخة فكان لا يستطيع المشى بمفرده فى الشارع وعولج عن طريق المهدئات وصاحب هذه الفترة حصار أدبى ومادى حتى اكتوبر 1979 عندما أصيب بجلطة فى القلب. ورب ضارة نافعة فامتنع تماما عن ادوية الدوخة واقلع عن التدخين وبدأ يكتب بغزارة قائلا "عاوز الحق قبل ما أموت".
وفى هذة الفترة من يناير 1980 وحتى وفاته أول نوفمبر 1985 كتب مايقرب من ثلثى أعماله وبدأها قائلاً آدى أيام العجب والموت.
وخلال تلك السنوات نشر عشرة دواوين ومات تاركا أكثر من نصف تراثه لم ينشر.
إن المطالع لأشعار فؤاد حداد خلال الست سنوات الأخيرة فى حياته سوف يذهل من هذا الكم من الأشعار فلقد كان يكتب - دون أى مبالغة - بشكل يومى. يكتب ويطور ويستخدم أشكالاً شعرية قديمة وجديدة خليطاً من تراثه العربى والشعبى وثقافته العريضة وموهبته الفذة وقلبه الكبير وخفة ظله وإيمانه بالإنسانية والعدل ونضاله الطويل فى وجه الظلم.
كان فاتحة دواوين هذه المرحلة "أيام العجب والموت" الذى اختار له وزناً واحداً جديداً على العامية المصرية

لاجل أسجد فى البراح الندِى
لاجل أقرأ دائبا "فادخلى
فى عبادى وادخلى جنتى"
تحت قبه من الندى القلقان
لاجل تبقى كل يوم أيام
القيامه تقيم ميزان العدل

وكتب دواوين كاملة من الشعر المنثور مثل " النقش باللاسكى" 1983 و"ريان يا فجل" و "كليم الشيخة أم الآه" 1984 وجدير بالذكر أنه لا يخلو ديوان لفؤاد حداد من قصائد منثورة منذ ديوانه الأول "أحرار وراء القضبان".
وأنتج أيضا دواوين كاملة بالفصحى مثل "طيوف الجنة والكوثر" و "لست الأراجوز" و"شرح ديوان أم نبات" وفى هذا الأخير اختلق شخصية تراثية لشاعرة أسماها أم نبات ليقدم أشعارها مع شرح لديوانها وهى تجربة فريدة فى الأدب العالمى. وقام أيضا بترجمة بعض حكايات الشاعر الفرنسى "لافونتين" ومعارضاً لها شعراً فى ديوانه "سبيل العين وسبيل الفؤاد بين لافونتين وابن الحداد".
ومن دوواين هذه المرحلة "لا وانت الصادق ديوان التسالى بالمزاج والقهر" و "عيل على المعاش" و"مواويل من أول الدنيا" و"ميت بوتيك" منتقداً فترة الانفتاح والتحول إلى الرأسمالية وكذلك ديوانه " العيار الفالت "

فلت عيارى
مش باختيارى
ضاعت ديارى
ولم أضع

أما فلسطين فقد ظلت شرياناً ينبض فى شعر" فؤاد حداد " منذ بداية الخمسينيات وحتى وفاته فكانت موجودة فى معظم أعماله حتى أنه أصدر ديواناً بعنوان "الحمل الفلسطينى" مجمعاً بعض أشعاره عن فلسطين وقدمها بقصيدة فصحى تحمل نفس الاسم كتبها عندما اقتحم المسجد الأقصى جندى اسرائيلى وقتل وأصاب العشرات.

ولا فى قلبى ولا عينيا إلا فلسطين
وانا العطشان ماليش ميه إلا فلسطين
ولا تشيل أرض رجليا
وتنقل خطوتى الجايه إلا فلسطين

وكما كانت فلسطين دائما فى قلبه وعينه كان البسطاء من الناس الذين يحيا معهم ولهم فكان آخر ما سطر فى حياته "ديوان المكاحلة والمعاماة" وآخر أبياته التى تركها على المكتب ليلة وفاته.

مات اللى كان حالف يموت ولا يقطع دابر
أمل المساكين فى الأكابر

مقدمة الأعمال الكاملة بقلم حسن فؤاد حداد


أتمنى لكم قراءة ممتعة




رد مع اقتباس