عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم November 18, 2007, 12:06 PM
 
قبل وبعد التدخين.. ولكن كيف؟!.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في البداية أحب اشكر القائمين على هذا الموقع المميز والذي استمتعت به قبل ان اسجل ... خاصه هذا القسم الرئع ..
هذه اول مشاركه لي معكم وان شاء الله لن تكون الاخيره ..
إخواني أعضاء وزوار مجلة الإبتسامة.. أود من خلال هذا الموضوع أن أقص عليكم حكايتي مع التدخين وخلالها سأروي لكم تفاصيل حياتي قبل وبعد تركي له إلى جانب الطريقة التي أعانتني على الإقلاع عن تلك العادة "السيئة" المكروهة وأرجو من الله أن يعين كل مدخن على ترك التدخين.

الحياة مع التدخين:

كنت أبدأ يومي "مشوشاً" ومزاجي سيئاً ولا أتقبل حتى السلام، وتركيزي منصباً نحو "الشيشة".. وعلاقتي بعيالي كانت "منقوصة" إن صح التعبير.. وكلما أقدمه لهم في الصباح الباكر عبارة عن ابتسامة "بدون نفس" أي مصطنعة لأنني في الأصل أتشوق لأهم شيء في حياتي والذي يسيطر على تفكيري وإحساسي وكل ما يحيط بحياتي.. وأسابق الزمن لاستخراج المصاريف المدرسية "حفنة من الدراهم"، وفي بالي كم سيستغرق الوقت للوصول إلى المقهى كي احضن "الشيشة" وأحرق أجزاء صدري مع بزوغ شمس كل صباح.. وبداية يومي تسبق موعد الدوام بساعة أحرص دوماً على قضائها في المقهى.. وعندما أصل المكتب أرى أن "العامل" قد بدأ بفتح الأبواب وأول عمل يقوم به هو جلب "النرجيلة" إلى مكتبي لأبدأ بدوري عزف سيمفونية التدخين من جديد ويسرقني الوقت يومياً فدوامي يكون الأطول ويستمر إلى ما بعد زمن انقضائه بساعة أو ساعتين وبالطبع خلال فترة العمل الصباحية كنت أساهم في نقل السموم إلى جل الموظفين غير المدخنين عبر انتشار الدخان في أرجاء المكتب، فضلاً عن تسبب التدخين في نفور بعض الذين تربطهم بنا علاقة عمل وصدهم عن الحضور إلى مكاتبنا ليصاحب هذا الشيء بعض الارتباك وتعطيل سير العمل.

أما الفترة المسائية فيتكرر خلالها سيناريو الصباح وأكون غارقاً في سُحب من الدخان وما بين الصباح والمساء فترة زمنية قليلة أقضيها على عجالة في "بيتي" وكأنني مجبراً عليها منتظراً الخروج من عنق الزجاجة والذهاب إلى ما ينتظرني خارج المنزل كي لا أضيق ذرعاً ففي "الشيشة" سر حياتي..! وكنت أتلهف إلى الخروج من المنزل لأعانق معشوقتي وإذا ما لامست شفتاي رأسها ينتابني إحساساً لا يمكن أن أجد وصفاً أعبر لكم به بعد تركي لها سوى: كأنني أقبل رأس أحد أبنائي.. فقد كانت عشقي الذي لم أتصور يوماً ما أن أفارقه، حتى بدأت أتردد على مستشفى "توام" لمراجعة عيادة مرضى السكري فاكتشفت حينها الحقيقة التي كنت أعرفها؟.. ولكن "الحب كان غلّاباً".. فقال لي الطبيب على طريقة الناصح بأن أجرب قياس السكر قبل أن أتعاطى التدخين وعقبه.. فلاحظت الفرق الكبير والذي يكمن في ارتفاع السكر إلى أعلى مستوياته بعد "شفطة" واحدة من "الشيشة" عندها فقط أيقنت بأن عمري في هذه الدنيا بدأ "يقصر" ولا جدوى من علاج السكر طالما أن للتدخين مكانة خاصة في نفسي.
فبدأت رحلة البحث عن الطريقة التي تخلصني من هذه العادة السيئة وعندما استشير بعض المقربين فالرد يكون جاهز وواضح وصريح "صعب عليك ترك التدخين".. وهنا بدأت معاناتي تتعاظم وأصبحت أبحث وأتعلق بكل أمل يمكنه أن يحلني من هذه العادة "السيئة" وفي يوم من الأيام بدأت حكاية أخرى.

لا الدواء ولا الإرادة.. الرجوع لله هو الحل:

في ذات صباح جلست أتصفح بعض المواقع التي تصلني على بريدي الإلكتروني الخاص ومن بين هذه المواقع دخلت موقعاً إسلامياً جديداً وبينما أنا أتصفح وأقرأ اكتشفت بأن الموقع يشرف عليه بعض طلبة العلم بالمملكة العربية السعودية.. وكان هناك باباً لطرح المشاكل وحلها فشدني كثيراً وشعرت بصدق هذه المقولة " من عرف مشاكل الناس هانت عليه بلواه" عقب أن اطلعت على المشاكل الشائكة والحلول الرائعة التي يقدمها بعض المشايخ.. إلى أن صادفت ذات المشكلة التي أعاني منها ويقول صاحبها: بأنه حاول ترك التدخين بكل السبل ولم يقوى على تركها برغم تتبعه كافة النصائح وإتباعه لكل الوصفات بدقة فقد كان يبتعد عن التدخين لشهر أو شهرين ثم يعود إليه مرة أخرى.. فقال له أحد المشايخ: أطلبها من الله بصدق فلن يردك وأكثر من الاستغفار والدعاء في السجود "فسيعطيك إياها رب العرش العظيم". فلم أواصل القراءة وأغلقت الجهاز وذهبت فتوضأت وصليت ركعتين لله عز وجل ودعوته في السجود بأن يعينني على الابتعاد عن هذه العادة "السيئة" واستمريت على هذا النحو عند كل صلاة وحاولت بكل ما أملك من جهد المحافظة على صلاتي في المسجد وأكثر من الدعاء في السجود وبعد شهور معدودة حان الموعد.

1/1/2007م:

التاريخ أعلاه سيظل عالقاً في ذاكرتي ما حييت.. فهذا التاريخ صادف مناسبة سعيدة ينتظرها المسلمون سنوياً وهي عيد الأضحى المبارك إلى جانب أنها مطلع لعام ميلادي جديد إذن تلك هي مناسبة أخرى يحتفل بها العالم أجمع وكان بحق يوماً جديداً بالنسبة لي فصحوت وأنا في قمة النشاط والراحة النفسية وبعد أن أديت صلاة الصبح قلت لزوجتي وأولادي بأنه اعتباراً من اليوم 1/1/2007م قد انتهى عهد "الشيشة" بالنسبة لي فأنا لا أحس برغبة فيها الآن وتخالجني مشاعر وأحاسيس جيدة وأعتقد أن الله قد استجاب لدعائي، وقمت وصليت ركعتين شكراً لله ودعوته أن يساعدني على نسيان هذه العادة "السيئة" وبعدها قمت بإجراء مكالمة مهمة جداً إلى أحد الموظفين بالمكتب وأخبرته بأنه اعتباراً من اليوم لا للتدخين بالمكتب.. وطلبت منه إخبار العامل بأن يرمي "أدوات" النرجيلة خارج المكتب فلله الحمد منذ ذلك اليوم وحتى الآن ونحن في شهر 10 لم أقربها وبإذن الله لن أقربها.

تغيرت حياتي:

فبدأت أتحسس أول الطريق من جديد ليزداد تمسكي يوماً بعد يوم بصلاتي وأصبح اهتمامي بعائلتي أكثر بكثير مما سبق وخصصت لهم كل وقتي بعد ساعات العمل.. ومعدل السكر في جسدي أصبح قريباً من "الطبيعي" وخلال الشهور ال10 التي مضت فقدت أكثر من 25 كيلو من وزني.. فلله الحمد تحسنت حالتي الصحية والكسل ومضيعة الوقت السابقة عملت على استثمارها فيما يفيد ديني ودنياي وعائلتي وعملي.. والراحة النفسية التي أعيشها الآن لا يحس بها إلا من يجربها ويقولون التجربة خير برهان.
في الأخير أود أن أقول لمن يتعاطى التدخين لا حجة لديك فالدولة توفر كافة الإمكانيات لمساعدتنا على ترك التدخين وكل المطلوب منا كمسلمين أن نعود إلى الله وأن نخلص النية فعندما نعود إلى الله تقوى إرادتنا وعندها فقط نستطيع أن نتخلص من هذه العادة السيئة ونعيش حياة جديدة بعيداً عن الأمراض والعياذ بالله، فكم أتمنى أن تكون هذه القصة الحقيقية درساً يستفيد منه كل مدخن وأدعو الله أن يشفي كل مسلم من هذا المرض..

والله من وراء القصد.
__________________



رد مع اقتباس