مجلة الإبتسامة - عرض مشاركة واحدة

لا دنب لي الا انتي · #1 June 21, 2012, 08:10 PM

عبرت عابرة السبيل بجوار بئر المستحيل

عطشانةٌ ،ضمانةٌ ،محملةٌ حملاً ثقيل

توقفت ومدت يدها لتشرب من الماء القليل

فشربت وشربت ومن ثم شربت

ولكنها لم تشرب شيئاً فثملت وبدأت ترقص وتغني المواويل

وخلعت عنها أثقالها وثيابها وكل ما هو قصيرٌ وطويل

ونادته قائلةً ،عابرةٌ كنت وعبرت إليك

وكتبت على جسدي عبارةً تشفي الغليل

اقرائها إن كنت تجيد قرائة أحرف المستحيل

اقترب منها ونظر إلى جسدها النحيل

فرأى نحلاً ودبابير تبني أوكارها وكالعصافير تطير

فحاول لمسها بيده ليفتش عن أحرف المستحيل

ولكنه لم يجد حرفاً واحداً ..فأحس بالفشل واصبح للعابرة أسير

فضحكت عابرة السبيل وقالت ،ويحك يا رجلٍ غبيٍ يصدق عابرة سبيل

اقنعتك بأني عطشانةٌ وضمانةٌ وإلى مياهك استجدي السبيل

ولكن كل ما فعلته بك ما هو إلا ضربٌ من ضروب الأضاليل

أنا عابرةٌ للقارات وليست عابرة سبيل

أنا المرأة التي تعرف كيف تحول الرجل المتغطرس إلى رجلٍ ذليل

أنا إمرأةٌ ليست ككل النساء لا تكتفي بالقليل

يا رجلٍ إعتقد لبرهةٍ بأن بئر رجولته ما زال مليئاً و ما زال يسيل

تعلم بأن لا تصدق عابرة سبيلٍ لسبيل لا ماء فيه

فلو كان بئرك مليءٌ بالماء كان يمكنك أن تصدقني

ولكن بئرك كان فارغاً إلا من الأقاويل

فلتكن زيارتي هذه عبرةً لك لكي لا تصدق كل عابر سبيل

ولكي تحفر بئرك مجدداً لكي ينبع من رحم إمرأةٍ اسمها المستحيل