الموضوع: الوحدة والشوق
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم May 11, 2012, 10:01 PM
 
الوحدة والشوق

..و فجأة تسلل ذلك الإحساس الرهيب داخلي...إحساس بالوحدة القاتلة و الموحشة...إحساس بالألم...ألم الفراق و الغربة...رغبة جامحة في البكاء...الصراخ و النحيب...
...كنت أصارع أمواج أفكاري المتلاطمة...أين أنا ؟ لما أحببت القدوم لهذا المكان الخالي من الدفء ؟....الخالي من الأحاسيس ؟...ليس بلدي...ليس منزلي..ليست شوارع مدينتنا...ليس الليل نفسه...لا للقمر نفسه و لا النجوم نفسها....فقط أنا كنت أنا...وحدي بين جدران تلك الغرفة...أحاول أن أنسى ألما كان يعتصر قلبي ...ألما جعلني أذرف دموعا....حتى الدموع لم تكن تشبه دموعي...باردة كجدران هاته البناية...قاسية كقلوب هؤلاء الناس المتواجدين هنا كحراس ليل...موحشة مثل كل طريق ...مثل كل محل...مثل كل صخرة متواجدة هنا في هذه المنطقة النائية المخيفة...حيث تقتلك الوحدة .. يسكنك الألم ...و يستقر داخلك الحزن....بحثت عن نجوم أتسامر و اياها لكن حتى النجوم لم تكن تتمتع بذلك الحس من الاخلاص و الوفاء الذي عهدته في نجومي هناك...في بلدي...في منزلي....اختفى كل شيء...أملي...طموحي...،و حلمي الذي اختفى بين اليأس الذي استولى على قلبي...بين انات و أنات الحزن التي ألفتها اثر وحدتي....رحلت جل أحلامي بين كوابيس غدت وحدها واقعي الذي أعيشه كل يوم....هي أنا ....لكن ملامحي فقط من تغيرت ، و أضحت كملامح انسان مرت عليه كل كوارث الدنيا...كانسان سحقته هموم الحياة فقرر الاستسلام ...أو بالأحرى قرر الاختباء...الهروب الى اي مكان غير هذا المكان البارد ، القاسي و المؤلم...لكن ها أنا ذا أجد نفسي في المكان عينه...فوق سرير أبعد النعاس عن جفوني...أستدير ليلتصق بوجهي جدار أراه كحاجز يمنعني نت الوصول الى مبتغاي...فوق وسادة لم تمنحني و لا القليل من دفء وسادتي هناك بل طردت هي الأخرى جل أحلامي مستبدلة اياها بكوابيس ...رفعت ناظري الى النافذة...ابتسمت ...فقد وجدتها هناك لا تزال معلقة...وحدها كانت تذكرني برائحة البيت أو بصراحة بالطفولة التي كنت لا أزال أعيشها بين أفراد أسرتي...وحدها كانت مؤنستي...و مخبأ أسراري....هي فقط كانت تتحمل ألامي...مللي ...يأسي ...و حزني...كطفلة صغيرة كنت أضعها بجانبي ...تراني صديقتي في الغرفة فتنفجر ضاحكة...- هل جننت ؟ تتحدثين مع دمية ؟-...ربما حقا كان جنونا ..و ربما كان خوفا ، خوفا من بدء صداقات ، علاقات مع أناس لا أعرفهم...و ربما كانت الشيء الوحيد الذي لا يمكنه ايلامي أو خيانتي مع الزمن...
رد مع اقتباس