عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم April 17, 2012, 07:15 AM
 
لبنان: تاريخ مسكوت عنه




بيانات الكتاب
العنوان: لبنان: تاريخ مسكوت عنه
تأليف: رياض نجيب الريس
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر، بيروت
سنة النشر: 2001.


هذا الكتاب

يتناول الصحافي رياض نجيب الريس في هذا الكتاب المسكوت والمصموت عنه في ولادة الكيان اللبناني والذي يطاول العلاقات بين لبنان وسورية، خصوصاً أن تلك العلاقات تشهد اليوم سجالات ساخنة وصارخة لا تكاد تتوقف. ومن جهته، يتوقف رياض الريس عند محطات تاريخية معينة ذات إسقاطات عديدة من الماضي على أحداث معاصرة، فعند نشوء الدولة اللبنانية على شكل كيان (لبنان الكبير) حصل خطأ قاتل في بناء الحياة اللبنانية؛ السياسية والاقتصادية كما مورست في ما بعد، وتمثل هذا الخطأ في أن أكثر من نصف اللبنانيين لم يكن يريد هذه الدولة والنصف الثاني: الذي كان يريدها، كان يريد معها حماية أجنبية، خوفا من أن يلتهمها الطرف الأول عن طريق إلحاقها بوحدة مع سورية.
والمسكوت عنه في التاريخ اللبناني، حسب المؤلف، أكثر من المعروف أو المتداول منه، والسبب الرئيسي في ذلك هو التوافق بين اللبنانيين على رواية تاريخ معين تجد الأطراف اللبنانية نفسها فيه متساوية أو متوازية مع الأطراف الأخرى. وبعد أن يتطرق إلى جوانب ومسارات مختلفة مما يعتبره تاريخاً مسكوتاً عنه للبنان، يصل الكاتب إلى نتيجة تقول: إن الحياة السياسية في لبنان سوف تنشئ لعبة أقل ما يقال فيها إنها كانت واحدة من الثوابت المؤسسة للعنف المسلح وللحروب الأهلية الباردة المستمرة، لأنها قامت على ما يمكن الاصطلاح عليه بـ «التكاذب التاريخي» بين نخب الطوائف وزعمائها. أما اللعبة السياسية اللبنانية التي أخذت تتشكل بعد وقف الحرب الأهلية، فهي لعبة ملتبسة ومشوشة في أدائها ومضامينها وشعاراتها وقواها، لعبة مرتكزها وثيقة سياسية دستورية، محمية بقوى محلية وإقليمية ودولية، ما لبثت القوى المحلية أن انقلبت عليها اثر وقت قصير. ولو كان مفهوم الهوية الوطنية اللبنانية، ما طرحه وقدمه أيديولوجيو «المارونية السياسية» مفهوماً وطنياً صحيحاً، موضوعاً بشكل عقلاني وواقعي في إطار الاعتراف بعروبة البلد أساساً، لكان هناك مجال لنجاحه قواماً لدولة مقبولة لدى جميع اللبنانيين.
إن هذا هو أحد الأوجه المسكوت عنها في الثقافة السياسية والتاريخية للكيان اللبناني، بل قد يكون هذا واحداً من الأسباب التي أدت إلى انفجار ما سمي بالأعجوبة اللبنانية والنهاية المأساوية التي آل إليها الميثاق والصيغة اللبنانيان منذ الاستقلال وحتى أيامنا هذه.

[hide]رابط[/hide]
__________________
رد مع اقتباس