عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم March 28, 2012, 12:23 PM
 
Smile رد: تحميل رواية هوى ، هيفاء البيطار ، نسخة معالجة وصفحات فردية جودة ممتازة




الدكتورة هيفاء باسيل بيطار قاصة وروائية استثنائية جريئة جداً، وكاتبة مقالة نقدية واجتماعية، لا يدانيها احد في واقعيتها وجرأتها، وصراحتها وتطرفها ، وثورتها ورفضها وغضبها .
ولدت عام 1960 في مدينة اللاذقية على الساحل من ابوين متعلمين ومثقفين ، فأمها استاذة في الفلسفة، ووالدها استاذ في اللغة العربية وآدابها، كان لهما الفضل الكبير في توجيهها نحو القراءة وصحبة الكتاب حتى انها لم تكن قادرة على ان تحيا يوماً دون رفقة كتاب .
تلقت دراستها الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدارس اللاذقية ، ثم دخلت كلية الطب البشري في جامعة تشرين باللاذقية، وتخرجت عام 1982، ثم تابعت دراستها العليا في مشفى« المواساة» بدمشق حيث تخصصت بأمراض العين وجراحتها وتخرجت عام 1986.
عادت بعد ذلك الى مسقط رأسها، لتمارس عملها كطبيبة في مشفى اللاذقية الحكومي وعيادتها الخاصة ،وتكتب القصص القصيرة والروايات والدراسات النقدية، والمقالات الاجتماعية الحارة التي تلفت الانظار في صحف الثورة، والجزائر نيوز، والسفير، وأخبار الادب والرأي... وهي كاتبة دؤوبة ومجدة ونشيطة حتى لكأنها تسابق الزمن ، وقد اصدرت حتى الآن إحدى عشرة مجموعة قصصية وتسع روايات .
شاركت في المؤتمرين الاول والثاني اللذين عقدا عامي 2001و2002 في جامعة جورج تاون بواشنطن للحديث عن صورة المرأة في الادب العربي المعاصر، نالت جائزة الشاعر التونسي ابي القاسم الشابي عام 2002 عن مجموعتها القصصية ( الساقطة) وقد اعيد طبع معظم قصصها ورواياتها وترجمت الى اكثر من لغة اجنبية.

أضواء على تجربتها الأدبية
إن من يقرأ قصص وروايات ومقالات الدكتورة هيفاء بيطار، يستطيع ان يكتشف بسهولة اعماق هذه الاديبة المتميزة لأنها لم تبق شيئاً مخبأ وراء الحجب... فقد فتحت قلبها على مصراعيه لقارئها وباحت له بكل ما هو هاجع ومستور ومكنون في طوايا نفسها، غير هيابة ولا وجلة ...وتحدثت بكل صراحة وعفوية عن زواجها الفاشل وطلاقها الممض، وموقف اسرتها المعارض لها، ومغامراتها منطلقة في كتاباتها من هذه التجارب المرة والقاسية...وتعترف بأنها ما كانت لتكتب لولا الطلاق، فقد كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، وفي بداية مشوارها المهني كطبيبة عيون في اللاذقية ولها طفلة وحيدة لم تكمل عامها الاول حين رفعت دعوى طلاق ،لاستحالة الحياة الزوجية، وغرقت في خضم معاناتها مع المحاكم الروحية المسيحية التي حكمت عليها بالهجر مدة سبع سنوات، عاشت خلالها ملتهبة الغضب والرفض والاحساس بالظلم والقهر... لكن هذه التجربة القاسية كانت بمثابة مخاض طويل ورائع لتتحول بعدها الى كاتبة غزيرة الانتاج، وتفكك نفسها قطعة قطعة، وتعيد تركيبها على ضوء الحقيقة الاصلية التي لا يوصلنا اليها الا الألم وحده.
ومهما نسيت فلن تنسى - بعد ان امضت اربع سنوات في الهجر - كيف استفاقت صباح يوم ربيعي ودون ان تعرف ما الذي ستفعله ، فخطفت احد دفاتر ابنتها المدرسية ،وانطلقت بقلب مرتعش بهوى غريب الى (شاليه) على البحر يملكه والدها ، وجلست الى الاوراق، وبجانبها (ركوة) القهوة المرة التي لها طعم احزانها، وفي خلال يوم واحد كتبت اولى رواياتها (يوميات مطلقة) دون ان تخجل من الاعتراف امام الملأ انها كتبت هذه الرواية في يوم واحد لانها كانت مكتوبة سلفاً في عقلها، فلم تحتج الى اكثر من افراغها على الورق.
لقد ساعدتها سنوات الهجر البغيضة والمرة على أن تفهم بدقة عقلية الناس ونظرتهم المجحفة بحق المرأة، فقد كانوا ينظرون الى المرأة التي تجرؤ وتتمرد انها شاذة وغير طبيعية، بل انها ناقصة الانوثة، لكأن الانوثة تعني الخضوع، وتنبهت كيف ان المجتمع يستخدم مفهوم الامومة لتدجين المرأة المبدعة والطموحة ولا يكتفي بذلك بل يتهمها بالاسترجال ، وبأنها غير مرغوبة في سوق التجار...
تقول الدكتورة هيفاء بيطار، «إن الشيء الوحيد الذي نجحت فيه هو انها لم تكن كما يريدها الناس ان تكون ،خلقت ذاتها غير آبهة بتقييمهم، اذ كان العالم حولها فقيراً الى درجة مرعبة ،فلا توجد في مدينتها نشاطات ثقافية حقيقية، ولا مسرح ولا سينما، سوى صالات سينما عتيقة تعرض منذ ثلاثين عاماً الافلام القديمة ذاتها.. وإنها لم تدخل عالم الكتابة بشكل هادىء ومتوازن، بل بنهم غريب كما لو انها المخلص الوحيد من الجنون او الموت الروحي في عالم يمجد التفاهة، يذيب كل احساس بالجمال والفكر!.
لكن ما إن رمت نفسها في محيط الكتابة، حتى واجهتها معاناة من نوع آخر، ففي البداية كانت تجد صعوبة في ايجاد تعابير موفقة لأحاسيسها وافكارها، وكانت تظن انها تعاني من مشكلة مع اللغة ومن ضعف في قدرتها على تطويعها، ثم اكتشفت بعد ان اخضعت نفسها للفحص العميق، والتأمل الطويل ان مشكلتها لا تكمن في اللغة، بل في افكارها المبطنة بالخوف والرغبة في المصالحة او المراعاة للعقلية السائدة وحين قررت التحرر من تلك العقلية، صارت تمتلك لغة طيعة تفوح منها رائحة الحياة.
لقد عاشت في اللاذقية شاعرة بوجع الانسان المسحوق فيها، وقلبها مفعم بالألم، وهي ترى تلك المدينة المهملة والناس الغارقين في البطالة والتفاهة والاستسلام للحياة الرديئة، وتتأمل افواج المراهقين والكهول الذين يقضون الساعات الطويلة، وهم يدخنون الأراكيل ويجترون الاحاديث السخيفة والتافهة، ويتحدثون باعجاب مصطنع عن بعض المتنفذين الذين تضطرهم الظروف الى التعامل معهم.
في خضم هذا القبح والانتهاك لقدسية الحياة، راحت تبحث عن منقذ ومخلص ، فكانت الكتابة وحدها منقذها ومخلصها ، تهرع اليها لأن روحها بحاجة الى عون لايستطيع البشر تقديمه لها.
كم من الساعات الطويلة قضتها في المقاهي البحرية، وهي تسرح في الازرق اللامتناهي، محاولة ان تجد لنفسها هوية في مجتمع يحتقر الفكر الحر، ويحاربه ، ويتهمه بالخيانة واللا انتماء، وان تكون شاهدة على العصر الذي عاشت فيه، وأن تنقل اوجاع واحلام المهمشين الذين يعجزون عن ايصال اصواتهم الى المراجع العليا، في حين لايبالي بهم احد !...
لكن ما إن بدأت بنشر كتاباتها الجريئة والثائرة حتى هب الجميع من حولها ليمارسوا عليها تأثيرهم وضغوطهم، وفي طليعتهم والدها الذي عارض بشدة نشر روايتها الاولى (يوميات مطلقة) بحجة انه لا يحق لها ان تتناول رجال الدين بتلك الطريقة المباشرة ولا يجوز لها ان تبوح بخصوصيات اسرتها ، وتنشرها على الملأ!..
والسؤال الذي يطرح نفسه : الى اي حد كانت هيفاء بيطار حرة في كتابة قصصها ورواياتها التي بلغت عشرين كتاباً؟ تجيب هي نفسها عن هذا السؤال قائلة:« كنت اجد نفسي كمن يكتب في «فضاء كالقفص» يحيط بي ضباب من الخوف والحذر...كتبت الكثير من القصص عن اشخاص بلا أسماء ومدن بلا جغرافية ولا اسم ، كتبت روايتي (نسر بجناح وحيد ) لأحكي مشكلة احباط جيل من الشباب الجامعيين الذين يضنيهم البحث عن الوظيفة وتذلهم الرشوة للحصول عليها».
لقد اضطرت الى تغيير الكثير من اسماء الاشخاص والاماكن ، لتبقى في منأى عن الاستجواب، حتى صارت خبيرة في فن التواري وراء الكلمات وفن المواربة...وكثيراً ما استيقظت من عزّ النوم في حالة من الذعر لتمزق الصفحات الكثيرة التي كتبتها، وتشعل فيها النار!..
ومهما يكن من أمر فقد استطاعت الكتابة ان تجعل حياتها محتملة وان تشعر بأنها تحيا وانها سيدة نفسها، وتعبر عن ضفة التفاهة الى ضفة الابداع، وان تعلمها كيف تحول القفص الضيق الذي تعيش فيه، الى فضاء واسع لا حدود له... كما استطاعت ان تعبر من علاقاتها بالمكان، وان هذا المكان ...رغم فقره وشحه الفكري والابداعي .. جعلها تكتشف ان هناك ينابيع خفية وأصيلة داخل النفس ،وان مسؤولية المفكر والمبدع هي ان يعيش منقباً عن تلك الينابيع الخفية التي لا يمكن ان تجف .
< < <
في مقال لها بعنوان ( العلم قوة والكتابة خلاص) تستفيض في الحديث عن تجربتها في الكتابة فتقول انها منذ ان كانت طالبة في كلية الطب،كانت تحس بأنها اسيرة شعور طاغ يريد ان يكسر المعتاد ، ويخرج على المألوف، وان ما كان يؤلمها هو ذلك الضباب الذي يخيم في عقلها، والافكار التي تنبض في روحها رافضة الكثير من مظاهر الحياة السلبية رفضاً غريزياً اكثر منه عقلانياً،وأن ما كان يؤرقها ويضاعف حزنها ، هو انسحاق المرأة من أجل نجاح زوجها واولادها ورعاية اهلها في شيخوختهم ، اما هي فليس لها طموح وشخصية متفردة تسعى الى تحقيقها.
كانت- كما تقول - مجروحة بحب الكتابة ، تكتب بوحي من حساسيتها المفرطة ،وان الافكار تتصبب من رأسها كالعرق ، شاعرة بثقل اهميتها ككاتبة... وكانت تكتب مذكراتها منذ طفولتها، هذه العادة لا تزال تلازمها حتى اليوم، وهي تقرأ بنهم جميع الكتب التي تشعر بأن اصحابها مستعدون لأن يضحوا بكل شيء من اجل مبادئهم ،وان كلماتهم تهدىء روحها، وتجعلها تتوقد في آن واحد .
وكانت روحها مسحورة بالكلمة مفتونة بفن القص ، تكتب لحاجة عميقة في نفسها ،ولتحقيق ذاتها ، فالكتابة بالنسبة لها حرية، وانطلاق ومتعة وسعادة...وقد جعلتها الكتابة شجاعة واعطتها الكثير من الثقة بالنفس ،وعلمتها فن بناء الروح، والعيش في أمل التغيير، وان اكبر الاخطاء هو الاستسلام للرضا والقناعة ... كما علمتها كيف تنقي افكارها وتغربلها، وتنظف نوافذ احساسها من صدأ الروتين ، وتحصنها ضد الالام وتخلصها من الاحساس بالعجز وتحررها من الاثقال التي ترهقها...
وتعترف من جانب آخر ان روايتها ( يوميات مطلقة) كانت اشبه بمقطع من سيرة ذاتية، لكنها بعد ذلك تجاوزت همومها الشخصية وانتقلت لتكتب عن هموم الناس وقضاياهم وعن الفساد في علاقة المرأة بالرجل ، وعلاقة المرأة بنفسها ، وعن وجع المهمشين في الحياة والمعذبين في الارض...فقد كانت تبحث عن هؤلاء الذين يحتاجون الى سند او تعزية، مثل ذلك العامل الفقير الذي فقد عينه اثناء عمله، وتلقى تعويضاً تافهاً بعد تسع سنوات من الحادث ،ومثل أولئك الجامعيين العاطلين عن العمل ، الذين يذلهم قهر البحث عن وظيفة لا تكفي ثمن الخبز اليومي ،ومثل تلك العانس والمطلقة والشبهات التي تحوم حولهما.
لقد ارادت الدكتورة هيفاء بيطار في كتاباتها ان تكون شاهدة على العصر الذي عاشت فيه، وان تكون قصصها ورواياتها مرآة صادقة للحقبة الزمنية التي وجدت فيها،ولذلك نقلت لنا بأمانة ونزاهة مطلقتين ما رأته عيناها ، ووعته ذاكرتها، واختلج به احساسها، ونبض به ضميرها الحي ...
كانت الحوادث تمر في معملها الداخلي لتخرج قصصاً تحمل بصمتها،وكانت هموم الناس النفسية هاجسها،والتعبير عن ازماتهم الروحية واحساسهم بالنبذ واليأس واللا جدوى والعجز همها الدائم... وقد بالغت في وصف هذه الحالات عندهم ، لأنها عرفتهم عن كتب ، ولأنها أوتيت اضافة لذلك عينين قلقتين منقبتين ونفاذتين.
لقد عبرت في قصصها القصيرة التي زادت عن ثلاث مئة قصة، عن اوجاع بشر صادفتهم، بشر بسطاء مهمشين مظلومين ،كانت تتألم لظروفهم الصعبة وتحس وهي تكتب عنهم بأنها تقدم لهم طوق نجاة.
بقي ان نقول : انه لو لم تدرس الدكتورة هيفاء بيطار الطب الذي استنفد كل طاقاتها وسرق من عمرها عشر سنوات على الاقل، «وهي تكسّر رأسها في حفظ خمسين اسماً لعظم لوح الكتف، وثمانين اسماً لعظم الحوض لا لزوم لها، ولا قيمة عملية وجراحية لها...» ولم تهدر كل هذه الجهود على دراسة الطب ، وانصرفت الى الابداع الادبي لكانت اعطت اضعاف ما اعطته، « فقدرها ليس الطب، بل الكتابة التي ستمضي بها حتى النهاية، فهي لا تعرف كيف تعيش حياتها دون قلم تكتب به على مدار الساعة ودون اوراق ...»
لكن من يقرأ اعمالها يكتشف ان قدرها الطب الذي لولاه لما جاءت كتابتها قوية ومتقنة ومحبوكة الى هذا الحد ولما تميز قلمها بهذه الواقعية والمنطقية والعقلانية والدقة العلمية...
واخيراً نقول لو وجد في المجتمع العربي مئة اديبة متنورة من مستوى الاديبات كوليت الخوري ، والدكتورة نوال السعداوي، وإميلي نصر الله، وليلى بعلبكي، اللواتي مهدن الطريق الذي سارت فيه بعدهن ليلى العثمان،وإقبال بركة، وفاطمة المرنيسي، وزهور كرام، وهيفاء بيطار، واحلام مستغانمي، وفضيلة الفاروق وغيرهن... لتغيرت بنية هذا المجتمع، وانحلت جميع المشكلات والعقد والسلبيات التي كان ولا يزال يعاني منها ولحققت المرأة العربية كل ما تحلم به وتصبو اليه من تقدم ورفعة وازدهار .

آثارها الادبية
1- ورود لن تموت( قصص) دار المنارة- اللاذقية 1992
2- قصص مهاجرة ( قصص) دار الخدمات الطباعية- دمشق - 1993
3- ضجيج الجسد ( قصص) دارالنهار- بيروت 1993
4-غروب وكتابة ( قصص) دارالنهار- بيروت 1994
5- يوميات مطلقة (رواية ) دار الاهالي -دمشق 1994
6- قبو العباسيين (رواية ) دار الاهالي -دمشق 1995
7- خواطر مقهى رصيف (قصص) اتحاد الكتاب العرب -دمشق 1995
8- فضاء كالقفص (قصص) دار الساقي -لندن 1995
9- افراح صغيرة، افراح اخيرة(رواية) دار الأهالي -دمشق 1996
10- ظل اسود حي (قصص) وزارة الثقافة -دمشق 1997
11- موت البجعة (قصص) اتحاد الكتاب العرب -1997
12- نسر بجناح وحيد (رواية) دار بالميرا- اللاذقية 1998
13- امرأة من طابقين (رواية) دار بالميرا- اللاذقية 1999
14-الساقطة(قصص) دار رياض الريس- بيروت 2000
15- ايقونة بلا وجه (رواية) دار نلسن- السويد 2000
16-امرأة من هذا العصر(رواية) دار الساقي -لندن 2006
17- أبواب مواربة (رواية) الدار العربية للعلوم - بيروت 2007
18- كومبارس (قصص) دار الساقي -لندن 1996
19- عطر الحب (قصص)
20- يكفي ان يحبك قلب واحد لتعيش (قصص

عيسى فتوح- البعث
__________________
الحمد لله في السراء والضراء .. الحمد لله في المنع والعطاء .. الحمد لله في اليسر والبلاء


Save
رد مع اقتباس