عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم February 29, 2012, 02:11 PM
 
Messenger3 من هو الملك ماسينيسا Massinissa ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

1- من هو الملك ماسينيسا Massinissa ؟

الملك ماسينيسا

ولد الامير الامازيغي ماسينيسا في القرن لثاني قبل ميلاد المسيح عليه السلام.. وفي سن 17 ارسله والده الى قرطاج ليتعلم فنون القتال والحرب,فاجادها في وقت قصير وتميز بالقوة واجادته المبارزة والفروسية ..كما اجاد اللغة اللاتينية والإغريقية.

تحالف الملك ماسينيسا مع الفينيقيين واشترك في حربهم ضد الروم ... ولكنه لم يلق التكريم المناسب له فقد طمع في حكم نوميديا لكن الفينيقيين فضلوا صيفاقسملك المغرب الاقصى عليه.

اعتبر الملك ماسينيسا هذا التفضيل خيانة له من الفينيقيين فتحالف مع شيبو القائد الروماني المعروف ونجحا في هزيمة الفينيقيين شر هزيمة في معركة زاما الشهيرة عام 202 ق م..اين هزما فيها القائد الفنيقي الاسطوري حنبعل



القائد حنبعل

بعد انتهاءه من الحرب مع الفينيقين توجه الملك ماسينيسا الى فكرة توحيد مملكته ...فاصبحت دولة نوميديا عظيمة امتدت من غرب ليبيا الى شرق المغرب الاقصى وجعل سيرتا اي مدينة قسنطينة بالجزائر الان عاصمة مملكته.

يعتبر الملك ماسينيسا اول من وحد شمال افريقيا تحت راية دولة واحدة
واهتم الملك ماسينيسا بالزراعة في دولته وكانت تحقق انتاجا فائضا اعتمد عليه الاغريق والرومان انذاك.

كما اهتم بالتجارة فأنشأ أسطولا تجاريا وفتح الباب لازدهار التجارة البحرية على طول شريط الساحل ... كما كانت دولته منبرا للعلماء والادباء اليونانيين.

في عهده كانت اول كتابة مدونة للامازيغ واسمها التيفناغ ...واول عملة نوميدية بهدف تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي عن الفينيقيين.



يعتبر ماسينيسا Massinissa أهم ملوك دولة نوميديا الأمازيغية، ولد حوالي سنة 238 قبل الميلاد، وهو ابن گايا بن زيلالسان بن أيليماس. وهو من مواليد مدينة خنشلة الجزائرية ولكنهم انتقلوا إلى مدينة قسنطينة التي حولها من بعد حكمه لها إلى سيرتا فاتخذها عاصمة لحكمه في منطقة الشرق الجزائري. وقد كرس حياته الطويلة لخدمة الأمازيغيين الذين زرع فيهم حب الوفاء والعمل والإخلاص.


واستغل الملك ماسينيسا ظروف الحرب البونيقية (264-146قبل الميلاد) التي كانت تدور بين الرومان والقرطاجنيين ليسهر على توحيد الأمازيغيين في صف واحد وفي مملكة واحدة وتحت سلطة سياسية وإدارية واحدة.. وقد تولى ماسينيسا حكم نوميديا بعد أن انتصر على الملك صيفاقس الماسايسولي حليف قرطاجة، وقام بأسره حتى يحصل على دعائم ملكه. ومن المعروف أن ماسينيسا كان يمتلك مؤهلات حربية قوية وخبرة كبيرة في تسيير الحروب والتخطيط لها.

وتوفي ماسينيسا في حوالي 148 قبل الميلاد عن سن تجاوزت التسعين من عمره بعد أن بقي في عرشه مدة طويلة ما يقرب من ستين سنة من حوالي 202 إلى 148ق.م. ويوجد قبره إلى حد الآن في مدينة الخروب في ضواحي قسنطينة التي كانت تسمى سيرتا قديما. وقد كان ماسينيسا نفسه منكبا على العلم
2- تطور مقاومة ماسينيسا


صورة لماسينيسا وكتابة لاسمه بالحروف الأمازيغية والحروف اللاتينية



شكل الملك ماسينيسا جيشا أمازيغيا قويا بعد أن وحد كل قبائل شمال أفريقيا الموجودة في القسم الأوسط ضمن مملكة أمازيغية موحدة وهي مملكة نوميديا.

ويعرف على سياسة ماسينيسا أنها تعتمد في جوهرها على الحنكة والتجربة والذكاء والخبرة في التعامل الدبلوماسي مع الدول القوية كما يظهر ذلك واضحا في مهادنتها للرومان، ولاسيما في مواجهتها للقرطاجيين الذين كانوا يعاملون الأمازيغ معاملة سيئة.

وكان الملك ماسينيسا يعترف بأحقية الأمازيغيين في استرجاع أملاكهم من القرطاجيين التي استلبوها من أجدادهم حسب ما أورده المؤرخ تيت ليف:" إن القرطاجيين أجانب في بلادنا، فقد استولوا غصبا على أملاك أجدادنا، ولذلك يجب أن نسترد منهم بجميع الوسائل ماانتزعوه منا بالقوة".

وهذا ما دفع الملك ماسينيسا ليتحالف مع الرومان كي يساندوه في معاركه الطاحنة مع جيرانه القرطاجنيين، فأسفرت تلك الحروب على هزيمة قرطاجنية شنيعة.

وإليكم الشروط التي فرضتها روما على قرطاجنة المنهزمة:

1 - تعترف قرطاجنة بسيادة روما المطلقة حتى على إسبانيا.

2 - تسلم لها الأسطول والفيلة وتؤدي لها- فوق ذلك - غرامة كذلك حربية .

3 - تقيم الملك ماسينيسا ملكا على نوميديا وتدفع له غرامة كذلك حربية .

4 - تأخذ قرطاجنة على نفسها ألا تعلن حربا، بعد، إلا بمشورة روما."

وهكذا، أصبحت قرطاجنة منهوكة ومستلبة الإرادة وضعيفة اقتصاديا وسياسيا تحت رحمة الملك ماسينيسا الذي كان حليفا للرومان في شمال أفريقيا.
وكلما تلقى الملك ماسينيسا الأوامر من حكومة روما إلا واستعد لمجابهة قرطاجنة، وقد كان من الأسباب غير المباشرة في القضاء على أقوى جنرال حربي في شمال أفريقيا القديمة ألا وهو القائد "حنبعل".

وإذا كان صيفاقس حليف القرطاجيين بشكل كبير، فإن الملك ماسينيسا كان عدوهم اللدود، وذلك بمساندة الرومان والحاكم باگا Baga ملك موريطانيا.

وكما قلنا سابقا لقد استطاع أوگليد (الملك) ماسينيسا في فترة الحروب البونيقية التي كانت تدور رحاها بين الرومان والقرطاجنيين أن يوحد القبائل الأمازيغية تحت راية واحدة هي راية سلطنة نوميديا، وعملة برونزية نحاسية واحدة، وكتابة قومية تسمى بكتابة تيفيناغ.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، من استفاد من هذه المناوشات والمعارك الطاحنة بين جيوش ماسينيسا وقوات قرطاجنة:
هل هو الملك ماسينيسا الذي يريد أن يحافظ على وحدة الشعب الأمازيغي بمهادنة الحكومة الرومانية والاستفادة من تشجيعاتها، أم حكومة روما التي استعملت الملك ماسينيسا أداة لمجابهة قرطاجة وإضعافها قبل أي تدخل روماني قوي؟!

وفي هذا يقول عبد الله العروي: " قد يتنازع المؤرخون إلى ما لانهاية حول السؤال التالي: هل استغلت روما الملك ماسينيسا للقضاء على قرطاج أم بالعكس استخدم الملك ماسينيسا روما لبناء دولة نوميدية قوية بقصد توحيد شمال أفريقيا بعد استيعاب الحضارة البونيقية؟ (انظر فرانسوا دوكريه ومحمد فنطر. أفريقيا الشمالية في القديم، 1981م).
لكن الأمر المحقق هو أن كل المبادرات كانت بيد مشيخة روما، بعد انتهاء الحرب البونيقية الثالثة سنة202 ق.م. كان الرومان يستطيعون في أي وقت توقيف أي حركة يشمون فيها خطرا على مصلحتهم ".

ويذهب محمد شفيق إلى أن روما كانت تخطط للسيطرة على شمال أفريقيا من خلال ضرب الأمازيغيين بالأمازيغيين، وتسليطهم على الفينيقيين الموجودين بقرطاجنة لكي يفسح للحكومة الإيطالية المجال من أجل الانقضاض على كل الممالك الأمازيغية:" فبينما كانت كل مملكة من هذه الممالك الثلاث تحاول جمع الشمل في المنطقة الخاضعة لنفوذها، كانت الحروب تتوالى بين روما وقرطاجة، فنتج من ذلك أن كلا الطرفين المتحاربين صار يغري الأمازيغيين بالتحالف معه، ويستغل التنافس الذي يطبع علاقات الملوك بعضهم ببعض. وفي أثناء الحرب البونيقية الثانية استطاعت روما، بفضل معرفتها لمعطيات المجال السياسي الإفريقي، أن تكسب صداقة أشد الملوك حنقا على قرطاجة، وهو الملك ماسينيسا، وأن تتحالف معهم، فكانت تلك المحاولة هي الثلمة الأولى التي تسربت منها الهيمنة السياسية الرومانية، شيئا فشيئا إلى مراكز الحكم في أقطار المغرب كلها؛ ذلك أن روما اتخذت جميع أساليب الترغيب والترهيب منهجية لها لإغراء الملوك الأمازيغيين بعضهم ببعض، في كل من امتنع أن يكون عميلا لها، واستمرت على تلك الخطة ما يقرب من قرنين، موسعة نطاق سيطرتها في اتجاه الغرب إلى أن قضت على الممالك كلها؛ ولم تبق بصورة شكلية، إلا على عرش موريطانيا. فأجلست عليه الأمير الأمازيغي الشاب يوبا الثاني بن يوبا الاول الذي كانت قد أسرته، وهو صبي بعد التخلص من أبيه. فظل يوبا الثاني لها عميلا إلى أن توفي.
فسار ابنه بطليموسعلى نهجه، إلى أن استدرجه ابن خالته، الإمبراطور الروماني" كاليگولا"Caligula إلى حضور احتفالات رسمية بمدينة" ليون" الغالية، حيث أمر باغتياله، سنة 40 م. وبموته انقرضت الممالك الأمازيغية القديمة."

ولم تضعف مملكة ماسينيسا العظيمة إلا بوفاته فيسيرتا قسنطينة حاليا بعد أمد طويل في الحكم، لتجعل روما سلطة نوميديا بين أبناء الملك ماسينيسا، وۥتدخل نوميديا بعد ذلك في دوامة الحروب الأهلية استعدادا للسيطرة كليا على تامازغا.


3- مظاهر الحضارة الأمازيغية في عهد الملك ماسينيسا



من أهم منجزات الملك ماسينيسا أنه وحد القبائل والممالك الأمازيغية تحت شعار " أفريقيا للأفارقة"، خاصة القبائل التي كانت تسكن بين منطقتي طرابلس الليبية شرقا ونهر ملوية غربا.

وبذلك أسس ما يسمى بمملكة نوميديا الكبيرة المستقلة عن الحكم القرطاجني وأصبح ملكا لها يحمل لقب" أگليد"(الملك باللغة الأمازيغية). وكانت تطلق كلمة نوميديا في تلك الفترة على القسم الأوسط من أفريقيا الشمالية، وتنقسم بدورها إلى قسمين: نوميديا الشرقية أو "ماسولة"، ونوميديا الغربية أو "مازيسولة"، يفصل بينهما نهر الشلف الحالي الموجود بالجزائر.

أما موريطانيا فكانت تطلق في تلك الفترة على القسم الغربي من شمال أفريقيا والممتد من نهر ملوية الحالي حتى المحيط الأطلسي غربا. وقد اتخذ اسمه من اسم القبائل المورية الأمازيغية التي كانت تعيش هناك، بينما يوجد في شرق مملكة نوميديا أفريكا التي كانت تجمع بين ليبيا وتونس على حد سواء.

ومن أسباب توحيد مملكة نوميديا أن الملك ماسينيسا كان يعتمد على أسس السياسية التقليدية كالاعتماد على المصاهرات والتعاقد مع زعماء القبائل واستغلال الشعور الوطنيالمبني على الهوية الأمازيغية وإيقاظ المشاعر الدينية في خدمة الشعور الوطني والاعتماد على الحروب عند الضرورة القصوى.

كما أن "الأداة الأساسية لتحقيق هذا المشروع السياسي (توحيد الدولة) هو الجيش، الذي أحكم تنظيمه ليشتهر ببسالته وإمكانياته الحربية. والملاحظ أن الأمازيغ النواميد تحلوا بالانضباط والتمسك بالملكية، بحيث سادت في أوطانهم عبادة الملك - الإله وانتقل الحكم وراثيا في بيت ماسينيسا".

ومن جهة أخرى، أرسى الملك ماسينيسا مملكة أمازيغية عاصمتها سيرتا (قسنطينة) بناها في منطقة مسيجة بالجبال المنيعة وهي جبال الأوراس العتيدة.

وقد جعل للمدينة أسوارا وحصونا، وقسم المدينة إلى أحياء سكنية وتجارية ومرافق عمومية وإدارية ودينية. وقد تأثر الملك ماسينيسا في بناء مدينته بالحضارة القرطاجنية والحضارة اليونانية.

وعمل الملك ماسينيسا أيضا على وضع أبجدية أمازيغية ليبية محلية تسمى بكتابة تيفيناغ متأثرا في ذلك باللغة الفينيقية الكنعانية والحروف البونيقية القرطاجنية. ومن أسباب إقبال الأمازيغيين على اللغة الفينيقية الكنعانية التقارب العرقي والوجداني واللغوي بين اللغتين: تيفيناغ واللغة الفينيقية الكنعانية (لغة الشام). وفي هذا يقول عبد الرحمن الجيلالي في كتابه:" تاريخ الجزائر العام":" لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية، عندما وجدوا ما فيها من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين".

ومن الناحية الاجتماعية، لقد حفز الملك ماسينيسا الأمازيغيين البدو والرعاة على الاستقرار في المدن والضواحي والقرىلخلق اقتصاد زراعي يعتمد على الحبوب والفواكة والثمار؛ مما جعل القطاع الزراعي يعرف فائضا في الإنتاج بسبب التأثر بتقنيات الزراعة المستوردة من اليونان وإيطاليا. ومن ثم يلتجئ الملك ماسينيسا إلى تصدير ذلك الفائض لتعويض النقص الذي يعاني منه على مستوى الواردات.

ومن هنا نقول بأن الملك ماسينيسا هو الذي حضّر شعبه وأخرجه من البداوة إلى المدنية والاستقرار الاجتماعي، وفي هذا يقول بوليب:" هذا أعظم وأعجب ما قام به الملك ماسينيسا، كانت نوميديا قبله لافائدة ترجى منها، وكانت تعتبر بحكم طبيعتها قاحلة لاتنتج شيئا، فهو الأول الوحيد الذي أبان بالكاشف أن بإمكانها أن تدر جميع الخيرات مثل أية مقاطعة أخرى، لأنه أحيى أراضي شاسعة فأخصبت إخصابا".

الملك ماسينيسا موحد مملكة نوميديا الكبرى

ولتحريك العملية الاقتصادية والتجارية داخل مملكة نوميديا، فرض الملك ماسينيسا الجبايات والضرائب على السكان، وفتح مملكته للتجار اليونانيين، وسك عملة نقدية نحاسية وبرونزية تحيل على الرغبة في الاستقلال والتعبير عن قوة مملكة نوميديا سياسيا واقتصاديا.

ويشير وجه العملة إلى رأس الملك ماسينيسا وفوقه تاج الملك والسيادة وخلفه صولجان الحكم، وأمام وجهه تتدلى سنبلة قمح. وتحيل هذه العلامات السيميائية على السلطة السياسية والسلطة الاقتصادية، وتعبر عن عظمة مملكة نوميديا السياسية وتقدمها الاقتصادي. كما يظهر لنا من خلال قراءتنا لمكونات العملة مدى تأثر الملك ماسينيسا بالحضارة الإغريقية المقدونية.

لقد تعلم الفينيقية وأتقنها أيام كان بقرطاجنة في صباه فكان ولوعا بها اتخذها لغة رسمية ونشرها في مملكته ومن جهة أخرى، يحمل ظهر العملة النقدية ثلاث علامات أيقونية بصرية: حصان أمازيغي رشيق، وصولجان الحكم، وكتابة تيفيناغ. وتحيل هذه الدوال الرمزية على قوة الملك السياسي، وشجاعة الإنسان الأمازيغي الفارس وشهامته في الحروب والمعارك ضد المحتل، بينما تشير الكتابة إلى الخاصية الحضارية التي تتميز بها مملكة نوميديا القوية التي تتجلى في اعتمادها على كتابة تيفيناغ في تسيير دواليب الدولة وتدبير مرافقها السياسية والتربوية والعسكرية والاقتصادية. كما يتبين لنا أن الملك ماسينيسا كان يحمل الصولجان ويضع على رأسه العرش ويحيط رأسه بحبات القمح على غرار التاج اليوناني الهليني.

وفيما يتعلق بالمجال العسكري، فقد كان الملك ماسينيسا قائدا حربيا محنكا ورجلا عسكريا مدربا على أحدث الطرق الحربية المنظمة وخاصة الطريقتين: الرومانيةواليونانية.

وهذا ما دفعه ليعد جيشا أمازيغيا موحدا عتيدا يجمع بين المشاة والفرسان، كما كان يملك أسطولا تجاريا قويا يساهم في إثراء المبادلات التجارية بين الشعوب الأخرى، وكان يتوفر أيضا على أسطول بحري عتيد للدفاع عن حدود مملكة نوميديا.

وعلى المستوى الخارجي، ربط الملك ماسينيسا علاقات ودية مع روما عداوة قرطاجنة، ومع اليونان التي كان يجلب منها العلماء والخبراء والفنانون والأدباء.

هذا، وقد انتشرت في عهد الملك ماسينيسا " الثقافة البونية بين الأمازيغيين أكثر من ذي قبل، مع معاداته لقرطاجة، وقدم العاصمة" قيرطا/ سيرتا" عدد من الأدباء والفنانين اليونان، وجعلوا منها مدينة راقية في حياتها المادية والفكرية. كان الملك نفسه معجبا بالحضارة اليونانية، وكان يعمل بتقاليد الملوك اليونانيين، فأكل في الآنية الفضية والذهبية، واتخذ جوقة من الموسيقيين الإغريق. ولاشك أن التجار اليونانيين كانوا يروجون بضاعتهم بفضل ولوعه بكل ماهو يوناني.".

وعلى العموم، فلقد حقق الملك ماسينيسا إنجازات سياسية واقتصادية وثقافية وحضارية كبيرة لصالح الأمازيغيين وصالح تامازغا.

وكان الملك ماسينيسا ملكا ذكيا ودبلوماسيا محنكا في تعامله مع الشعوب القوية كالرومان واليونان. واستطاع بدهائه أن يؤسس مملكة نوميديا، وأن يوسع أطرافها على حساب قرطاجنة، وأن يدافع عن هوية الأمازيغيين ولغتهم وكتابتهم " تيفيناغ" التي هي رمز حضارتهم وأس كينونتهم الوجدودية وعنوان ذاكرتهم التاريخية.
خاتمة

وفي الأخير، لم يتحقق للملك ماسينيسا ما كان يحلم به كثيرا، أي أن يوسع مملكته على حساب قرطاجنة وموريطانيا.

ولقد توفي هذا البطل الشهم قبل أن تنهار قرطاجنة التي كان ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض عليها وضمها إلى مملكته الواسعة الأطراف.

فلما أحس الرومان بما كان يطمح إليه الملك ماسينيسا ألا وهو توسيع مملكة نوميديا على حساب جيرانه الأعداء، وتقوية نفوذ سلطته شرقا وغربا، سارعت الحكومة الإيطالية إلى تقسيم عرش الملك ماسينيسا بين أولاده الثلاث وهم: ماسيبسا الذي تولى السلطة الإدارية، ومستعنبعل الذي تكلف بالشؤون القضائية، وغولوسن الذي كان يهتم بالشؤون العسكرية.

وقد تم توزيع السلطات بين أبناء الملك ماسينيسا الثلاثة بحضور الحكومة الرومانية في شخص قائد جيوشها الجرارة سيبيون الإيميلي الذي حاصر قرطاجة، وجاء ليعلن تبعية مملكة نوميديا للعاصمة روما.

توفي الملك ماسينيسا حوالي 148 ق م بعد ان تجاوز التسعين من العمر... وقد حكم مملكة نوميديا حوالي ستين عاما.

ضريح الملك العريق ماسينيسا:
ضريح الملك ماسينيسا هو عبارة عن برج مربع، تم بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة يقع على بعد 16 كلم جنوب شرق قسنطينة تحديدا بمدينة الخروب، وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي .


هذا الضريح للمك ماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م وتوفي سنة 148 ق.م . حيث حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة.

ويعود إليه الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً .



قبر الملك ماسينيسا في ضواحي قسنطينة وسيرتا سابقا وتحديدا بمدينة الخروب


__________________



رد مع اقتباس