الموضوع: بخلاء المسلمين
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم January 31, 2012, 09:47 PM
 
بخلاء المسلمين

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
إلى الذي عرف البخل طريقه إليه , فخالط هواه , فبخل على والديه و زوجته و أولاده , و على رحمه و جيرانه و ضيفه , و على نصرة الإسلام و الجهاد في سبيلِه .
إلى الذي كسر خاطر يتيمٍ و أرملةٍ و تجاهل سائلاً يذل نفسه لأجل عطية من عطائه .
إلى الذي عشق الشهواتِ فبخل على آخرته بالطاعات و العباداتِ , و ذكر الإله و الصلواتِ , و بر الوالدين و عمل الخيراتِ , و الصيام و تلاوة الآياتِ , و كسب الحسنات و تجنب السيئاتِ .
قف و اسأل نفسك , هل أنت على حقٍ أم أنك تخوض في الضلالات تلو الضلالات .
أخي المسلم : اعلم أنك موقوف بين يدي الله سبحانه و تعالى و أنه سيسألك عن المال الذي جعله بين يديك , هل أنفقته فيما يرضيه , هل أديت حقوق العباد فيه , هل أديت حق والديك و زوجتك و أولادك و حق الرحم و الضيف و الجيران و حق السائل و المسكين و اليتيم و الأرملة و حق الإسلام و المسلمين و غيرهم .
أخي المسلم : إن دعتك نفسك الأمارة بالسوء و و دعاك شيطانك اللعين على ألا تنفق و تؤدي ما عليك من نفقات مخافة الفقر فلتعلم و لتتأكد أن الله عزوجل سيخلفك فيما تنفق و لكنك قد لا تعرف متى و كيف ذلك إن وضعت حجاباً أمام عينيك و قلبك , حجاباً من ضعف اليقين و قلة الإيمان , حجاباً من حب الدنيا و الشهوات .
أخي المسلم : لا تتصاغر أمام شهوات الدنيا و تذل نفسك لها فتبيع نعيم الآخرة بشهواتٍ عاجلات مع العلم أن الله عزوجل لم يمنعك من الأخذ بنصيبك من الدنيا و لكن بشرط أن تجعله فيما يرضيه جل جلاله فيكون لك به أجراً عظيماً و بشرط ألا تجعله أكبر مما يجب فيطغى على ما يجب أن تقدمه لآخرتك و تذكر أن الله عزوجل لن يعامل المنفقين كالممسكين و المطيعين كالعاصين و المسارعين لرضوانه كالمبطئين و القائمين الليل كالنائمين و الذاكرين له كالغافلين .
و تذكر أن تلك الدار لن تأتيك بالمعجزات فتنجو و تبلغ الأماني فيها من دون أن تبذل الغالي و النفيس و أنك إن تواكلت و تركت الشيطان و نفسك الأمارة بالسوء يخدعانك و يصوران لك أن الإنفاق و العمل القليلين سيصلان بك بعيداً فقد تتفاجأ و تندم حيث لا ينفع الندم .
و تذكر أنك تحب أن تكون مرفهاً في الدار التي أنت فيها فاجعل هذا بالدرجة الأولى لآخرتك و أقلل ما استطعت منه في دنياك و ذلك لعظيم أمر الآخرة و وضاعة أمر الدنيا و تذكر أنك لن تبلغ مُناك مالم تعمل لذاك بجد و نشاط .
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) الليل
هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد
وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ
وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180) آل عمران
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) البقرة
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر
فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) التوبة

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق2012
رد مع اقتباس