يمثل هذا الكتاب " للعارف بالله أبي الفتح الجعفي" صحوة جديدة للفكر الصوفي، الذي عانى في العصور الأخيرة من التكرار والاجترار، ولم نعد نقرأ فيما يؤلف فيه سوى ما يعرف به، وما يسرد قواعده ويحكي كرامات الصالحين، مما ينقل مما ألف قبله
قد آن الأوان، أن نصحح هذا الفكر من الشوائب التي لحقت به، بسبب التشدد والاجحاف في مجاهدة النفس وحرمانها مما أحل الله لها، وبسبب تقديس المشايخ والارتباط بهم في الاتباع والاستمداد، وما وقع فيه أصحاب بعض الطرق من اعتقادهم في طريقتهم بأنها على هدى من الله وغيرها في ضلال
إن هذه الرسائل التي تضمنها هذا الكتاب، تعتبر بادرة جريئة في هذا البلد الطيب، ترد الفكر الصوفي إلى شرعيته، وتخلع الإطراء والقدسية عن الأشخاص، وترد التوجه إلى الله وحده، بل وتعبر بلسان لم نعهده في غيرها، كي تحقق السير والسلوك إلى الله تعالى، على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجمع بين الموحدين وتعرفهم بإلههم الواحد الأحد.. لا إله غيره
و يضم الكتاب ثلاثة رسائل:
- الرسالة الجعفية في الإشارات اليوسفية
- و يليه كتاب البيت الحرام