كُنْ مخلصاً
كُنْ يا فؤادي مخلصاً رغم الجفــــــا
كنْ عاقلاً لو كـــان غيْرُكَ أحمقـــا
لا تنْسيَنَّ الصبـــرَ عـــــندَ عصيبـــةٍ
كمْ صابرٍ بــــجدارةٍ هُدىٍ اسْتقـــى
ليــت الحنانَ يذيبُ صخـــر كآبتي
لولا فـــؤادي فيه صبري مـــا بقى
يا غدرُ عــذراً لا تُـــــــعانِقْ جبهتي
إنِّي الـــوَفِيُّ إذا الــوفاءُ تَمَزَّقــــا
صبراً على ضجرِ الحســــودِ فـإنَّنـي
صعبُ المنـال إذا الخسيسُ تزنْدقا
فهلِ السكوتُ مِنَ اللبيبِ مـــذلَّــــةٌ
وهلِ الــوِئامُ غـدا سبيلاً مُوبِقَــــا
عجباً على مَــنْ يدَّعي نيْلَ العُــــلا
والجهلُ فوقَ جبينِـــهِ قدْ أورقــا
مالي أرى الأصحابَ أضحوا علْقَمــاً
منْ بعْدِ لِــذَّةِ كوثـــرٍ قد أشرقـــا
عجباً أخي في الــوهمِ إنّــــَكَ غارقٌ
ولقدْ حسِبْتَ سنا غـرورِكَ زورقـا
وحسِبْتَ أنَّ الـــبحرَ في طُــغيانـــهِ
سهلَ الركوبِ فـخَرَّ عزْمُكَ مُهْرقا
لا تدَّعــي حُبِّي وقــــلبُكَ جـــاحدٌ
إنَّ الجُحُود ردىً أمــاتَ وفرَّقـــا
أجرعتني كــأسَ العذابِ تفــانيــــاً
والغدرُ والإرهــــاقُ يلْتَهِمُ النَّقــــا
***********
قلمي لــهيبٌ من ضِـــرامِ جهنَّــــمٍ
وثرى قصيــدي باتَ جمراً مُحْرِقا
شِعْري سيــوفٌ حَدُّهـــا دربُ الردى
والحرفُ يسْطــعُ في الفضــاء مُحلِّقا
**************
يا رفقتي لا تصعدوا صــــرْحَ المُنـــى
أوْ تطْلُبَنَّ مطــــالباً لــــنْ تُلْحقــــا
يا صاحبي لتكُنْ مِثالاً في العفــــافِ
ولا تــكنْ في الـــدهر قلباً أخرقــــا
دهري صِبَاً بـــالحِسِّ أضحى مُفْعماً
حِسٌّ جــراحي لـــمْ تُشِبْهُ تَمَلُّقــــا
وخـلائقي دُررٌ تشِــــعُّ سمـــاحــةً
والحبُّ عندي بـــــالعفافِ تخلَّقــا
بــشرٌ وطـيرٌ زغْردتْ لـــي بعدمــا
سَكَنَ الـــفؤادُ دُنا الخلائـقِ وارْتقى
إنَّ الـــوئامَ جـــداولٌ في خــاطري
إنِّي فــتىً سَمِحٌ خُلِقْــتُ لأعشقـــا
الشاعر الفلسطيني
محمد ماهر دويدار