1. لما سال دمعها و خيم عليها الليل
وتاه الطريق وضاع منها الدليل
وصار ولادها فيها عابري سبيل
وتلوث منها الأرض وتعكرت مياه النيل
وناس جوعى وآخرين إخوان للفيل
وطول الحرمان واليأس الطويل
جعل يافع ولادها مثل الشيخ العليل
وصارت بلادي الغالية حارس على باب إسرائيل
والتوريث واقع ليس له بديل
وقائد عن الحق يحيد ويميل
سال دمعي حتى أغرق المنديل
وقلت يارب يا كريم يا جليل
أحب بلادي ولا أرغب في الرحيل
أحب ترابها ونيلها وهواها العليل
يارب شعبها قلبه طيب وشعوره نبيل
يارب شعبنا تحمل الظلم الثقيل
يارب انصر الطيبين ولو كانوا القليل
يارب أنت تعلم حبك في قلوبنا ثابت وأصيل
يارب دمعي على خدودي ينهمر ويسيل
يا من خلقتني من عدم على غير تمثيل
طهر بلادي من كل خائن وعميل
طهر يارب وطنا ذكرت اسمه في التنزيل
صعد صوتي ومعه أصوات الذكر و التهليل
من آلاف المساجد حول النيل
ونزلت رحمة ربي غزيرة كالسيل
وانطلق من سلب حقهم من زمن طويل
اليوم حد فاصل بين شمس حارقة وظل ظليل
اليوم انتهت يابلدي وصاية الحمقى والمهابيل
ردت إلى قلبي الحياة بعد موت طويل
ورفعت صوتي: انا المصري ابن النيل
لقد تعافيت بعد المرض الطويل
وستجدوني للثريا جارا بعد وقت قليل