ما حدث في تونس و مصر من أروع ما يمكن تخيله في وطننا العربي...خطوة من أهم الخطوات نحو النهوض لمستقبل أفضل في ظل الحرية و الكرامة...المستقبل لا يزال مجهول، لكنني على أتم الثقة أن هذين الشعبين الرائعيين سيسعون للذود على مصالح البلد و الشعب لغاية ما تستقر الأمور و تلبى جميع الطلبات...و نسأل الله لكم العون في الوصول إلى هذه الغاية النبيلة...
و الآن ما يحدث في الجزائر مسيرة نظمها حزب (معارض جدا للحكومة) يكونها أساسا كهولا مسالمين، و حسب ما رأيت و سمعت أن الشرطة عدا بضعة اعتقالات جرت في الصباح إلا أنهم تركوا الأشياء تجري بسلمية لأن النظام ديموقراطي حتى بغير فعاليته في الميدان, النظام البوليسي ذهب مع الثمانينات...فقام الشباب العاصمي بالدفاع عن الرئيس بالتظاهر من جهتهم...
المشكلة في الجزائر كما قال أخي عمار في الشريط أن الحكم يصعب تحديد من يقوده، فالجزائر تحررت على يد الجيش الشعبي الثائر، و الحكومة رغم أنها تعتبر مستقلة عنه تبدو لنا تابعة له...فعند ثورة 88 الرهيبة للشعب ضد الحزب الواحد الفاسد تم تغيير النظام لديموقراطية شعبية بتعددية حزبية، و كان هذا أحد أسباب ظهور الحزب الإسلامي الذي فاز في التشريعيات...و لكن تلك القوة الخفية (لا ندري إذا كان الجيش أو غيره) اتخذت قرار الغاء النتيجة و كان ذلك بداية الحرب الدموية التي اعلنها الإرهاب في البلاد...كدنا نقع فريسة الأجانب لو استمر الأمر، لكن تم استدعاء بوتفليقة الذي يتمتع بخبرة ديبلوماسية كبيرة و يحمل بعض قيم بومدين الذي كان ذرعه الأيمن و قام بالنهوض بالعلاقات الخارجية و القضاء على الإرهاب بشكل فعال...ما نعاني منه اليوم حقا هو عدم تحديد تلك القوة التي تسير البلد، و رغم مواقفها المشرفة لكل جزائري في رفضها لإسرائيل و العلاقات معها و رفضها لإعطاء البترول و الغاز مجانا، إلى جانب انقاذهم للبلد الذي كاد يذهب ضحية الأجانب، يبقى الفساد و الاهمال أكبر شيء يعاني منه الجزائريين...يمكننا الصراخ و المطالبة بحقوقنا دون أن نعاقب، لكن الآذان مغلقة و لا مجال للفعل و لا وسائل للتغيير...كما أن الفساد متغلغل في الشعب فيصعب لنا القضاء عليه لعدم تمركزه في جهة محددة...الوضع معقد و يحتاج لتغيير من نوع آخر...