عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم December 28, 2010, 03:50 PM
 
رد: بحث عن طرق التدريس الخاصه

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجدت لك هذا الموضوع

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدِّمة :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين ، الحمد لله الذي شرفنا بتعليم كتابه العزيز ، ونسأله الإخلاص في العمل والتوفيق والسداد .. أما بعد :



القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المعجز ، المنـزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، بواسطة جبريل عليه السلام ، المتعبد بتلاوته .



وهو كتاب الله المقدس الذي نحفظه في صدورنا وقلوبنا قبل أن نحفظه بين دفتي المصحف الشريف .



وتعلُّم القرآن الكريم لا يكون إلاَّ سماعيًّا من معلِّم يُتقن التلاوة ، وقد جاء في الحديث ( خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه ) ، ومن الأمثلة الدَّالة على أن تعلمه يكون سماعيًّا هو عدم مقدرة من لم يسمعه التفريق بين ( ألم ) في مقدمة سورة البقرة ، و( ألم ) في مقدمة سورة الشَّرح ، وعدم قدرته على قراءة الحروف المقطَّعة بشكل صحيح مثل: ( كهيعص ) .



ونحن هنا لسنا بخيركم ، ونعلم أن بعضكم لديه إجازة في القرآن الكريم، ولكننا أتينا لنتباحث ونتذاكر ونتبادل الخبرات لنكون بإذن الله عند حسن الظَّن من خير الأمة إذا تعلمنا وعلَّمنا القرآن الكريم وأخلصنا النِّيَّة في ذلك .

في البداية نطرح على أنفسنا هذا السؤال :

¯ هل أنا مُتقِن لقراءة القرآن الكريم ؟



وما ذلك إلا لاستشعارنا عِظم المسئولية الملقاة علينا وعِظم الفضل الذي تبوَّأناه في هذا الموضع المبارك .

والتعليم إجمالاً أجر وأُجرة بإذن الله تعالى ، ويتأكَّد ذلك في تعليم القرآن الكريم .



طُرق التدريس :

للقرآن الكريم عدَّة طرائق تدريسيَّة ، شأنه شأن بقية المواد ، إلا أن أجداها الطريقة الإلقائيَّة ، مع تدعيمها بعوامل الجذب والتشويق لشد انتباه المتعلِّم ، وتجديد نشاطه بكسر الرتابة المملَّة داخل الفصل بتنويع الوسائل المستخدمة مع مراعاة حفظ الاحترام خاصة في حصة القرآن الكريم .



وموضوعنا اليوم خاص بتدريس القرآن الكريم في الصف الأول الابتدائي فقط، والذي يكون بالحفظ الغيبي للسور المقررة ، والذي يبدأ بسورة الفاتحة مع الأسبوع التمهيدي ، وفي الغالب نجد أن من التلاميذ الجدد من يحفظها مسبقًا ، فنشجِّعهم ونحث الباقين على الحفظ من خلالهم .



أما داخل الفصل فنُلقي التحية على التلاميذ ، ثم نكتُب البسملة على السبورة مع لفظها ليعتاد التلاميذ على بدء الأعمال بالبسملة ، ثم نكتب المادة والتاريخ واسم السورة ، والسورة أو الآيات موضوع الدرس ، أو نعرضها في لوحة أو في جهاز العرض فوق الرأس ، مع أن التلاميذ لا يعرفون القراءة بعد ، إلا أن ذلك تعويد لهم منذ البداية ليألفوا التعامل مع المصحف الشريف.



ثم نبدأ بالتمهيد المناسب للسورة أو الآيات موضوع الدرس ، ونتلو الآيات عليهم مع توضيح بعض معانيها وغرس ماتحث عليه الفضائل السلوكية والأخلاقية ، أو نروي القصة التي تحملها الآيات كما في سورة الفيل مثلاً ، بما يتناسب مع إدراك الأطفال وعقولهم ، ويمكن أن نجعل أحد الأطفال الذين يعرفون القصة يرويها للتلاميذ مع تشجيعه والتدخل عند الحاجة للتعديل .



ثم نُسمع التلاميذ تسجيل المصحف المعلِّم للسورة ، ونعيده مع الترديد الجماعي ، ونعيده مع متابعة التلاميذ له بتحريك شفاههم معه من غير صوت، ثم نخرج التلاميذ الحافظين للتسميع أمام البقيَّة مع تشجيعهم وحث الباقين على الحفظ .



ويمكن أن نستخدم الترديد الجماعي أو الزُّمرِي ، ونقيم المسابقات بين الصفوف ، مع استخدام الجوائز البسيطة كالنجوم الورقية أو الحلوى أو الألعاب مع الكثير من التشجيع المعنوي ، أو نستخدم مربعات التفوُّق وذلك برسم مربعات أو أشكال على ورقة بعدد السور المطلوبة ، ونوزعها على التلاميذ مع كتابة اسم كلٍّ منهم عليها ، ومتى ما حفظ التلميذ سورة منها يوقع المعلِّم على الشكل الذي يحمل اسم السورة ويعيده إليه ، ومتى ما حفظ التلميذ مجموعة محددة من السور يتم تحويله مع بطاقته إلى مدير المدرسة ليثني عليه ويعطيه جائزة أو بطاقة شكر .



ويؤشِّر المعلِّم على السورة المطلوب حفظها في مذكرة الواجبات اليومية ، ولا يكتُب على المصحف شيئًا كي لا يتعارض ذلك مع ما سيأخذه التلاميذ في مادَّة السلوك والتهذيب من احترام المصحف وعدم الكتابة عليه ، ونعمل على غرس التأدب مع كتاب الله تعالى في نفوس التلاميذ منذ البداية ، ونلاحظ وجوب البدء بالاستعاذة ثم البسملة قبل القراءة .

ويُمكن الإفادة من معمل القرآن الكريم أو جهاز التلي ليزر أو الحاسب الآلي عند توفرها ، كما يراعى تقسيم السور الطويلة إلى مقاطع مناسبة والتدرج في ذلك حتى يتم حفظ السورة .



بعض الأخطاء المتوقعة في التلاوة وطرق علاجها :



1. نلاحظ عدم سلامة مخارج الحروف لدى كثير من التلاميذ في هذا الصف ، وهي تكون إما خَلْقِيَّة ولا حيلة لنا في ذلك ، أو أن تكون مما يمكن تصحيحها بالعلاج والتوجيه ، وذلك بالتركيز على مخرج الحرف ، وتكرار نطقه أمام التلميذ ، ثم يكون النُّطق من التلميذ نفسه ، مع استخدام المرآة الصغيرة ليرى التلميذ كيف يخرج الحرف من فم المعلِّم ويحاول محاكاته وهو يشاهد شكل فمه إلى أن نتوصَّل إلى نتيجة مُرضِية معه ، مع ملاحظة مراعاة خصائص النمو والفروق الفردية بين التلاميذ ، فمن المعلوم أن حوالي 80% من التلاميذ في هذه السن لديهم طول نظر والبعض لديه قصر نظر فنراعي ذلك عند توزيعهم في الفصل .



2. بعض التلاميذ قد يستبدل حرفًا بحرف في بعض الكلمات ، أو يُقدِّم حرفًا على آخر مثل ( أنارب بدلاً من أرانب ، أو سجرة بدلاً من شجرة ) ويتم علاج ذلك بتقسيم الكلمة إلى مقاطع أو حروف ، ونطقها مع التلميذ بالتدريج إلى أن يُتقنها ، أما في المرحلة المتقدمة من هذا الصف فتُكتَب الكلمة على السبورة وتُناقش مع التلاميذ .



3. التلعثم أو التردد في النطق ، وهو أيضًا إما أن يكون خَلْقِيًّا أو نفسيًّا ، وفي الحالتين يتم تشجيع الأطفال وبث الثقة في النفس لديهم وملاحظة عدم سخرية الآخرين منهم ، ويمكن تسجيل صوت التلميذ وهو يقرأ بعد تغطية عينيه بمنديل نظيف كنوع من اللعب ؛ لأن الارتباك يأتي من نظرالتلميذ إلى الآخرين ، وفي الغالب تكون قراءة التلميذ بشكل أحسن نعد هذا الإجراء ، مع تشجيعه والتربيت على ظهره ؛كي يشعر بالاطمئنان ، أو نطلب منه تسجيل قراءته في شريط في المنـزل ونستعرضه أمام التلاميذ لأنه في المنـزل يستشعر الاطمئنان بشكل أكبر .



4. بطء الحفظ ، ويُعالج بالتكرار والتحفيظ الفردي ، مع حث ولي أمر التلميذ على تسجيله في حلقة تحفيظ ، ويمكن تحويله إلى مراكز علاج بطء التعلم في الحالات المستعصية .



¯ وفي جميع الحالات نعتبر أن تعاون ولي الأمر أو المنـزل سلبيٌّ أو غير موجود ، وإذا وُجِد فالحمد لله ، وإلا فواجبنا هو تعليم التلاميذ .



¯ ونلاحظ جدوى تغيير الجو الدراسي بتنويع أماكن الدراسة بالمسجد أو المكتبة أو الحديقة أو الفناء عند عدم وجود الإزعاج ، أو بتقسيم التلاميذ إلى حلقات وإجراء المسابقات بينهم .



¯ ويُراعى مراجعة وتثبيت المهارات القرائية والكتابية التي أخذها التلميذ من خلال كلمات السور التي درسها أو يدرسها كصوت الحرف وحركته ، والتركيز على النطق الصحيح لكل حرف وكلمة .



¯ ويراعى عدم ضغط التلميذ في الحفظ كي لا يتراكم ذلك عليه .



¯ يراعى أن يتم التحفيظ داخل الفصل قدر المستطاع عن طريق التكرار.



¯ لا بد من البدء بالاستعاذة ثم البسملة قبل كل سورة .



¯ تذكر أخي المعلم ما سيعود عليك من الأجر إذا أحسنت تعلُّم القرآن الكريم وتعليمه بإذن الله تعالى طالما أن هذا التلميذ الذي علمته يقرأ القرآن ، فعليك بالرفق وسعة البال واحتساب الأجر من الله تعالى ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

خالد الفوزان ... مشرف صفوف أولية
__________________
استغفر الله الذي لآ إله الإ هو الحي القيوم وأتوب إليه
رد مع اقتباس