عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم December 28, 2010, 03:34 PM
 
رد: طلب بحث عن التفسير الموضوعي

التفسير الموضوعي لسورة النبأ
لقد أفردت للتفسير الموضوعي للسورة فصلاً خاصاً، وهو يشتمل على.
أولا: التمهيد ( بين يدي السورة)
ثانياً: موضوع السورة الأساسي حيث يتكلم عن إثبات عقيدة البعث، حيث إن السورة قد ذكرت تساؤل الكفار الذي شغل أذهانهم حتى صاروا فيه ما بين مصدق ومكذب، ثم أقامت الدلائل والبراهين على قدرة رب العالمين الذي لا يعجزه إعادة خلق الإنسان بعد فنائه.

ثالثاً: تناولت فيه مشاهد يوم البعث الذي صدر وقته وميعاده ومشهد الطغاة في النيران ومشهد التقاة في الجنان.

رابعاً: تناولت فيه ختام الآيات وموقف المقربين من الله وموقف الذين تساءلوا في ارتياب، لقد أعذر من أنذر.












موضوع السورة الأساسي ومحورها
( إثبات عقيدة البعث )
ويتكون من:

1- تساؤل الكفار عن اليوم الآخر.


2- الدلائل على قدرة الله

.













التعريف بالسورة:
سورة النبأ مكية بالإجماع، فقد أخرج البيهقي وغيره عن ابن عباس رضي الله عنه قال: نزلت { عم يتساءلون } [ أي : سورة النبأ] بمكة(1)، وعدد آياتها أربعون، وكلماتها مائة وثلاثة وسبعون، وحروفها ثمانمائة وست عشرة، يبدأ الجزء الثلاثون بسورة النبأ وهو يعني بجانب العقيدة وتسمى بسورة ( عمّ ) وسورة ( النبأ ) لافتتاحها بقول الله تعالى: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم} وهو خبر القيامة والبعث الذي يهتم بشأنه ويسأل الناس عن وقته وحدوثه(2)
سبب نزول السورة:
{ عم يتساءلون}: أخرج ابن جرير عن الحسن البصري قال: لما بعث النبي  جعلوا يتساءلون بينهم، فنزلت: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم }(3).
1- مناسبة سورة النبأ لما قبلها وهي سورة المرسلات:
إن سورة المرسلات ختمت بقوله تعالى: { فبأي حديث بعده يؤمنون }، وكان المراد بالحديث فيه القرآن، افتتح الله سورة النبأ بتهويل التساؤل عنه والاستهزاء به، وهو مبني على ما روى ابن عباس ومجاهد وقتادة أن المراد بالنبأ العظيم: القرآن، وعلى القول بأن المراد بالنبأ العظيم اليوم الآخر، فإن الصلة كذلك قائمة، إذ أن الحديث عن اليوم الآخر يستغرق معظم سورة المرسلات وهو مبني على رأي الجمهور على أنه البعث(4)



2- مناسبة السورة لما بعدها من وجوه:
أ- اشتمال السورة على إثبات القدرة على البعث الذي ذكر في سورة النبأ { أن الكافرين كذبوا به}.
ب- أن في هذه السورة وما بعدها تأنيباً للمكذبين، فهنا قال تعالى: { ألم نجعل الأرض مهاداً}، وهناك قال: { إنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة}، وأن في كل منهما وصف الجنة والنار وما ينعم به المتقون وما يعذّب به المكذبون.
جـ - في كل منهما وصف لبعض مشاهد يوم القيامة.

3- مناسبة افتتاحيه السورة بخاتمتها:
نجد السورة تبدأ بقوله تعالى: { عم يتساءلون عن النبأ العظيم....}، فهي تبدأ بذكر تساؤل يطرحه الكافرون وترد عليه، وتنتهي السورة بقوله تعالى: { إنا أنذرناكم عذاباً قريباً، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه، ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً}، فبداية السورة تتحدث عن تساؤل الكافرين، ونهاية السورة تتحدث عن الإنذار، وكذلك صلاته بمحور السورة(1).





ثانيا : المحور الأساسي للسورة ( إثبات عقيدة الإيمان باليوم الآخر)
1- تساؤل الكفار:
{ عم يتساءلون، عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}.
ابتدأت السورة الكريمة بسؤال (( عم )) أصله عما، فحذف منه الألف إما فرقا بين ما الاستفهامية وغيرها أو قصدا للخفة لكثرة استعمالها، وقد قرئ على الأصل وما فيها من الإبهام للإيذان بفخامة شأن المسئول عنه وهوله، وخروجه عن حدود الأجناس المعهود أي شيء عظيم الشأن ( يتساءلون ) وجعل الصلة جملة اسمية للدلالة على إثبات أي هم راسخون في الاختلاف فيه(1).
وهذا الموضوع الذي شغل أذهان الكثيرين من كفار مكة حيث أصبحوا ما بين مصدق ومكذب، وقال مجاهد وغيره أنه البعث، وما يدل على أنه البعث أن كفار العرب ينكرون الميعاد فقال عنهم الله تعالى: { وما نحن بمبعوثين } ( المؤمنون:37).
وطائفة منهم غير جازمة بل شاكة فيه كما قال تعالى: { إن نظن إلا ظناً وما نحن بمستيقنين} ( الجاثية:33)، ثم قال متوعدا لمنكري البعث { كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون}. وهنا تهديد شديد ووعيد أكيد(2)..



2- دلائل قدرة الله:
{ ألم نجعل الأرض مهادا، والجبال أوتادا، وخلقناكم أزواجا، وجعلنا نومكم سباتا، وجعلنا الليل لباسا، وجعلنا النهار معاشا}.
ثم شرع الله تعالى يبين عظيم قدرته وآيات رحمته التي غفل عنها هؤلاء المنكرون، أي كيف تنكرون أو تشكون أيها الجاحدون في البعث والنشور، وقد رأيتم ما يدل على قدرة الله التامة وعلمه المحيط بكل السماء، انظروا إلى الأرض جعلناها ممهدة وموطئاً للناس والدواب، يقيمون عليها وينتفعون بها وبخيراتها، ألا ينظرون إلى هذه الأرض التي منها خلقوا وفيها سيعودون ومنها سيخرجون منها تارة أخرى شاءوا أم أبوا.
قال تعالى: { والجبال أوتادا}، أي جعلنا الجبال للأرض كالأوتاد كي لا تميد أو تضطرب بأهلها.
ثم قال: { وخلقناكم أزواجا}، أي وجعلناكم أصنافاً ذكوراً وإناثاً، ليتمتع كل منكم بالآخر، وليتم حفظ الحياة بالإنسان والتوليد وتكملتها بالتربية والتعليم، قال تعالى: { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
ثم قال تعالى: {و جعلنا نومكم سباتا}، السبات الموت، والنوم نعمة كبرى على الناس، ولقد شبه الله الموت بالنوم واليقظة بالبعث والنشور(1)، فالنوم يريح القوى من تعبها وينشطها من كسلها.
ثم قال تعالى: { وجعلنا الليل لباساً}، أي جعل الليل يستركم بظلامه كما قال تعالى: { والليل إذا يغشاها}.
ثم قال تعالى: { وجعلنا النهار معاشاً}، أي جعل النهار مشرقا ليتمكن الناس من تحصيل المعاش والتكسّب وغير ذلك.
قال تعالى: { وبنينا فوقكم سبعاً شداداً}، يعني السماوات في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها وتزيينها بالكواكب الثوابت و السيارات.
{ وجعلنا سراجاً وهاجاً}، وهو يعني الشمس التي يتوهج ضوؤها لأهل الأرض كلهم(2) .
ثم قال تعالى: { وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجاجا، لنخرج به حباً ونباتا، وجنات ألفافا}، المعصرات يعني الغيوم المتكاثفة التي تنعصر بالماء ولم تمطر بعد، والثجاج السريع الاندفاع، لتخرج بذلك الماء الكثير النافع الطيب، حبا يقتات به الناس ونباتات وبساتين وحدائق ذات بهجة وأغصان ملتفة على بعضها، وثمرات متنوعة ذات طعوم وروائح متفاوتة(1).
ويتضح في الآيات التقاء العلم مع الإيمان الصادق بقدرة الله وعظمته، فكلما ارتقت معارف الإنسان وازدادت معرفته بطبيعة هذا الكون، أدرك من وراءها التقدير الإلهي العظيم والتدبير الدقيق المحكم والتنسيق بين أفراد الوجود وحاجاتهم، فكل الدلائل السابقة أثبت العلم صحتها من القرآن، اذكر مع سبيل المثال: حقيقة الجبال فهي تحفظ توازن الأرض لعدة أسباب منها:
تعادل نسب الأغوار في البحار ونسب المرتفعات في الجبال ومنها قد يكون تعادل بين التقلصات الجوفية للأرض والتقلصات السطحية، وقد يكون لأنها تثقل الأرض في نقطة معينة فلا تميد بفعل الزلازل والبراكين والاهتزازات الجوفية، وقد يكون السبب آخر لم يكشف عنه بعد(2).


علاقة الآيات بما قبلها:
إن الله عز وجل ذكر دلائل قدرته إلزاما للكافرين بالحجج الدافعة على قدرته على البعث والنشور، كما أنه اقتدر أن يخلق هذه الكائنات، وأنه سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.




















ثالثا: (مشاهد يوم القيامة)

ويشتمل على
1- علامات يوم البعث.

2- مشهد الطغاة في النيران.

3- مشهد التقاة في الجنان.


















1- علامات يوم البعث:

{ إن يوم الفصل كان ميقاتا، يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا، وفتحت السماء فكانت أبوابا، وسيرت الجبال فكانت سرابا}
أعقب الآيات السابقة ذكر البعث، وقد حدد وقته وميعاده، وهو أن يوم الفصل هو يوم الحساب والجزاء، وسمي بيوم الفصل لأنه يفصل فيه بين الخلائق، وجعل له وقتا وميعادا للأولين والآخرين، ويكون ذلك يوم ينفخ في الصور نفخة القيام من القبور، فيحضرون جماعات للحساب والجزاء، ثم ذكر من أوصاف هذا اليوم تتشقق السماء من كل جانب، فتكون كالأبواب في الجدران، كذلك قوله تعالى: { إذا السماء انشقت} ( الانشقاق 1)، ونسفت الجبال فأصبحت كالسراب يحسبه الناظر شيئا وهو وهم(1).
علاقة الآيات بما قبلها:
بعد أن بين دلائل قدرته على البعث، وذكر بعض مشاهد هذا البعث زيادة في تأكيد قدرته عليه وتخويفا للمنكرين الجاحدين له.
2- مشهد الطغاة في النيران:
يمضي السياق خطورة وراء النفخ والحشر، فيصور مصير الطغاة، ومصير التقاة، بادئاً بالأولين المكذبين المتسائلين عن النبأ العظيم.
قال تعالى: { إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا، لابثين فيها أحقابا، لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا، إلا حميما وغسّاقا، جزاءاً وفاقاً، إنهم كانوا لا يرجون حسابا، وكذبوا بآياتنا كذابا، وكل شيء أحصيناه كتابا، فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}.
إن جهنم خلقت ووجدت وكانت مرصاداً للطاغين، تنتظرهم وينتهون إليها فهي معدّة لهم، ومهيأة لاستقبالهم، فكانت جهنم مآبا لهم للإقامة الطويلة المتجددة أحقابا بعد أحقاب.
فشرابهم الماء الساخن والغسّاق الذي يغسق من أجساد المحروقين ويسيل {جزاء وفاقا } وهذا يوافق ما سلفوا وقدّموا { إنهم كانوا لا يرجون حسابا وكذبوا بآياتنا كذّابا}، وجرس اللفظ فيه شدّة توحي بشدّة التكذيب وشدة الإصرار عليه، بينما كان الله يحصى عليهم كل شيء وهنا يجيء التأنيب الميئس من كل رجاء في تغيير أو تخفيف { فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}(1).
علاقة الآيات بما قبلها:
بعد أن ذكر الله تعالى مشاهد من مشاهد يوم القيامة بين جزاء من كذب بيوم القيامة موضحاً أن تكذيبهم إنما يعود بالضرر عليهم.
3- ( مشهد التقاة في الجنان)
ثم يعرض المشهد المقابل، مشهد التقاة في النعيم.
{ إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا، وكواعب أترابا، وكأساً دهاقا، لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا، جزاءً من ربك عطاءً حسابا}.
إن المتقين ينتهون إلى مفازة ومنجاة، تتمثل في الحدائق والأعناب وكواعب وهن الفتيات الناهدات اللواتي استدارت أثداؤهن، وأترابا متوافيات السن والجمال، وكأسا دهاقا ما كان فيه من شراب كلما فرغت ملئت مرة أخرى، فهم في حياة مصونة من اللغو والتكذيب الذي يصاحبه الجدل، { جزاءً من ربك عطاءُ حساباً }، وتلمح هنا ظاهرة الأناقة في التعبير والموسيقى في التقسيم بين ( جزاء) و( عطاء ) (2).
علاقة الآيات بما قبلها:
بعد أن ذكر الله تعالى عاقبة من كذب بيوم البعث بين جزاء من آمن به وصدق به..

رابعا: (قد أعذر من أنذر)
ويشتمل على:

1.موقف المقربين إلى الله.

2. موقف الذين يتساءلون في ارتياب.




















1- موقف المقربين إلى الله:
{ رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا، يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا}.
إن موقف المقربين إلى الله وهم جبريل والملائكة، الأبرياء من الذنوب والمعصية موقفهم هكذا صامتين، لا يتكلمون إلا بإذن وحساب، يغمر الجو بالروعة والرهبة والإجلال والوقار(1).
علاقة الآيات بما قبلها:
تكملة لمشاهد اليوم الذي يتم فيه ذلك كله، يأتي المشهد الختامي في السورة حيث يقف جبريل والملائكة لا يتكلمون إلا ما هو صواب.
المطلب الثاني: ( موقف الذين يتساءلون في ارتياب)
{ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا، إنا أنذرناكم عذاباً قريبا، يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا}.
في ظل هذا المشهد تنطلق صيحة من صيحات الإنذار، إنها الهزة العنيفة لأولئك الذين يتساءلون في شكٍ، فلا مجال للتساؤل والاختلاف والفرصة ما تزال سانحة قبل أن تكون جهنم مرصاداً ومآبا، وهو عذاب يؤثر الكافر العدم على الوجود، { يا ليتني كنت ترابا}، وهو أهون عليه من مواجهة الموقف المرعب الشديد، هو الموقف الذي يقابل تساؤل المتسائلين وشك المتشككين في ذلك النبأ العظيم !!!(2).
علاقة الآيات بما قبلها:
إنذار للبشر بعد عاقبة الكافرين، وعاقبة المتقين، ليختار كل واحد ما يريد.



الفصل الثالث

أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.

ثانيا:-
ثمرة الإيمان باليوم الآخر في الدنيا والآخرة في حياة المسلم.





















أولا:-
أساليب القرآن في عرض موضوعاته من خلال دراسة السورة.
ويشتمل على
أولا: أسلوب الترغيب والترهيب والوعيد.

ثانيا: الوصف.

ثالثا: الاستفهام والتعجب والتفخيم.

رابعا: الاستدلال العقلي.












أولا: أسلوب الترغيب والترهيب:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوبي الترهيب والترغيب في هذه السورة حينما ذكر مشهد الطغاة في النار { إن جهنم كانت مرصادا، للطاغين مآبا....}، وكذلك مشهد الترغيب حين ذكر مشهد التقاة في الجنة في قوله تعالى: { إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا...}، هذان الأسلوبان يجعلان الإنسان في حالة يقظة دائمة ومراقبة للنفس، واجتهاد على العمل وإيقاظ للهمم.
ثانيا أسلوب الوصف:
لقد استخدم القرآن الكريم أسلوب وصفي للمشاهد والصور حين ذكر مشهد يوم الفصل، في قوله تعالى: { إن يوم الفصل كان ميقاتا....}، ومشهد العذاب بكل فوته وعنفه { إن جهنم كانت مرصادا....}، ومشهد النعيم كذلك وهو يتدفق تدفقاً، { إن للمتقين مفازا....}، كل هذا يعود بهم إلى النبأ العظيم(1).
ثالثا أسلوب الاستفهام والتعجب والتفخيم:
لم يكن السؤال في قوله تعالى: { عم يتساءلون} بقصد معرفة الجواب لهم، إنما للتعجب من حالهم وتوجيه النظر إلى غرابة تساؤلهم، بكشف الأمر الذي يتساءلون عن بيان حقيقته وصحته، عن النبأ العظيم لم يحدد ما يتساءلون عنه بلفظه إنما ذكر وصفه استطراداً في أسلوب التعجب والتضخيم وكان الخلاف عل اليوم الآخر بين الذين آمنوا به والذين كفروا به(2).
رابعا: أسلوب الاستدلال العقلي.
وخاصة مع أولئك الجاحدين المعاندين الذين لا تقبل نفوسهم النص، ونلحظه جليا في قوله
تعالى: { ألم نجعل الأرض مهادا....}.
ثانيا:-
ثمرة الإيمان بالله واليوم الآخر في حياة المسلم.
1- إن للأيمان باليوم اليوم الآخر أثرا عظيما في توجيه سلوك الإنسان في هذه الحياة الدنيا ذلك لأن الإيمان به، وبما فيه من حساب و ميزان، وثواب وعقاب وفوز وخسران، وجنة ونار له أعمق الأثر وأشده في سير الإنسان وانضباطه، والتزامه بالعمل الصالح وتقوى الله عز وجل.
2- المسلم مطلوب منه أن يقدم على الحق، ليدفع الباطل، وأن يجعل نشاطه كله في الأرض عبادة لله، وبالتوجه في هذا النشاط كله لله، ولابد من جزاء العمل، وهذا الجزاء لا يتم في رحلة الأرض، فيؤجل الحساب الختامي بعد نهابة الرحلة كلها... فلابد إذن من عالم آخر للحساب، وحين ينهار أساس الآخرة في النفس ينهار معه كل تصور لحقيقة هذه العقيدة وتكاليفها ولا تستقيم هذه النفس على طريق الإسلام أبداًُ(1).
3- الإيمان باليوم الآخر له أثر في تحريك العواطف مثل الخجل والحياء من الله تعالى والخشية من لقائه وحسابه والرغبة في تجنب سخطه وغضبه، وفي الوصول إلى مرضاته ومحبته وهذه العواطف إذا بقيت متوقدة في النفس، كانت حافزا للإنسان على العمل فيما يرضي الله(2).
4- الإيمان باليوم الآخر، يعلّم العبد كذلك أن شهوات الدنيا كلها لا تستحق منهم الطلب والجهد والتنافس فيها، وأن الذي يستحق إنما هو ما أعد لهم في ذلك اليوم العظيم(3).
5- الإيمان باليوم الآخر يجعل المسلم يؤمن أنه مراقب من الملائكة المرافقين له، الذين يقومون بتدوين كل أفعاله الصغيرة والكبيرة، ويقول تعالى: { ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشوراً}(4).

6- الإيمان باليوم الآخر يكون كذلك سببا في الإخلاص في العمل(1).
7- الإيمان باليوم الآخر يكوّن في أعماق النفس دافعاً قويا إلى عمل الخير ومكافحة الشر، ويكون هذا الدافع أقوى من الجزاء الدنيوي(2).
8- الإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالعدالة الإلهية المطلقة في الجزاء، وأن حياة الإنسان على هذه الأرض ليست سدى، إنما هي بميزان(3).



















نتائج البحث

1- سورة النبأ سورة مكية بالإجماع، وعدد آياتها أربعون آية ويطلق عليها سورة ( عمّ).
2- إن القرآن الكريم أثبت صحة العلم خلال تعمق الإنسان في مخلوقات الله.
3- ظهر للباحث أن هذه السورة كغيرها من السور المكية تركز على أهداف القرآن المكي في تصحيح العقيدة المتمثلة في الإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث وحساب وأهوال، واستخدام أسلوب الجمع بين الثواب والعقاب، فالبشارة للمؤمنين والعذاب للطغاة المجرمين.
4- الموضوع الأساسي للسورة هو ( الإيمان بعقيدة البعث)، فقد أثبت هذا الموضوع بأدلة مقنعة كافية للإجابة عن أسئلتهم.
5- تعتبر الأدلة الحسية أحدى الأساليب القرآنية في عرض موضوعاته.
6- ظهرت في السورة حقيقة أصل الإنسان وهو مخلوق من تراب { يا ليتني كنت ترابا}.
7- المنكرون للبعث ليس لهم دليل على إنكارهم؛ لأنه أمر من أمور الغيب وأمور الغيب لا يعلمها إلا الله.
8- ظهر في السورة أن موقف الكفار من البعث ما بين منكر أو كافر به وما ينتظرهم من عذاب، وموقف المؤمنين من البعث وما ينتظرهم من جنان.
9- لم يكن سيدنا محمد  هو النبي الذي أخبر عن البعث، بل أخبر به نوح وآدم وإبراهيم وغيرهم، فقد قال تعالى على لسان نوح: { والله أنبتكم من الأرض نباتا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا} ( نوح:18).
__________________
استغفر الله الذي لآ إله الإ هو الحي القيوم وأتوب إليه
رد مع اقتباس