عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 22, 2010, 10:42 PM
 
Rose سيرجع العرب (قصيدةمحمد خلف الوَنِّينى

على طَريقِ الْحَنينِ اصْطَفَّتِ الْكُتُبُ
تَحْكِي، وَيَنْضَحُ مِنْ أَقْوالِها الغَضَبُ

إِذِ الْحُروف هِيَاجٌ في مَضَاجِعِهَا
تَئِنُّ من قَسْوَةِ النِّسْيانِ، تَصْطَخِبُ

يُطِلُّ من شَبَثِ السطورِ مُنْتَحِبًا
حرْفٌ على الصَّفَحَاتِ غَالَهُ التَّعَبُ

من تحته لَهَبٌ، لَفْحٌ يُحِيطُ بهِ
وَيَرْتَمِي وَابْلاً من فوقه الْحَطَبُ

فَيُنْزِفُ الْعَبَرَاتِ وَهْجُها أَلَمٌ
تَضِجُّ منْها ومن أَنْفَاسِهِ الْكُتُبُ



♦ ♦ ♦


يا حرفُ، مالَكَ بِالأَكْدارِ مُشْتَعِلاً؟
مالي أراك كما الْجَوْناءِ تَلْتَهِبُ؟[1]

مالي أراك كما الْحُمْلانِ شارِدَةً
إذا رماها على رَمْضَائِهِ اللَّهَبُ؟

قال: المِحَاقُ، وذاكَ الْجُرْحُ فى كَبِدِي
وَالْكَبْتُ حَطَّمَ أقلامي، ومَا كَتبوا

وَقَلْبِيَ الْمُتَشَظِّي يَكْتَسِي أَلَماً
منْ أُمَّةٍ رَبَضَتْ في أُفْقِهَا السُّحُبُ

أبْناؤُها غُيَّبٌ، وَالرَّهْقُ دَيْدَنُهُمْ
والصَّوْتُ قُوَّتُهُمْ، والمَجْدُ ما خَطَبُوا

لا يَمْلِكُونَ سِوَى الخُذْلانِ مَأْثَرَةً
فالنَّصْرُ أَصْبَحَ مَقْروناً بهِ اللَّعِبُ

ضَنُّوا بِأَنْفُسِهِمْ خَوْفاً وَمَجْبَنَةً
وَلِلْغَيَاهِبِ هَا أَلْبَابَهَمْ وَهَبُوا

فَذَاكَ وَلْهَانُ في ألْحَانِ أُغْنِيَةٍ
وذاك مُفْتَخَرٌ في قَوْلِهِ النَّسَبُ

وذاكَ مَنْتَكِبٌ، وذاك مُبْتَهِجٌ
وذاك مِنْ حُرُمَاتِ اللهِ يَسْتَلِبُ

أمَّا الَّذي حَمَلَ السَّنَا لَهُ كَفَناً
وَلَمْ يَزَلْ مُتَمَسِّكًا بهِ الأَرَبُ

فذاك يُغْمَسُ في خَسْفٍ وَمَحْرَقَةٍ
أَصَمُّ أَبْكَمُ أعْمَى زَادُهُ الرَّهَبُ

وَيُغْرَسُ الْقَهْرُ في عُروقِهِ زَغَباً
يُسَامُهُ الْوَيْلُ تحت الغَيِّ يُنْثَعَبُ



♦ ♦ ♦


يا حرفُ، لا تَأْسَ ما يزال مَنْبَعُنَا
يُعْطي السَّنَاءَ وهذا الفجْرُ يَرْتَقِبُ

فلنْ تموتَ برغْمِ الضَّيْمِ أُمَّتُنَا
ما دام فيها رجالٌ في الرَّدَى رَغِبُوا

إنْ غابَتِ الشَّمْسُ أعواماً سَنَرْقُبُهَا
وَنَحْنُ نَنْقُبُ أرضَ البَغْيِ لا نَقُبُوا

سَنَحْمِلُ الْحُلْمَ والآفاقُ تَحْمِلُنَا
فوق الرُّبَى نُجْلِسُ التاريخَ يَكْتَتِبُ

وَالنيلُ يرْوِي معَ الفُراتِ أُمْنِيَةً
يفوحُ مِنهَا كمَا في عَهْدِها الطرَبُ

مِن الخَليجِ إلى المُحِيطِ رايَتُنا
تَسمُو.. كذًا الخُطُوَاتِ للسُّها تَثِبُ

يا حرفُ، إنِّا لِمَنْ قد حطَّنَا لَهَبٌ
والمجدُ فينا مُذِ الأيامُ تُحْتَجَبُ

فاكْتبْ وَقُلْ وَاحْكِ في أَحْدَاقِهَا أَمَلاً
الليلُ مَهْمَا دَجَا.. لنْ يَخْضَعَ الْعَرَبُ


[1] الجَوناء: الشمس.


مقتبس من شبكة الألوكة
رد مع اقتباس