عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم December 9, 2010, 09:38 PM
 
قصيدة : علاء الدين فهمى ـ بعنوان : مولد الهادى البشير

مولد الهادى البشير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ولد البشير فوجهه وضاء

والناس والدنيا به سعداء


أضيأت بعد قدومه الارض

وأطفأت نيران الشرك والغلواء


نوره تغلغل فى القلوب محبة

ليحنوا عليه وهم به بشراء


إيوان قصرى تساقطت شرفاته

إيذانا بأن مصيره الاقصاء


فيك يا رسول الله شيم

يحير فى وصفها البلغاء


لأنك دائما وابدا منزه

فوق الوصف لا يعتريك هجاء


فأنت المذكى وكيف لا

وإن مثلك ماله قرناء


وأنت الصادق المصدوق الذى

قد شهد بصدقه الالداء


أنت الامين المجتبى بكماله

ومن خالفوك فهم أشقياء


ياخير من وطأ الثرى أقدامه

ومن الله يأتيه الثناء


وأول من تنشق الأرض عنه

وأنت من بيده الحمد لواء


وهذا المقام المحمود وعدته

فلم يبلغ شرفه العظماء


وبشق صدرك جبريل نقاه

فجعل لقلبك حكمة وصفاء


ولدت مبرأ من كل سوء

وبمثل حسنك لم تأت النساء


هاجرت لما أمرت بوحيه

والغار يشهد والناقة القصواء


ومدينة الأنصار فى عرسها

تزينت وتعطرت لك الحسناء


تهلل وجهها لما قدمت

وعم الخير وأنست بك البيداء


الشمس تخبوا فى الغروب بضوئها

وبنور وجهك تتبدد الظلماء


لما أخبرت بالجنان ثوابه

كل البرية همة ورجاء


يا رحمة للعالمين هى مسداة

يكرم به المساكين والبؤساء


إذا أعطيت الصدقة عففتها

وتقبل إذا قدم لك الاهداء


الكذب عليك هو خيانة

والغلو فى الدين اجتراء


كل المذاهب ردة وتشتت

للدين تهدم وتعمها البغضاء


الداء يكمن فى كل ضلالة

وبهدى المصطفى يكون الدواء


إذا تمسكنا بما تركه فينا

فلن يصيبنا أبدا الاغواء


كتاب الله هو نور للهدى

والسنة الغراء هى للقلوب شفاء


بعث الى الثقلين نبيا مرسلا

وكل السالكين لنوره إقتفاء


دعى للجهاد ليكون شريعة

حصنا للدين ويدفع به الاعداء


إذا إنتصروا فإحدى الحسنيين

وأما الاخرى فإنهم شهداء


بثوب الفاتحين دخلت مكة

بلا زهو وما صحبت بك الخيلاء


شهدت جموع الحاضرين مكارم

فما قطعت رقاب ولا سفكت دماء


حررت كل الواقعين بأسرك

ذهبو بعفوك كلهم طلقاء


لا فضل بين غنيهم وفقيرهم

حتى النساء حرائر وإيماء


فلا من يشفع فى الحدود لحسبه

فالخلق كل فى الحقوق سواء


يا صاحب الخلق العظيم تحية

يأتيه قبل عروجه الاسراء


الحلم خلقك فأنت أهل له

وكل خصال الحسن هى لك رداء


جاءك الوحى من السماء بهديه

هو للحيارى والتآئهين اهتداء


هو الشافع المشفع وحده

والخلق بدونه هم التعساء


زاهد لله غنى بالتقى

أقيمت به الملة العوجاء


عند صمته يعلوه الوقار

وإذا تكلم زانه البهاء


يا خاتم المرسلين وأنت إمامهم

عليك من الله اصطفاء


اقمت فينا العدل وغرست جذوره

فلا يعرف قدرك الجهلاء


أخذت من الاغنياء الذكاة فريضة

فلن يبأس بعدك الفقراء


ناديت بالتوحيد لله عقيدة

وكل المؤمنين لسنتك اقتداء


الحق من الظالمين أنت رددته

فقد شقى بدونك الضعفاء


لم تكن يوما لعينك خائنة

ولم يكن لها حتى اذدراء


جمعت المهاجرين والانصار توحدا

فالكل منهم يرتضيه إخاء


روح الاخوة بالايمان غرستها

والإيثار أرض لها وسماء


فالتفرق فى الدين ارتداد

وفى التوحيد للامم ارتقاء


أذا ما انتهكت لله محارم

أقمت الحدود والقصاص قضاء


وإذا قضيت أنصفت الورى

لا تحيد ولو كانت الزهراء


وإذا سمعت العذر قبلته

فالعفو عندك منة وعطاء


وإذا قطعت العهد حفظته

فلا ينقض عهده الامناء


وإذ أأتمنت أمانة أديتها

فالحق لديك ذمة واداء


وإذا غزوت فقائدا ومؤيدا

فالنصر والتمكين هو الجزاء


وإذا إستحييت ففى الحياء فضيلة

كما تستحى فى خدرها العذراء


وإذا تكلمت فذو بيان

فبليغ قولك السنة العصماء


وإذا سررت فالبدر وجهك

فلا تستبين إلا بنورك الاشياء


وإذا مدحتك فالخصال عديدة

لا يستطيع بجمعها الحكماء


وإذا قبضت فأنت مخلد

ما دام يبدو للزمان بقاء


البعث حق والقيامة موعد

وعلى الصراط يكون البلاء


والحوض يزهو والخلائق تزدحم

والكل يرجوا والسقاء وفاء


فسحقا لمن بدل بغير حق

وأحدث بعدك فى الدين افتراء


ذكر تعهد الاله بحفظه

والمرسلين بتوحيده قد جاءوا


أصل العقيدة راسخ بنيانها

والخلق فيه بهديه حنفاء


سبح الحصى بين يديك تعبدا

والماء فاض بنبعه استسقاء


حن إليك الجزع لما تركته

حتى سمع من قبله البكاء


أيدك الله بآيات معجزات

هى للبرية حجة وضياء


معجزات الانبياء هى لزمانهم

ومعجزتك أنت ما لها انتهاء


يا سيد ولد آدم ولا افتخار

فيك التواضع ولك الكبرياء


صلى عليك الله منه تكرما

وأنت الحبيب ما لك شركاء


أقام الانبياء البناء بغير لبنة

فبدونك أنت ما أكتمل البناء



التعديل الأخير تم بواسطة علاء الدين فهمى ; December 10, 2010 الساعة 05:48 PM
رد مع اقتباس