عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم November 29, 2010, 02:29 AM
 
رد: تكفووووون لا تخذلوني.

إن شاء الله يفيدك هالموضوع ولو بالقليل



الصحة النفسية وعلاقتها بالذكاء الأنفعالي
لدى الشابات الجامعيات في كلية التربية للبنات
إعـــداد
المدرس الدكتورة
بشرى أحمد جاسم العكايشي
قسم التربية وعلم النفس
كلية التربية للبنات / جامعة بغداد



&أهمية البحث والحاجة اليه :
يعتبر التعليم الجامعي من اهم المراحل التعليمية ، حيث انه يمثل قمة الهرم التعليمي ويهدف الى اعداد الافراد بصورة منظمة وموجهة للحياة ، ولذلك ان التعليم العالي بمستوياته وخاصة الجامعة ينال كثيراً من العناية والاهتمام في معظم الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وذلك للدور المهم والخطير الذي يؤديه في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية وما يوفره من قوة عاملة مؤهلة وقيادته للمجتمع الامر الذي يتطلب الاعداد والاهتمام بالعنصر البشري اعداداً نفسياً واجتماعياً ، من المؤسسات التربوية بحيث يستطيع ان يستجيب لمعطيات العصر والمجتمع او يتفاعل معها (عبد الدايم ، 1966 ، ص22) .
ولما كانت المؤسسات التربوية الجامعية هي مؤسسات نمو وتطوير وتغير نحو الافضل حيث تهيأ الفرص للشباب الجامعي لاكتساب الخبرات والمعلومات الموجهة والمربية التي تؤدي الى تحقيق التغير المرغوب ، لاسيما اذا ما تناولنا جوانب بناء الشخصية فكرياً وسلوكياً وبصورة مستمرة ،فلابد ان يتعرض المتعلمون في مختلف المستويات الى كثير من التفاعلات والاضطرابات الدراسية والنفسية والاجتماعية التي يكون بعضها معوق يحول دون تحقيق متطلبات الصحة النفسية، وقد يستطيع البعض التغلب على هذه المعوقات وتخطيها ويتعذر على البعض الاخر مجابهتها ، الامر التي يستوجب تشجيع الشباب الجامعي على العمليات الدفاعية النفسية التي يلجأ اليها الفرد في مواجهة هذه الازمات والمعوقات (علي ،1988 ، ص40).
وعلى الرغم من كثرة الاساليب النفسية والوقائية الدفاعية وتعددها وتنوعها في حماية الذات الانسانية من اللوم والتهديد النفسي برزت اساليب نفسية تعد من اساسيات الصحة النفسية السليمة ، لذلك فان تحقيق الصحة النفسية والنمو السليم للشباب الجامعي المتعلم هي اكبر من متطلبات الصحة الجسمية كما انها من اساسيات الاهداف التربوية المتوخى تحقيقها من المؤسسات التربوية الجامعية وبالتالي تصبح الجامعات ومؤسسات التعليم العالي هي المجالات والمديات العلمية والتربوية السليمة التي تسهم الى حد ما في مقدرة الفرد وامكانياته على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه وذلك من خلال برامجها التعليمية والتربوية التي تتعامل مع الشخصية الانسانية ككل ولاسيما شخصية الشاب الجامعي المتعلم (الصالحي، 1985، ص7)
ان ضغوط الحياة المتباينة وشدة معوقاتها ومدى قدرة الفرد على
الاستجابة لها ومدى الاستسلام او التغلب عليها يتطلب العديد من الفعاليات النفسية

من اساليب دفاعية واجراءات وقائية تحمي الشخصية الانسانية من الضغط النفسي والانهيار (القرالة ، 1988 ، ص11).

ومما لاشك فيه ان تربية الشباب بصورة عامة والشباب الجامعي المتعلم صورة خاصة ورعايته مسؤولية اجتماعية متكاملة الابعاد تفرضها طبيعة التحولات التي اوجدتها عملية التغير الشاملة في المجتمع وما رافقتها في مشكلات وضغوط تستدعي اجراء المعالجات والنشاطات الفعالة والعميقة في اسلوب تربية المتعلمين واعدادهم (الغانم ، 1985 ، ص13) .
وتأتي اهمية هذه الدراسة في كون الصحة النفسية مهمة في حياة الناس عامة والشباب خاصة وانهم في مرحلة بناء شخصياتهم ومستقبلهم وهي مرحلة انتقالية ذات اثر فعال في تحقيق طموحاتهم لاحقاً فهم الجيل الواعد بتحقيق ما لم ينجز للان وعلى سلامة صحتهم النفسية والجسمية يتوقف مدى التقدم والازدهار في المجتمع . فالصحة النفسية ضرورة لابد من تحققها في جوانب حياة الشاب ويبرز اثر هذا على شكل مشكلات سلوكية تتمثل في صعوبة
تركيز انتباهه من جراء اعراض جسمية او نفسية او هما معاً والملل والقلق والاكتئاب
واحلام اليقظة والاسراف فيها واذا ما انيط به عمل تجنبه او مسؤولية معينة هرب منها ذلك لضعف ثقته بنفسه ، واذا واجهته مشكلة عجز عن حلها حلاً موضوعياً، وهذا ما اكدته
دراسة (حسن ، 1967) التي توصلت الى ان الافراد الذي يشعرون بالنقص والتوتر
والقلق والاستغراق باحلام اليقظة كانوا اضعف في صحتهم النفسية مقارنة بالشباب الاسوياء (حسن ، 1970 ، ص240 -292).

وكذلك ما توصلت اليه دراسة فهمي عام (1971) حيث اكدت على ان هناك علاقة بين نجاح الشباب في معالجة مشكلاتهم وبين ارتفاع صحتهم النفسية المتمثلة في السيطرة على مشاعر القلق والشعور بالرضا والامن (فهمي، 1987، ص442-245) .
واكدت نتائج دراسة بالسويك ومكريدس (Balswick & Macrides)
عام (1977) على ان هناك علاقة دالة بين المعاملة الوالدية الصارمة
وبين ضعف الصحة النفسية للشباب والتي تتمثل بالاحباط والقلق والعدوان
(Balswick & Macrides, 1977 P. 402 - 412) .
ان المتتبع لتاريخ الصحة النفسية يلاحظ انه على الرغم من ان هذا العلم يعد من العلوم التي برزت في عصرنا الحاضر واكتسبت صفة خاصة في العصر الحديث بسبب اهتمامها باخطر قضايا الانسان المتمثلة في تأثير عمليات التوافق عليه وشدة تأثره بها وما تفرضه عوامل

الحضارة من تحديات يومية تؤثر على نظرة الفرد الى نفسه وعلى كيفية تعامله مع مختلف الظروف ومتطلبات البيئة (القذافي، 1914 ، ص7) .

فالصحة النفسية حالة دينامية (Dynamic Slote) تبدو في قدرة الفرد على عقد صلات اجتماعية تتميز بالاخذ والعطاء والتعاون والتسامح (عوض ، 1977 ، ص3) .
وهي حالة ايجابية تتضمن التمتع بصحة العقل والجسم وليس مجرد غياب او الخلو من اعراض المرض النفسي وهذا ما اكدته منظمة الصحة العالمية (WHO) بانها حالة من الراحة الجسمية والنفسية والاجتماعية وليس مجرد وجود المرض (زهران ، 1988 ، ص9) وهي لها شقان شق نظري علمي يتناول الشخصية والدوافع والحاجات واسباب الامراض النفسية واعراضها وحيل الدفاع النفسي والتوافق وتصحيح المفاهيم الخاطئة واعداد وتدريب الاخصائيين والقيام بالبحوث العلمية ، والشق الثاني تطبيق عملي يتناول الوقاية من المرض النفسي وتشخيص وعلاج الامراض النفسية (زهران ، 1978 ، ص10) .
ويرى (القوصي) ان مفهوم الصحة النفسية يعبر عن التوافق (Adjustment) او
التكامل
(Integration) بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الازمات
النفسية التي تطرأ عادة على الانسان ومع الاحساس الايجابي بالسعادة والكفاية
(الداهري والعبيدي ، 1999 ، ص40).

اما جودو (Johada) فيراها مفهوم بسيط يصف الشخص الصحيح نسبياً بانه الشخص الذي يسيطر على بيئته بطريقة ايجابية نشطة تتضح فيها وحدة الاتساق والشخصية ويدرك نفسه والعالم الذي حوله بطريقة واقعية ويستطيع ان يوظف قدراته بفاعلية دون الاعتماد كثيراً على الاخرين .
ويذكر (مغاريوس) ان مفهوم الصحة النفسية يتمثل بمدى النضج الانفعالي والاجتماعي او مدى توافق الفرد مع نفسه والمجتمع (الداهري والعبيدي ، 1999 ، ص41).
فالفرد منا مزود بطاقات نفسية اساسية يحتاج اليها لمباشرة وظائفه النفسية المختلفة
وهي الطاقة العقلية المعرفية
(Cognitive) والطاقة الانفعالية (Affective)
والطاقة
الدافعية
(Motivation) . ونمو الفرد هو تمايز لهذه الطاقات بحيث يمكن تجميعها في تنظيم
كلي متكامل وتوجيهها نحو اهداف معينة في اوقات معينة لتحقيق الوجود الايجابي له
(عزت ، 1986 ، ص26) .



فالصحة النفسية تجعل الفرد متحكماً في عواطفه وانفعالاته فيتجنب السلوك الخاطئ ويسلك السلوك السوي (الهابط ، 1987 ، ص225) وهي لا تقل اهمية عن الصحة الجسمية العامة بل قد تبقى الصحة الجسمية عاجزة عن اضفاء السعادة على الانسان ما لم تتوفر له اسباب وعناصر الصحة النفسية وان الاهتمام بالصحة النفسية لصيق الاهتمام بالصحة العامة
(محمود واخرون ، 1985، ص13). فلا غنى للجسم عن صحة النفس ولا غنى للنفس عن صحة الجسم ، وقد بات الاطباء متفقين اليوم أكثر من أي وقت مضى على أن العناية بالصحة النفسية للمرضى عامل أساس في سرعة البرء من الأمراض الجسمية (محمد ومرسي ، 1986 ، ص7) .

إن المعاناة التي سادت الوسط الجامعي وتركت آثاراً واضحة عن الشباب الجامعيين والتي تمثلت في ظهور الانفعالات والمؤثرات النفسية والتذمر من الحياة لظروفها القاسية فأن القدرة على تحمل هذه المواقف الضاغطة تعتبر واحدة من مؤشرات الصحة النفسية السليمة (الدليمي ، 1991 ، ص47) .

</B></I>
__________________
استغفر الله الذي لآ إله الإ هو الحي القيوم وأتوب إليه
رد مع اقتباس