زار احد التجار الكبار أولاده في بيت ابنه الأكبر وكان بصحبته عبده ، وبعد إن تناولوا العشاء بدأ التاجر بسرد قصته على أولاده وكيف كافح وعمل بجد حتى تمكن من جمع هذه الثروة الكبيرة ، واخذ يوصيهم بالمحافظة عليها وبالتآخي فيما بينهم ، وفي ختام حديثه أوصاهم إن يبنوا مسجدا بعد مماته كي ينال منه الآجر والثواب .
وبعد إن قارب الليل من منتصفه ودعهم ناويا العودة إلى بيته الذي يقع على مسافة الكيلومتر عن بيوت أولاده ، وفي طريقه إلى البيت اخذ عبده بحمل الناقوس والسير خلف سيده لا إمامه ، طلب السيد من العبد إن يسير إمامه كي يرى طريقه ، لكن العبد رفض ، وكرر الطلب مرة ثانية وثالثة وكانت النتيجة نفسها من العبد ، هنا استشاط غضب التاجر وأراد إن يضرب العبد لعدم طاعته إياه فقال العبد يا سيدي أتريد إن تعاقبني على امرأ تعلمته منك ؟
فقال التاجر كيف ؟
قال العبد لقد سمعتك وأنت توصي أولادك إن يبنوا مسجدا يحمل اسمك بعد إن تموت .
فقال نعم هذا صحيح .
فقال له العبد ومن هذا تعلمت إن أضع الأمور في غير مواضعها ، فإذا أركنت الأمر لهم من الذي يضمن أنهم سوف يؤدون العمل كما تحب ، لماذا لا تبني المسجد وأنت حي كي تراه في عينك انه بني .
فقال التاجر أحسنت يا ولدي لقد علمتني درسا في الحياة وثمن تعليمك لهذا الدرس فأنت حرٌ لوجه الله واعتقه .

الحكمة : هي إن تضع الأمور في محلها .
لا تعتمد على الآخرين في انجاز ما تسطي عان تنجزه بنفسك
اللهم اجعلنا من الذين يضعون الأمور في محلها