عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم September 8, 2010, 05:48 PM
 
Icon4 عفواً أنا لا أتكلم !!


عفواً أنا لا أتكلم !!

في أحد الأسواق وفي زحمة المتسوقين كان ذلك الشاب - في كامل قوته - يتجول بين المحلات - فمن

محل إلى آخر كأن له هدفاً يريد أن يصل إليه . . . يدخل المحل بضع دقائق ثم يخرج منه إلى المحل

المجاور وهو يحمل في يده حقيبة ما إن تقترب منه حتى تلفت نظرك تلك الورقة الصغيرة التي علقها

ع*لى صدره (عفواً أنا لا أتكلم) ...

فما سرّ هذه الورقة ؟؟ وماذا يحمل في يده ؟ ولماذا يتجول بهذه الطريقة .. ؟

إليك خبره كما نقل . . . كان طفلاًًَ وديعاً في كامل صحته درس في مدارس كما يدرس غيره ولمّا بلغ السنة السادسة

الإبتدائي**ة ابتلاه الله بمرض في حباله الصوتية وبدأ صوته يضعف تدريجيا ًحتى بحّ فلم يعد يقوى على الكلام . .


وهكذا عاش ذلك الطفل بقيّة أيّامه بلا لسان يتحدث به.. ومع الوقت بدأ أصدقاؤه يتضايقون منه حيث

أصبح وضعه سلبياً في جلساتهم, يسمع ولا يشاركهم في الحديث .. يضحك ولا يشاطرهم الطرائف

فاستثقلوه وأحسّ بذلك .. فهجرهم ..

كبر الطفل و أصبح يبحث عن الأماكن التي لا يحتاج فيها إلى الكلام فوجد في حضور

الدروس العلمية و المحاضرات التربوية متنفساً جميلاً فأكثر من ذلك وبدأ يتأثر بما يط**رح من أهمية خدمة الإسلام

والدعوة إلى الله فلم يحقر نفسه ولم يقل أنا معذور بل ساهم في خدمة دينه بما يناسب ظروفه . . فاقتطع من راتبه اليسير

الذي كان يأخذه جراء عمله طابعاً على جهاز الحاسب قدراً شهرياً وخص*ص**ه لش***راء الأشرطة الدعوية والكتيبات التربوية

وبدأ يتجول في الأسواق وعلى باعة المحلات وكلما أبصر مخ**الفة

أو منكراً اختار الشريط المناسب لذلك وأهداه لصاحب أو حاجة المخالفة بابتسامة جميلة وأشار إلى

الورقة المعلقة على صدره ( عفواً أنا لا أتكلم ) ثم خرج وهكذا بشكل أسبوعي

. . أنا لا أدري مم أعجب هل من جلده في الدعوة إلى الله أم من نظرت*ه الإي*جابية للحياة مع ما أصابه من إبتلاء ..

سأله أحدهم بعدما تابع تحركاته الدعوية : هل وجدت مردوداً أو نتيجة ؟

فكتب إليه الشاب

نعم دخلت محلاً فإذا هو مليء بالمنكرات فناصحت البائع من خلال شريط أعطيته له قيمته ريالان

ثم خرجت وعدت للمحل بعد أشهر وقد نسيت دخولي عليه في المرة الأولى .. ما إن دخلت حتى استقبلني

البائع بوجه بشوش و عانقني و أخذ يقبل رأسي .. اندهشت و أشرت إليه من أنت ؟ لعلك تريد غيري ..

قال لي : بل أريدك أنت .. ألست الذي أهديتنا هذا الشريط ؟! وأخرجه من جيبه كتبت له : أنا نعم

قال : يا أخي نحن ثمانية لم نكن نعرف من الإسلام إلا إسمه .. كل المنكرات كانت عندنا .. وبعد أن

استمعنا إلى شريطك بعد فضل الله ومنه دلنا إلى طريق الله الذي كنا نجهله فهجرنا ما نحن فيه و أحسنّا

العلاقة مع الله .. فجزاك الله عنّا خير الجزاء ..

بعد هذا هل يجد الصحيح المتعلم عذراً في تقاعسه عن خدمة الإسلام ؟؟!!
رد مع اقتباس