عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 24, 2010, 02:19 PM
 
كلما تقدم الإنسان في العمر قل إنتاجه في جسمه

كلما تقدم الإنسان في العمر قل إنتاجه في جسمه










د.جابر بن سالم القحطاني
الميلاتونين هرمون يفرز من غدة صغيرة في حجم حبة الترمس توجد في المخ تعرف بالغدة الصنوبرية. والميلاتونين يوجد في جميع خلايا كل كائن حي. إن هرمون الميلاتونين مسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي في كل من الإنسان والحيوان. وفي الإنسان فإن عملية إفراز الميلاتونين تحدث حيث تواجه أعيننا الظلام وهو سبب إحساسنا بالنعاس أثناء الليل. أما في الحيوان فيضمن الميلاتونين حدوث عملية التناسل وعملية تغيير الجلد في الوقت الأمثل لها من العام .
إن الشيء المعروف عن هرمون الميلاتونين هو عمله كمنظم للوقت وبقدرته على جلب النوم وتقليل الاضطرابات النفسية والذهنية، وهناك دراسات عديدة تشير إلى أن الميلاتونين له تأثيرات أخرى مثل تأثيره المضاد للسرطان والشيخوخة والأكسدة والخصوبة والرغبة الجنسية والجهاز المناعي.لقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق لديهم نسبة منخفضة من الميلاتونين بالدم، كما هو الحال لدى جميع الكبار في السن وقد برهنت دراسات عديدة على أن الميلاتونين انه من الممكن أن يعالج اضطرابات النوم مثل صعوبة النوم أو البقاء في نوم عميق خاصة لدى المسنين ونظراً لأن هرمون الميلاتونين يصنع داخل أجسامنا من الحمض الأميني التربتوفان والمادة الكيميائية المخية السيروتونين، فإن مكملات الميلاتونين تكون مفيدة خاصة للأشخاص الذين استخدموا مكملات التربتوفان بنجاح كمساعد على النوم ( مكملات التربتوفان متاحة فقط بتأشيرة طبية في صورة خامس هيدروكسيتريبتوفان ) وعلى عكس الحبوب المنومة فإن الميلاتونين لا يسبب الإحساس بالدوار في الصباح. كما أن للميلاتونين ميزة في أنه يقلل الاضطرابات التي تصيب الإنسان خلال النوم والتي تسببها بعض الأدوية مثل البيتابلوكرز والبنزوديازبينات والتي يعرف عنها أنها تعوق إنتاج الميلاتونين بالجسم. كما أنه قد يقلل من الاضطرابات التي تصيب فاقدي البصر أثناء النوم.
كلما تقدم الإنسان في العمر كلما قل إنتاج الميلاتونين في جسمه، ويقول بعض الباحثين انه ليس مصادفة أنه حينّ يقل الميلاتونين في الجسم تبدأ أعراض بالشيخوخة واضطرابات الجهاز المناعي في الظهور. وهناك دلائل كثيرة تقول ان الميلاتونين يعمل كهرمون مضاد للشيخوخة. ويعزى ذلك إلى دوره كمضاد للأكسده وأيضاً كباحث عن المؤكسدات الحرة. فالتلف الناتج عن هذه المؤكسدات الحرة يرتبط بالعديد من أمراض الشيخوخة التي تشمل أمراض القلب والمياه الزرقاء والسرطان. ويعمل الميلاتونين على معادلة أحد أقوى المؤكسدات الحرة بقوة تفوق خمس مرات قوة الأنزيم المضاد للأكسدة، وكذلك تفوق فيتامين ه مرتين. وباختلافه عن معظم مضادات الأكسدة فإن الميلاتونين يوجد في كل مكان في الخلية. وبعد المحافظة على معدلات الميلاتونين بالجسم في نفس أهمية الحفاظ على معدلات مضادات الأكسدة الأخرى مثل فيتامين ج وفيتامين ه والسلينيوم كعامل هام في تأخير عملية الشيخوخة والوقاية من أعراضها.

التناغم بين الهرمونات
يلعب الميلاتونين دوراً معقداً في التناغم بين الهرمونات الأخرى بالجسم خاصة الهرمونات المتعلقة بالتناسل. ففي كل من الإنسان والحيوان يشارك الميلاتونين في تنظيم عملية تصنيع الهرمونات الأستيرويديه بواسطة المبيض، وبالإضافة إلى ذلك فإن التجارب التي أجريت على الحيوانات أثبتت أن الميلاتونين يحفز الغدة الدرقية التي تنظم عملية معدنة العظام، لذا فإن مستوى الميلاتونين في الدم ربما يكون علاقة أو مؤشرا على قابلية حدوث هشاشة العظام بعد سن اليأس. إن سن اليأس يصاحب عادة بانخفاض شديد وجوهري في إفراز هرومون الميلاتونين. ومن المحتمل أن بعض أعراض سن اليأس مثل اضطرابات النوم والإحساس بالتعب تستجيب لمكملات الميلاتونين. وعلاقة الميلاتونين بالهرمون لها أهميتها بالنسبة للسيدات الأصغر سناً. فقد أثبتت الدراسات التي أجريت على الإنسان أن السيدات اللاتي يعانيّن من متلازمة ما قبل الحيض لديهن مستويات منخفضة من الميلاتونين خاصة في الأسبوع السابق للحيض. وعلى الرغم من ذلك فإن زيادة الميلاتونين تقلل الخصوبة، ولهذا السبب تم إجراء دراسات على استعمال هذا الهرمون كعامل لمنع الحمل في البلاد الأوروبية.

الخلايا السرطانية
لقد وجد في التجارب التي أجريت على الحيوانان أن الميلاتونين يعوق تكون ونمو الخلايا السرطانية، ويبطئ من نمو بعض الأورام ويقوي الجهاز المناعي. وقد أثبتت بعض الدراسات أن قلة الميلاتونين تصاحب تقدم مرض السرطان. والشيء الواضح أن الميلاتونين يمنع ارتباط هرمون الأستروجين في الخلايا والتي تشمل سرطان خلايا الثدي والتي يتم تحفيزها بالأستروجين. وفي دراسة أجريت على السيدات اللاتي يستمر نمو السرطان في أجسادهن بالرغم من علاجهن بالتاموكسيفين وهو مضاد الأستروجين، تحقق تراجع للورم بنسبة 28.5% لدى هؤلاء السيدات بعد تناولهن الميلاتونين بجانب التاموكسيفين ، وفي أنابيب الاختبار أوقف الميلاتونين نمو خلايا سرطان الثدي بنسبة 75% كما أوقف نمو خلايا سرطان البروستاتا بنسبة 50% .
وفي دراسة على مصابين بسرطان الكبد في مراحله المتقدمة، والذين عادة ما تكون استجابتهم للعلاج ضعيفة، تم إعطاؤهم ميلاتونين بجانب إنترلوكين 2وهو عقار يستخدم في العلاج المناعي وكانت النتائج مذهلة، حيث تراجع الورم في 36% من الحالات، وقد كان العلاج مؤثراً جداً في حين كان التسمم فيه قليلا. وفي دراسة أخرى شملت 21مريضاً بسرطان الكلى في مراحله المتقدمة على الرغم من تناولهم العلاج، وعندما أدخلت الأبحاث الميلاتونين بجانب انترولكين2تراجع الورم لدى 33% منهم ولدى 9منهم فقط توقف الورم في نفس المرحلة، ولدى 5منهم فقط تقدم المرض، وكذلك كانت سمية الأنترلوكين ضعيفة، والأعراض الجانبية التي غالباً ما تصاحب هذا العلاج كانت نادرة .
إن إضافة الميلاتونين إلى دواء علاج السرطان المعهود يحسن من نتيجة العلاج وفي نفس الوقت يقلل من سميته وقد يطيل أعمار مرضى السرطان الذين يتقدم فيهم المرض على الرغم من تناول العلاج الدوائي.
@ ما هي المصادر الغذائية التي يوجد بها هرمون الميلاتونين؟
يوجد الميلاتونين بكميات قليلة في القمح والشعير والأرز والذرة. ويتوافر كغذاء تكميلي في متاجر الاطعمة الصحية والصيدليات على هيئة أقراص وكبسولات وشراب وفي جرعات تبدأ من 1مجم .
@ ما هي الأعراض الجانبية للميلاتونين؟
- إن زيادة الميلاتونين تؤثر على فاعلية هرمونات أخرى فقد وجد أن زيادة الميلاتونين تقلل الرغبة الجنسية وتعوق الخصوبة، فزيادة الميلاتونين قد تزيد هرمون البرولاكتين الذي يقلل الرغبة الجنسية عند الرجال. يجب عدم تناول مكملات الميلاتونين إلا تحت إشراف طبي خصوصاً للحوامل والمرضعات والأطفال والأشخاص الذين يحاولون الإنجاب، والأشخاص ذوي الخلل الهرموني، والأشخاص الذين يتعاطون الهرمونات الأسترويديه، والأشخاص ذوي الحساسية الشديدة أو الاضطرابات المناعية مثل سرطان الخلايا اللمفاوية وسرطان الدم، والأشخاص المصابين بالاكتئاب أو الذين يتناولون مضادات الاكتئاب. ويجب عدم استخدام الميلاتونين إلا تحت إشراف مختصين
رد مع اقتباس