عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم June 1, 2010, 10:38 AM
 
نبات الردبكية ينشط جهاز المناعة والثوم يساعد المضادات الحيوية في القضاء على الدرن

الدرن داء معدٍ يصيب الرئتين ويهاجم الناس من كل الأعمار





الردبكية

د.جابر بن سالم القحطاني
الدرن مرض معد يصيب الرئتين بصفة رئيسية، ولكن قد يصيب الأعضاء الأخرى، ويسمى الدرن غالباً باسم تي. بي (T.B) والناس يعرفونه في الماضي باسم السل، وقد كان هذا المرض من اكثر اسباب الموت في العالم، اما في الوقت الحاضر فقد ادت الوسائل المتقدمة في الوقاية والاكتشاف والتشخيص والعلاج الى خفض عدد المصابين بالمرض، كما انخفض عدد الذين تسبب هذا المرض في وفاتهم بدرجة كبيرة. ومع ذلك يظل الدرن من الهموم الرئيسية في الدول النامية، حيث لا تتاح وسائل افضل لمعالجته على نطاق واسع، كما قد تكون احوال المعيشة سيئة.

يهاجم الدرن الناس من كل الأعمار، ولكنه يزداد شيوعاً عادة بين كبار السن والأشخاص الذين تعرضت أجهزة المناعة لديهم للضعف. يمكن ان تصاب الحيوانات بمرض الدرن أيضاً بالأخص الأبقار والدواجن والخنازير. والبكتيريا التي تسبب المرض تسمى عصيات الدرن. وقد اكتشف الطبيب الألماني روبرت كوخ الدرن في عام 1882م، وقد سميت عصيات كوخ. وتنتمي هذه العصيات الى جنس البكتيريا المسماة المتفطرة وهي كائنات حية لابد لها من الأكسجين كي تعيش.

كيف يؤثر الدرن على جسم الإنسان؟
يصاب الإنسان بالعدوى من عصيات الدرن في اغلب الأحيان بواسطة استنشاق قطيرات (رذاذ) مائية دقيقة تحتوي على بكتيريا المتفطرة الدرنية، تتكون هذه الفطيرات عندما يكح او يعطس المصاب بالدرن.
ويمكن ان تنشأ العدوى ايضاً من تناول الطعام الملوث بالبكتيريا او شرب اللبن من الماشية المصابة ببكتيريا المتفطرة البقرية. ومن النادر ان تحدث مثل هذه العدوى في البلاد الصناعية، حيث يبستر اللبن وتفحص الحيوانات بانتظام لاكتشاف الأمراض. ويطرد الجسم كثيراً من عصيات الدرن التي استنشقها قبل ان تسبب الضرر، لكن بعض العصيات تتسرب الى الجسم وتستقر في طبقة المخاط التي تبطن معظم اجزاء الجهاز التنفسي، بما في ذلك المسالك الأنفية والشجرة القصبية الرغامية، وهو جهاز متفرع من الأنابيب التي تحمل الهواء من وإلى اكياس هوائية صغيرة جداً في الرئتين تسمى «الاسناخ».
ويتكون الجهاز من الرغامي (وهو أنبوب الهواء او القصبة الهوائية) ومئات الألوف من مسالك هوائية اصغر تسمى «القصيبات» وتبطنها خلايا تستطيع تحريك طبقة المخاط الذي يغطيها في الاتجاه العلوي. ويتم حمل العصيات المتحجزة في الطبقة المخاطية نحو الجزء العلوي من المسالك الهوائية في اتجاه الحلق والفم والأنف. وقد يعطس الإنسان العصيات عندئذ او يبصقها او يسعلها او يزفرها الى الخارج، وقد يبتلعها كذلك فتسري خلال القناة الهضمية دون ضرر.
ماهي العدوى الأولية للدرن؟
تنشأ العدوى الأولية على الأرجح من عصيات الدرن التي تتجاوز المسالك الهوائية المبطنة بالمخاط وتصل الى الاسناخ في اعماق الرئتين. والعدوى الأولية مرحلة في تطور الدرن، ولكنها لا تؤدي دائماً الى المرض. وتقوم خلايا كبيرة تشبه الاميبا، وتسمى بلاعم الأسناخ» بالتهام عصيات الدرن التي تدخل اي سنخ، وتستطيع هذه الخلايا في الأحوال الطبيعية ان تهضم البكتيريا. ومع ذلك تقاوم عصيات الدرن الهضم، وينمو اغلبها داخل خلايا البلاعم. وقد يهاجر بعض هذه البلاعم التي تحمل البكتيريا الى الطبقة المخاطية ثم يتم طردها خارج الجسم. وقد تحمل بعض الخلايا الأخرى البكتيريا الى جزء آخر من الرئتين او الى السائل اللمفاوي نحو عقدة لمفاوية قريبة او الى الدم. ثم يتكون ورم صغير صلب يسمى الدرنة في السنخ خلال بضعة اسابيع من العدوى الأولية. ويبدأ تكوين الدرنة عندما تتجمع خلايا البلاعم التي تحتوي على عصيات الدرن. وترتبط الخلايا التائبة بخلايا الدم البيضاء الأخرى ثم تكبر هذه المجموعات من الخلايا مع الزمن وتدمر النسيج الرئوي الذي يحيط بها. واذ تموت الخلايا داخل الدرنة فإنها تكون مناطق متجبنة (وهي مناطق لينة تشبه الجبن) تساعد على نمو الدرن. ويبدأ نسيج متين في الإحاطة بالدرنات في الوقت نفسه. لكن هذا النسيج يمنع العصيات من زيادة الانتشار، وقد يعمل على انقباض كمية الاكسجين التي تتلقاها. وتبقى العصيات التي احتبسها النسيج الندي حية لكنها غير نشطة. وقد تسبب العدوى الأولية بعصيات الدرن اعراضاً قد لا يتم اكتشافها عند الإنسان الطبيعي البالغ السليم، الا ان العدوى الأولية في بعض الحالات تسبب اعراضاً مثل الحمى او الطفح او القيء.



متى ينشأ المرض؟
ينشأ المرض اذا نشطت عصيات الدرن من جديد وقد يحدث هذا الشيء بعد العدوي الأولية مباشرة، وبالأخص عند الرضع والأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض اخرى. ومع ذلك ينشأ الدرن في اغلب الحالات بعد حدوث العدوى الأولية بزمن طويل. وأسباب هذا النشاط الجديد للعصيات ليست واضحة تماماً. فهو قد يحدث عندما تضعف الألياف الدفاعية للجسم نتيجة لمرض آخر، او نتيجة تقدم العمر، او ينشأ من عدوى ثانية بعصيات الدرن. ويؤدي تنشيط البكتيريا من جديد الى انفجار الدرنات وتكاثر العصيات الدرن. ويؤدي تنشيط البكتيريا الى الأجزاء الأخرى، كالعظام والدماغ والمفاصل والكلى والجلد. ويحدث في درن الرئتين المسمى (بالدرن الرئوي) ان تتجمع خلايا البلاعم في الاسناخ مع خلايا الدم البيضاء عند اماكن البكتيريا التي نشطت من جديد، وتكون مادة متجبنة، ثم تذوب المادة المتجبنة في النهاية وتصعد مع الطبقة المخاطية في المسالك التنفسية، ويسعل المريض هذا المخاط والمادة المتجبنة على هيئة بلغم.
ولكن السعال لا يكون عنيفاً في العادة، وغالباً ما تعتبر الأعراض نزلة بردية مزمنة على سبيل الخطأ. وقد يوجد الدم في البلغم اذا تلفت الأوعية الدموية في الرئتين. وربما سعل المريض كميات كبيرة من الدم في الحالات المتقدمة من المرض. وتشمل الأعراض الأخرى للدرن المتقدم ألم الصدر والحمى والعرق ليلاً والتعب ونقص الوزن وفقدان الشهية. وسرعان ما يؤدي الدرن الى الوفاة.

ماهو علاج الدرن؟

يمكن علاج جميع مرضى الدرن بالعقاقير العشبية والمضادات الحيوية ويعتبر عقار ايزونيازيد (Isoniazid) من اشد العقاقير فعالية ضد الدرن. وتشمل العقاقير الأخرى ريفامبيسين (Rifampicin) وكذلك ايثامبيوتول (Ethambutol) وستربتومايسين (Streptomycin) وهو مضاد حيوي وبايرازيناميد (Pyraznamide) وتمنع العقاقير السابقة تكاثر البكتيريا، وتسمح لدفاعات الجسم الطبيعية بالعمل ضد المرض. ويضيف الأطباء في الأحوال العادية عقارين او أكثر معاً لأن عصيات الدرن قد تكتسب لعقار واحد فقط. ويستغرق برنامج العلاج فترة تتراوح مابين ستة الى تسعة اشهر وفي بعض الأحيان يستخدم الأطباء الجراحة لاخماص الرئة المريضة، وذلك لتستريح الرئة وينخفض معدل الاكسجين فيها ويقل نمو عصيات الدرن. ومازال الأطباء يستخدمون الجراحة في بعض الحالات. ولكنهم يستأصلون الجزء المصاب من الرئة الدرنية بدلاً من اخماص الرئة، ويستمر الجزء الباقي من الرئة في أداء الوظيفة بصورة طبيعية.

الأعشاب
وهناك ادوية عشبية متعددة تساعد في الشفاء من مرض الدرن وأهم هذه الأعشاب ما يلي:
الردبكية Echinacea: والردبكية القرمزية انواع متعددة وهي تستخدم ضد اي نوع من البكتيريا بما في ذلك بكتيريا الدرن وهي تنشط جهاز المناعة ايضاً والردبكية يوجد لها مستحضرات مقننة ومسجلة تباع في محلات الأغذية الصحية وعادة يؤخذ كبسولتان عيار 450 ملجم من الردبكية ثلاث مرات في اليوم او 40 نقطة من صبغة الردبكية بمعدل 3 مرات في اليوم. الثوم Garlic: والثوم من اشهر المنتجات الطبيعية فتكاً بالبكتيريا وقد استعمل الصينيون الثوم لعلاج الدرن بنجاح كبير. ويقترح الدكتور هزينج كوخ أستاذ الكيمياء الدوائية والأدوية الحيوية بجامعة فيينا، ولاري لوسون الباحث العلمي بشركة ناشرومز للأعشاب بولاية أوتاوه ان الثوم قد يساعد المضادات الحيوية على دورها في القضاء على البكتيريا. وقد اوضحت الدراسات ان الأليسين (Allicin) المركب مضاد للبكتيريا في الثوم، ينشط تأثير المضادات الحيوية مثل كلورامفينكول (Chloramphenicol) وستربتومايسين (Streptomycin) ضد بكتيريا الدرن.
رد مع اقتباس