في دوامة الزمان
صدمت بجبل من حديد
سالت دموعي
نزفت جراحي
كدت أغرق في بحر الحزن
صارعت الرياح لتقذفني بعيدا وأبت
تلاكمت مع الجبال لتهشمني فرفضت
كأنها تقول لي ارحلي
اصبحت أسيرة كابوس حزني
كادت شموع عيني تنطفىء
بدر السماء يخاطبني:
لا تتحطم فأشجار البستان واقفة
وأوراقها مكبلة بها بكل ثقة
سرت وأنا مطاطىء الرأس على أشواك حزني
التي تنغمس في عروقي وكأني
احتضر في صحراء كبيرة
تحشوها الوحوش من كل صوب
تكورت على نفسي وأحسست
إن أحداً يحوم حولي
رفعت رأسي فإذا به طيف من السواد والظلام
وصلت اسواري المتجمدة لقلبي وحطمتها
ونفضت غبار النسيج من على قلبي
ظننتها ستخنقني إلا أنها همست في أذني
لا تيأس
لا تيأس
وابتعد عن ركام اليأس
ودعه خلفك
ظننت أني أحلم إلا أنها حقيقة
نعم حقيقة الوحوش الرحيمة
لونها أسود لكن داخلها قلب
لحمامة بيضاء كحمامة السلام
حين تصدم من قريب لك ستدرك تماما
أن الأشباح أرحم
وتتمنى لو تبدل هذا المسمى عنهم
بذوات القلوب المجهولة.
الغلا

__________________