هي رسالة أقولها بكل صدق لكل إنسان يحاول جاهدا التضحية من أجل شخص ما يحبه
الحب شعور نبيل و قد يحملنا على القيام بأشياء كثيرة لا نحس أن فيها تكلفة لنا بل نجد أنفسنا مجبورين على القيام بها بل و أحيانا نقوم بها دون أدنى شعور منا متناسين أن لأنفسنا علينا حقا و أن التضحية لها حدود و موازين تزنها إذا لم نحترمها قد نرذي أنفسنا و يكون الندم آخر المطاف

تجربتي في هذا المجال أنني تعرفت على شاب يعمل معي و هو الذي بدأ بالتقرب و الكلام المعسول و التظاهر بالإحترام و المودة و الخوف علي حتى أن الجميع لاحظ عليه ذلك و بدأ مع الوقت يشعر أنني ملكه يحاسبني إن كلمني آخر أو وجد لدي في المكتب رجل حتى لو كانت لدي معه مهمة عمل، جلب بعض الهدايا و صار لا يخرج من مكتبي رغم أننا لا نعمل في مكتب واحد و لا نقوم بنفس العمل، مرت الأيام و تغير رئيسنا في العمل، الرئيس الجديد يحمل لذلك الشاب ضغينة سببها مرأة أحبها الإثنان، و بدأ الثأر بحيث يعامله بطريقة سيئة و يعطيه أدنى العلامات في تقييم العمل، و بالنتيجة صرت أنا أعامل بطريقة سيئة و نقاط أسوأ مع العلم أن رئيسي و الكل يعلم أنني مجتهدة و لم أبالي خضوضا و أنني كنت أرى في ذلك الشاب الضحية و صبرت حتى مرت 6 سنوات و نصف من العمل إفترقنا و لم نعد نعمل في نفس المكان و لم نعد نرى بعضنا و لكنه بقي يكلمني، مرت سنتان أخريان و بعد 8 سنوات و نضف أعلم بصدفة أنه تزوج و لم يخبرني لا بزواجه و لا بأي شيء

هنا تداركت الأمر و لكن بعد فوات الأوان بكثير، كل من توظف معي من نفس السنة و من توظف بعدي رقوا و حصلوا على ترقيات و أصبحوا أفظل مني رغم أن عطائي في العمل أفضل من عطائهم، و ندمتـ لأنني لو فهمت منذ البداية أن وجودي مع ذلك الشاب سيوقف ترقيتي مدة 8 سنوات و نصف بل 9 سنوات بالظبط لعرفت أن مصلحتي ليست معه و ما كان علي خلط الأمور بين علاقتي و الحفاظ على مهنتي و عملي، فلا هو تزوجني و لا أنا حصلت على ترقية في العمل و باختصار لم أنل و لا شيء بسبب علاقتي به رغم أنها كانت عفيفة جدا

الغاية من تدخلي هذا أن أقول : لا يجب التضحية من أجل أناس لا ندري كيف تكون علاقتنا بهم غدا، خاصة الدراسة و العمل، فهما مجالان لا يجب أبدا التلاعب بهما و لا الإستهانة بهما و بدورهما في حياتنا، لأن الوقت بغختصار لا يعود و الندم لا يفيد.