عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم January 9, 2007, 11:04 PM
 
Ip ( أرح ركابك هذي هجر ! )

أرح ركابك ..
هذي هجر !!



شعر : د/ محمود بن سعود الحليبي

بَعْضٌ من العشقِ لا يُبقِي على الجسَدِ


فكيفَ بالعشقِ كلِّ العشقِ وَا كبدي



أحببتُها ( سيدي ) كَمْ كَمْ فُتِنْتُ بها


وذَابَ في لوعتي منْ عشقِها جَلَدي



إذَا تواضعْتُ زادتْ في تكبرُِّها


وتمتطي إِنْ أُطِعْها صَهْوةَ العنَدِ



وإِنْ همسْتُ إليها أَقْبِلي ابتعدتْ


كأنَّما قلتُ : يا محبوبتي ، ابتعدي



وربما ابتسمتْ لكنْ على كَدَرٍ


وربما وصلَتْ لكنْ على بُعُدِ



وربما حدَّثَتْ لكنْ على حذَرٍ


وربما أوْعَدَتْ لكنَّ لم تَعِد



ضاعتْ سنيني عليها دونما سَكَنٍ


مُذَبْذَبَ العيشِ بين الأُنْسِ والنَّكَدِ



أَمَّا وقد أشرقتْ في ( هجرِ ) غُرَّتُكم


وصافحتْها عيوني غيرَ مُبْتَعِد



أَمَّا وقد شَرُفَتْ بالحفلِ قافيتي


وفُزْتُ بين يديكَ اليومَ بالمَدَدِ



أليسَ أحْرَى بها أَنْ تستعيدَ هوًى


وأَنْ تَعِيشَ لباقِي العُمْرِ طَوْعَ يَدي



أَمْ أَنَّ بعضَ الصبايا ( سيدي ) دَفَعَتْ


طِبَاعَها غَيْرَةُ الأقْرَانِ للحسَد



دَعْهَا بِرَبِّكَ لا تُشْغِلْ رُؤَاكَ بها


مَنْ ذَا سَيخْلُو مَعَ الأيامِ مِنْ كَمَدِ



أَرِحْ ركابَكَ لا تَسْمَعْ لِمَوْجِدَتي


فِدَاكَ كُلُّ ذَوَاتِ الكِبْرِ وَالمَيَدِ



أَرِحْ ركَابكَ هذي ( هَجْرُ ) ما طلعتْ





شَمسٌ على مِثْلِهَا ؛ لا هذه بَلدِي



كنزُ الجزيرةِ مَا أغلى خزائِنَه


فيهِ انتهى الخيرُ مجموعًا ومنهُ بُدِي



أَرِحْ ركابكَ ( فابنُ الفهدِ ) ما غَمِضتْ


عيناهُ شوقًا لهذا الموكبِ السَّعِد



و ( البدرُ ) ما غابَ عن ليلٍ يسامرُه


في زَوْرَةٍ منكَ أَشْهى من حَلاَ البَرَدِ



أَرِحْ ركابكَ أُمُّ الخيرِ واقفةٌ


نَخيلُها ازَّينتْ باللؤلؤِ النَّضِد



ردَّتْ إليكَ سلاماتٍ مُبَايِعةً


ولوَّحتْ بِشذَى النعناعِ والجُرُدِ



(( أهلاً أبا متعبٍ )) مِن عينِهَا اندفقتْ


من زرعِها أينعتْ ، من طيرِها الغَرِدِ



أكادُ أسمعُ همسَ الأرضِ حينَ خطَتْ


رجلاكَ فوق ثَراهَا : سيدي ، اتَّئِدِ



عَوَّذْتُ مَجْدَكَ باسمِ الواحِدِ الصَّمَدِ


وَوجْهَكَ السَّمْحَ مِنْ نَفَّاثَةِ العُقَد



أهلا ( أبا متعب )يَا راعي الطِّيبِ مِنْ


( عبد العزيز ) إلى فقيدِنا ( فَهَدِ )



زَهَى بكَ المُلْكُ إِذْ أَحْيَيْتَ سِيرَتَهُم


وَرُحْتَ ترفُلُ في أثوابهِ الجُدُدِ



وعنْ يمينكَ ( سلطانُ ) الإِباءِ غَدَا


أَكْرِمْ بِهِ في الزَّمَانِ الصَّعْبِ مِنْ عَضُدِ



في كفِّكَ البَيْرَقُ الخفَّاقُ مُنعَقِدٌ



على سلامةِ مِنهَاجٍ ومُعْتَقَدِ



مَا غَرَّكُم مِنْ دُعَاةِ الغَرْبِ زَائِفَةٌ



حَمَّالَةٌ لِغُثَاءِ الزَّيْفِ والزَّبَدِ



في العَتْمَةِ انْزَلَقُوا والنُّورُ في يَدِهِمْ


قَد ينكرُ الشَّمْسَ مَنْ يشْكُو مِنَ الرَّمَدِ



شَتَّانَ بين مَقَامِ السَّادِرينَ رُؤَىً


ـ أَجَلْ ـ وبين مَقامِ الرُّكَّعِ السُّجُدِ



ولا أقَضَّتْ يَدُ الإرهابِ مضجعَكم


حَاشَا ، ونومكمُ مِنْ نَومةِ الأَسَدِ



تبَّتْ يَدا لهَبِ التفجيرِ لا سَلِمَتْ


نفسٌ وفي جِيدِها حَبْلٌ من المسَدِ



مِنْ كُلِّ أرْعَنَ خانَ اللهَ في وطنٍ


سَرَتْ شريعتُه في العُمْدِ والوتَدِ



مُضَلَّلٍ بِسَوادِ الفِكْر مُخْتَبِئٍ




يَحْيَى جَبانًا ويَقْضِي غَيْرَ مُفْتَقَدِ



وكمْ شجَاكَ أسًى جُرْحٌ لأمَّتِنَا


في كُلِّ شِبْرٍ بِنَارِ الضَّيْمِ مُتَّقِد



وَرُحْتَ تَسْعَى إِلى الإصلاحِ في زَمَنٍ


قَلَّ النَّصُوحُ به مَعْ كثرةِ العَدَدِ



وَدِدْتَ لَوْ كانَ عيشُ النَّاسِ في دَعَةٍ


ولم يُنَغَّصْ بِطعْمِ الدَّمْعِ والسُّهُدِ



مَا بين جَنبيكَ سِرٌّ ذَاعَ فانتشرتْ


أنوارُه في رُبَا الوديانِ والنُّجُد



سريرةٌ صدَقَتْ في حكمةٍ سطَعَتْ


في غيْرةٍ حَمِيَتْ في هِمَّةٍ صُعُدِ



مَلَكْتَ كُلَّ مفاتيحِ القُلوبِ ومَا


أَبْقَيْتَ ـ يَا سيدي ـ منها عَلَى أَحَدِ !



يا أيُّها الملِكُ الميمونُ طالعُهُ

ماتَ الحسودُ ولم يَهْنَأْ ولم يَسُدِ



صاحٍ جنانُكَ مادامَ الإلهُ هُنَا


لا عيشَ للغَيِّ في مَحْمِيَّةِ الرَّشَدِ



طِبتُمْ فطَابَتْ بكمْ أيامُنا وغدَتْ


أَزْكَى من الورْدِ بل أحْلَى من الشَّهَدِ



لِمْ لاَ وأنتَ حبيبُ الشَّعْبِ ما فَتِئَتْ


أَنْهارُ جُودِكَ تُجْرِيهَا لِكُلِّ صَدِ



فَخُذْ وَثِيقَةَ حُبٍّ لا انقضَاءَ لها


نَفْدِيكَ بالمالِ والأرواحِ والوَلَدِ



بَاقُونَ إِنَّا عَلى النَّهْجِ ـ الذي رَسَمَتْ


يُمْنَاكَ خُطَّتَهُ بِالعَدْلِ ـ لَمْ نَحِدِ



مَاضُونَ لَمْ نَلْتَفِتْ للحاسدينَ ولَمْ


نسمعْ مقالةَ مَأْفُونٍ ومُنْتَقِدِ



وَخُذْ تَحِيَّةَ قَوْمٍ في ( الحسَا ) ـ عَشِقُوا


فيكَ الأصالةَ ـ لَمْ تنقصْ ولم تَزِدِ



هُمْ حَمَّلُونِيَ باقاتٍ معبَّقَةً


بِالشُّكْرِ والحُبِّ والتأييدِ والسَّدَدِ



وَأَوْدَعُونِيَ أَحْلاَمًا مُحَيَّرَةً


عَلَى الحقيقةِ لَمْ تصدرْ ولم تَرِدِ



قَالُوا : ( أبو متعبٍ )هذا الذي وَصفَتْ


أبياتُ شعركَ لاَ هذا أبو الرَّفَدِ !



اِهمسْ لهُ : إِنَّها الأحساءُ في رغَدٍ


ولوْ وَطِأْتَ ثَراهَا غُصْتَ في رَغَدِ !



زِدْنَا بِربِّكَ زَوْرَاتٍ مباركةً


تَبْقَى مبَاهجُها في النَّفسِ لِلأَبَد


وِسِرْ بِنَا نَحْوَ مَجْدٍ أَنْتَ صانعُه


إِنْ لَمْ نَفُزْ بِجَناهُ اليومَ ؛ بَعْدَ غَدِ



يَا سَيِّدِي جِئْتُ مِنْ قَوْمٍ إِذَا كَمُلَتْ






قَالوا : بِربِّكَ ـ مَا وَفَّيْتَ ـ قُلْ وَزِدِ



رَأَوْكَ يَا سيدِي شَهْمًا عَلَى كَرَمٍ


وَسابِقًا فِي المعَالِي غيرَ مُقْتَصِد




وَعَلَّمُونِيَ أَنَّ الشِّعْرَ أَصْدَقَهُ


مَا شَّعَّ مِنْ وَهَجِ الأَضْلاَعِ والكَبِدِ



مَهْمَا أَقُلْ فِيكَ لاَ أُعْطِيكَ حَقَّكَ لاَ


فَأَنْتَ أَكْبَرُ مِمَّا دَارَ فِي خَلَدِي



رَدُّ الجَمِيلِ حَدَانِي أَنْ أَشِيدَ بِكُمْ


وَالحُبُّ لَيْسَ سِوَى حُبِّي أَسَالَ يَدِي



( إِنَّ المُحِبِّينَ يَبْدُو بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ


وَسْمٌ مِنَ الحُبِّ لاَ يَخْفَى عَلَى أَحَدِ )



وَأَنْتَ والشَّعْبُ يَا تَاجَ الملُوكِ هُنَا


وَاللهِ .. واللهِ ! مِثْلُ الرُّوحِ فِي الجَسَدِ !



__________________
أمي الحبيبة
يارفيقة دربي وسنيني يا أغلى من نور عيوني
يانبتة كرم ما برحت تمحو أحزاني وشجوني
فالحب مزيج بدمائي يجري في كل شراييني
فأنا من غيرك ملهوف ابحث عن حضن يؤويني

فكوني يا أمي
موطن عشقي وجنوني
رد مع اقتباس