عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم October 12, 2009, 04:09 PM
 
كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها..للدكتور يوسف القرضاوي

خاص/كلمات في الوسطية الإسلامية ومعالمها..للدكتور يوسف القرضاوي








المصدر :القمة الشعبية _ مشروع القراءه الجماعية
هذا الكتاب من تأليف الدكتور يوسف القرضاوي ومنشورات دار الشروق بمصر.
من هو الدكتور يوسف القرضاوي:





من جمهورية مصر العربية ،و يشغل حاليا منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..
من مواليد9/9/1926م ، أتم حفظ القرآن الكريم، وأتقن أحكام تجويده، وهو دون العاشرة من عمره.وفي سنة 1958حصل على دبلوم معهد الدراسات العربية العالية في اللغة والأدب.وفي سنة 1960م حصل على الدراسة التمهيدية العليا المعادلة للماجستير في شعبة علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين.وفي سنة 1973م حصل على (الدكتوراة) بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من نفس الكلية، حصل على جوائز عالمية عديدة وترأس ادارة العديد من الجامعات والمعاهد في مصر وقطر..له عديد المؤلفات من كتب ورسائل تجاوز المئة والعشرين مؤلف..


للمزيد بامكانكم زيارة الموقع الرسمي للشيخ بالضغط هنا
@@@

أفكار كتابنا اليوم (كلمات في الوسطية الاسلامية ومعالمها):

أولاً: النظام المتوازن في الحياة لايقدر على وضعه الا الله.
ثانياً:بعد رفض منهج الوسطية سابقاً،بات اليوم منهجاً يدّعيه الجميع ويمنون به (حتى بعض الحكام باتوا يرددون كلمة الوسطية في خطاباتهم)..
ثالثاً:مفهوم الوسطية:عرف الشيخ القرضاوي الوسطية بأنها التوسط أو التعادل بين طرفين متقابلين أو متضادين، بحيث لا ينفرد أحدهما بالتأثير ويطرد الطرف المقابل، ولا يأخذ أحد الطرفين أكثر من حقه ويطغى على مقابله ويحيف عليه.ومثال الأطراف المتقابلة أو المتضادة: الربانية والإنسانية، الروحية والمادية، الأخروية والدنيوية، الوحي والعقل..

رابعاً:حتى لا يدّعي المنهج من لا يفقهه ولا يعيه ،ولا يخوض فيه كل من هب ودب بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير ،قام الدكتور القرضاوي بتحديد معالم هذا التيار أو المنهج والتي تختصر فيما يلي:
1.الفهم الشمولى المتكامل لإسلام, بوصفه: عقيدة وشريعة، علما وعملا، عبادة ومعاملة, وثقافة وأخلاقا، حقا وقوة، ودعوة ودولة، دينا ودنيا وحضارة وأمة.

2.الإيمان بمرجعية القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة،للتشريع والتوجيه للحياة الأسلامية، مع ضرورة فهم النصوص الجزئية في ضوء المقاصد الكلية.

3.ترسيخ المعاني والقيم الربانية، والتركيز على عبادة الله تعالى بوصفها الغاية التي خلق لها الإنسان , وهي تتجلى في الشعائر الأربع الكبرى، وما يليها من ذكر الله والدعاء والأستغفار.. هذا إضافة إلى العبادات الباطنية: من صدق النية والإخلاص لله، والخشية له..وغيرها، وهي أساس التصوف الحقيقي الذي يقوم على((الصدق مع الحق، والخلق مع الخلق))

4.فهم التكاليف والأعمال فهما متوازنا, يضعها في مراتبها الشرعية، وينزل كل تكليف منزلته وفق ماجاءت به النصوص. فلا يتقدم ما حقه التأخر، ولا يتأخر ما حقه التقدم, وهو ما أطلقنا عليه اسم ((فقه الأولويات)).

5.تأكيد الدعوة إلى تجديد ((الفقه القرآنى والنبوى)) وهو يضم عدة ألوان من الفقه المنشود: فقه سنن الكون، وفقه مقاصد الشرع, وفقه المآلات ، وفقه الموازنات، وفقه الاختلاف، وفقه الحضارى، وفقه التغيير، وفقه الواقع.إلى جانب ((فقه الأولويات)).

6.التركيز على القيم الأخلاقية التي عنى بها الإسلام, سواء كانت أخلاق فردية أم اجتماعية, ورفض موقف الذين يعتبرون العبادات الشعائرية هي كل شيىء, وموقف الذين يعتبرون الأخلاق كل شيىء.

7.تجديد الدين من داخله، وإحياء مبدأ الأجتهاد الذي لا تحيا الشريعة إلا به, على أن يكون الأجتهاد من أهله وفي محله.

8.الموازنة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر. مع ضرورة مراعاة الثبات في الأهداف والغايات والأصول والكليات, والمرونة والتطور في الوسائل والآليات وفي الفروع الجزئيات.

9.تبني منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى, وإن كان ولا بد من التشديد, فليكن في الأصول لا في الفروع. والتيسير لا يعنى هنا: لا يعني تبرير الواقع, أو مجاراة الغرب, أو إرضاء الحكام.

10.تطوير مناهج الدعوة على الإسلام: للمسلمين: تفقيها للتعاليم, وتصحيحا للمفاهيم, وتثبيتا وتذكيرا للمؤمنين وبيانا لحقائق الإسلام, وردا على أباطيل خصومه ..ولغير المسلمين, باعتبار دعوة الأسلام دعوة عالمية, مع تبنى منهج التبشير في الدعوة, ليتكامل في الفتوى.
11.التدرج الحكيم: في الدعوة والتعليم والإفتاء والتغيير, وعدم استعجال الشىء قبل أوانه , والثمرة قبل نضجها. والتدرج سنة كونية, كما هو سنة شرعية.

12.تأكيد الدعوة إلى المزج بين الروحانية والمادية, بين الربانية والأنسانية, بين العقل والوجدان, بحيث يأخذ كل جانب منها حقه, دون طغيان على الجانب الآخر. ومن هنا تتكامل العناية بالعبادة والثقافة والرياضة والفنون, فالعبادة تغذى الروح, والثقافة تغذى العقل, والرياضة تغذى الجسم, والفن يغذى الوجدان.

13.الدعوة إلى السلام مع كل من بسط يده للسلام, مع التمسك بفرضية الجهاد في سبيل الله للدفاع عن حرمة الدين والمقدسات, وعن المستضعفين في الأرض, والوقوف في وجه الفراعنة والمستكبرين في الأرض. مع ضرورة بيان أنواع الجهاد: النفسى والدعوى والمدنى وغيرها.

14.توعية الأمة بأن الجهاد مفروض عليها فرض عين لتحرير أرضها من كل سلطان أجنبى مسلط عليها. وأول أرض يجب تحريرها هي أرض فلسطين.

15. الأعتراف بحقوق الأقليات الدينية ومعاملتهم بما أوجبه لهم الإسلام من تركهم ما يدينون, والتأكيد على أنهم من((أهل دار الإسلام))ومقتضى هذا: أنهم بلغة عصرنا((مواطنون)) لهم مالنا وعليهم ما عليهم,إلى ما اقتضاه التميز الدينى.

16.احترام العقل والتفكير, والدعوة إلى النظر والتدبر: في آيات الله الكونية والتنزيلية, وتكوين العقلية العلمية, ومقاومة الجمود والتقليد الأعمى للآباء أو للسادة والكبراء, أو لعامة الناس. ونفى التعارض بين النقل الصحيح والعقل الصريح.

17.الدعوة إلى المبادىء والقيم الأنسانية والأجتماعية, مثل: العدل والشورى والحرية والكرامة, وحقوق الإنسان .

18.توكيد ماجاء به الإسلام من إعطاء المرأة حقوقها ومكانتها وكرامتها, وتحريرها من رواسب عصور التخلف والتراجع الإسلامي, ومن غوائل الغزو الحضاري الغربي الذي أخرج المرأة من فطرتها, ولم يراع أنوثتها .

19.العناية بأمر الأسرة, باعتبارها الدعامة الأولى لقيام المجتمع الصالح, ورعاية حقوق كل من الزوجين على صاحبه, وعدم اللجوء إلى الطلاق إلا إذا تعذر الوفاق, وشرعية تعدد الزوجات بقيوده وشروطه, دون توسع ولا تحريم .

20.احترام حق الشعوب في اختيار حكامها من الأقوياء والأمناء, دون تزييف لإرادتها, أو فرض حاكم عليها يقودها على رغم أنوفها, ولها أن تسائله وتحاسبه , وتعزله إذا تمادى في غيه بالطرق السليمة.

21.تقوية اقتصاد الأمة, والعمل على تكاملها فيما بينها, حتى تكتفي اكتفاء ذاتياً, وبناء هذا الأقتصاد على فقه الشريعة ومقاصدها, والتخطيط العلمي والسعى العملى لتأسيس اقتصاد اسلامي متميز عن الأقتصاد الرأسمالي والأقتصاد الشيوعي.
22.الإيمان بوجود الأمة الأسلامية وخلودها, والإيمان بفريضة وحدتها,وبأخوة الدينية بين أبنائها,على اختلاف مدارسها ومذاهبها,واعتبار الفرق المختلفة كلها من الأمة الواحدة, مادامت تصلى إلى القبلة, وتؤمن بالقرآن الكريم, بالسنة المشرفة.

23. تحسين الظن بكل من شهد الشهادتين, وصلى إلى القبلة, ولم يصدر منه ما يخالفها بيقين, والأصل حمل حال المسلم على الصلاح ما أمكن ذلك, وتجنب التفسيق والتكفير ماوجد إلىالتجنب سبيل, ولا سيما ماكان سببه التأويل.

24.العناية بالأقليات الإسلامية في العالم, باعتبارها جزءا من الأمة المسلمة, وعلى الأمة أن تعينهم على أن يعيشوا بإسلامهم في مجتمعاتهم, عناصر حية فاعلة,وإن يكن لهم فقههم الخاص, وأن يكون شعارها:استقامة على الدين بلا انغلاق, واندماج في المجتمع بلا ذوبان.

25.الإيمان بالتعددية الدينية والعرقية واللغوية والثقافية والسياسية, وضرورة التعايش بين الحضارات, والتلاقح بين الثقافات, وتفاعل بعضها مع بعض, واقتباس بعضها من بعض, دون انكماش ولا استعلاء.

26.العناية بعمارة الأرض, وتحقيق التنمية المتكاملة, مادية وبشرية, ورعاية البيئة بكل مكوناتها, والتعاون على كل ييسر المعيشة للناس, وكل مايشيع الجمال في الحياة, واعتبار ذلك عبادة وجهادا في سبيل الله.
27.حث دعاة الإصلاح والتغيير على مقاومة التخلف والفساد, فالتخلف يعطل عقل الأمة, والفساد يعطل ضميرها. ولايكون الإصلاح حقيقا إلا إذا تم بإرادتنا وبأيدينا, لا أن يفرض علينا,ومدخل كل إصلاح هو إصلاح الأنظمة السياسية المستبدة, وأساس كل تغيير هو تغيير الإنسان من داخله.

28.العمل على تجميع كل القوى العاملة لنصرة الإسلام في صف واحد, وليس من الضروري بل لعله ليس من المفيد أن يجتمعوا في جماعة أو حركة واحدة. على أن الإختلاف والتعدد بين العاملين لا يضر إذا كان إختلاف تنوع وتخصص لا اختلاف صراع وتناقص.

29.الإشادة بما قدمته أمتنا من معجزات تاريخية بهرت العالم, ومن فتوحات في زمن قياسي, كانت تحريرا للشعوب من مستعبديها, والتنويه بما أسسته أمتنا من حضارة جمعت بين العلم والإيمان. وعدم الأكتفاء بالتغنى بأمجاده, والبكاء على مآسيه. بل واجبنا هو استلهام الماضى, والأرتقاء بالحاضر واستشراف المستقبل.

30.الانتفاع بأفضل ما في تراثنا الرحب المتنوع: من ضبط الفقهاء, وتأصيل الأصوليين, وحفظ المتحدثين, وعقلانية المتكلمين, وروحانية المتصوفين, ورواية المؤرخين ,وورقة الأدباء والشعراء, وتأمل الحكماء, وتجارب العلماء, مع العلم بأن هذا التراث كله غير معصوم, فهو قابل للنقد والمراجعة والمناقشة والترجيح أو الضعيف. ولكن الأمة في مجموعها لا تجتمع على ضلالة.
المصدر: القمة الشعبية
رد مع اقتباس