عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم September 29, 2009, 11:02 AM
 
Sun رد: تذوق طعم النجاح ...

السادسة: الإرادة سر النجاح


أَطَعتُ مَطامِعي فَاِستَعبَدَتني وَلَو أَنّي قَنِعتُ لَكُنتُ حُرّا

"إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، ولكنَّه يعيش صغيرًا ويموت صغيرًا، فأمَّا الكبير الذي يحمل العبء فماله والنَّوم، وماله والراحة، وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ، والمتاع المريح" [8] .

إن الإرادة الحازمة هي سِرُّ نجاح الناجحين، وعنوان المتميزين؛ فالعقبات لا تُثنيهم عن مقصدهم، بل تزيدهم إصراراً لبلوغ أهدافهم، إنها تدفعهم لتحقيق مقاصدهم مهما كلَّف ذلك من مشاقّ، فلا شيء أصعب عليهم من عدولهم عن مقصدهم. ولذا انطلق إلى ما يُزَكِّيك، إلى ما يُحقِّقُ ذاتك، إلى ما يُشعرك بقيمتك في مجتمعك، انشد أهدافاً لنفسك:

وإذا كانت النفوسُ كِباراً تعبتْ في مرادها الأجسامُ
فلا تنشد الصغائر فتصغر نفسك بصغرها
إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ
فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ


السابعة: اجعل من الفشل خطوة للنجاح

الفشل كما يقولون: هزيمة مؤقتة تَصنع أمامك فُرَصاً حقيقية للنجاح، إنها طريق النجاح، ولذا خذ من أي فشل تراه في تحقيق أهدافك، لتصنع منه عتبة في سلم النجاح، يُذكر عن (أديسون) مخترع الكهرباء، أنه حَقَّق (1800) محاولة فاشلة، أدت هذه المحاولات الفاشلة إلى اكتشاف الكهرباء، ولا تنس أن الشخصية الوحيدة التي لا تفشل، هي من لا تعمل. لا بأس من الفشل مرة وأخرى وثالثة، لكن الأهم أن الفشل يعطينا عزيمة أقوى للنجاح في خطوتنا القادمة.
اقرأ في سِيَر الناجحين، استعرض النجاحات التي حَقَّقتَها في حياتك، وإن كانت يسيرة، بل اجعلها وقوداً لتحقيق نجاحات أخرى، وأما التجارب التي أخفقت، فدعها تهوي إلى طي النسيان.


الثامنة: أنت على ثغرة

يُذْكَر أن (لَبِنَة) في سد، كان فاصلاً بين المدينة وطوفان من المياه، جعل أهل المدينة ينعمون بالأمان بإذن الله، لوجود هذا السد الفاصل بينهم، وبين المياه الغامرة.
في ليلة مقمرة، بدأت هذه اللبنة في الحديث بينها وبين نفسها: حتى متى وأنا في هذا المكان الموحش!! حتى متى وأنا لبنة نَكِرَة لا وزن لي!! لِمَ أنا هنا والأنوار الصاخبة تتلألأ أمامي في المدينة!! ماذا يضير لو تركتُ مكاني ورحلتُ لأجد متعة نفسي!! غداً ومع بزوغ خيوط الفجر سأرحل، نعم سأرحل إلى حيث أجد نفسي. وفي الصباح، تحرَّكت (اللبنة) من مكانها، ولم تكد تخطو خطوة واحدة، إلاّ والمياه الجارفة تلتهمها، وتلتهم المدينة بمن فيها، وتُحيلها إلى أثر بعد عين، فلم يتبقَّ للسد أثر، ولم يتبقَّ في المدينة حياة.
أنت هنا، لبنة مهمة في بناء أمتنا الإسلامية، إنَّ أي نجاح إيجابي تُحَقِّقه في حياتك الشخصية، أو الأسرية، أو في مجتمعك، هو نجاح لأمتك، ورقي في مكانتها، وفي المقابل أي سلبية، أو فشل، أو – والعياذ بالله- انحراف وضعف وخور، هو ثغرة تُكْشَف في بناء أمتك الطاهرة.


--------------
[1] : الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، ودولة الخلافة، بتصرف.
[2] : الموسوعة العربية العالمية، بتصرف.
[3] : الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل، بتصرف.
[4] : أيقظ قواك الخفية.
[5] : سورة آل عمران.
[6] : سورة الحاقة.
[7] : الإمام ابن القيم رحمه الله في الفوائد.
[8] : سيِّد قطب رحمه الله في ظلال القرآن.
نقلا عن : الإسلام اليوم


مقال ل.. عادل الخوفي
__________________
شكراً على التوقيع
رد مع اقتباس