عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم September 29, 2009, 10:59 AM
 
Sun رد: تذوق طعم النجاح ...

أخي الكريم.. أختي الكريمة

"الفرق الأساس بين الأشخاص الذين حققوا نجاحاً في أي ميدان من الميادين، وأولئك الذين لم يحققوا مثلَ هذا النجاح، هو أن الأشخاصَ الناجحين وجهوا أسئلةً أفضل، ومن ثم توصلوا لإجابات أفضل، منحتهم القوةَ لكي يعرفوا ما الذي يجب فعلُه في أية وضعية يجدون أنفسهم فيها" [4] .

سؤال ينبغي أن تستعرضه، وتراجعه بين الفينة والأخرى، ثم تُقيِّم نفسك من خلاله؛ ما النجاحات التي حَقَّقتها في حياتك؟! نعم هل أنت من الناجحين في حياتك؟ أنت واحد من مليار مسلم على وجه البسيطة، ما دورك؟ إن الله منحك نِعَماً عديدة، واختصك بمزايا ليست لغيرك، فهل استثمرتها الاستثمار الأمثل؟! ما هدفك في الحياة؟ وأين أنت الآن في هذا الهدف؟

ثماني وصايا على طريق النجاح، أنثرها بين يديك:


الأولى: أعظم نجاح في حياتك، هو مرضاة الله عليك.

النجاح سُنَّة من سنن هذا الكون الفسيح، وهو غاية كل مؤمن، وسبيل سعادته وافتخاره الحقيقيين، ذلكَ حين ينجح في امتحان يوم القيامة، حينما تبيض وجوه وتسودّ وجوه، وتعلو أنفس وتسقط أخرى. (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ) [5] . نعم فاز فوزاً لا خسارة بعده، وتَنَعَّم نعيماً لا شقاء بعده، (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ) [6] .
إنَّ إيمانك بالله هو أصل كل نجاح، ومتى تَجَرَّد نجاحك من هذا الأصل، ففي حقيقته بوار وخسران مبين، بل إن إيمانك بالله، وتفانيك في طاعته والتزام أمره، هو الدافع الحقيقي للنجاح في دنياك وأخراك.


الثانية: حريٌ بمن نَفِدَتْ خَزائِنُهُ أن يَعتَمِدَ على من لا تنفَد خزائِنُهُ.

أنت ضعيف بنفسك، قليلة حيلتك، ذاهبة خبرتك، يحيط بك الأعداء من كل اتجاه، يتربصون بك؛ أولهم نفسك التي بين جنبيك تأمرك بالسوء، ثم بعض قرابتك أو أصحابك يزيِّنون لك القبيح، ثم وساوس شياطين الإنس والجن. ولذا فإن كمال غناك في افتقارك إلى مولاك، وقد تفضَّل سبحانه بإعانة من تعلَّقَ به. أما من سار في طريق، ولم يكن مستعِينًا بالله مفتقِرًا إليه أغلِقَت في وجههِ الدّروب، وتعثَّرَت أمامه المكاسِب.

إن تقوية علاقتك بالله الذي بيده خزائن السموات والأرض هي سبيلك الوحيد لتحقيق نجاحاتك، وللوصول إلى أهدافك، وللتغلُّب على ما يعترضك من عقبات، فالله الله بالصلاة في وقتها، وقراءة القرآن، والذكر والاستغفار، والحجاب الساتر، ثم كثرة الدعاء في الليل والنهار، في خلواتك وصلواتك، سله سبحانه بقلب منكسر، وعين دامعة ما استطعت، سلْ الله لك سعادة أبدية، وطمأنينة في حياتك، سله أن يوفقك لما تطمح إلى تحقيقه، سله من خيري الدنيا والآخرة.


الثالثة: اجعل أهدافك مستوحاة من حياتك

ادرس قدراتك وطموحاتك بواقعية؛ لا تقارن قدراتك مع من هم أعلى منك، أو أقل منك شأناً، كما لا تذهب بعيداً في طموحاتك بما لا يتناسب مع مهاراتك أو الزمن المحدد لتحقيق هذه الأهداف. فإنَّ من شروط الأهداف الناجحة، أن تكون: محدَّدة، وواقعية، ومرتبطة بزمن. إننا نفشل إذا لم تكن ثمَّة أهداف واضحة مدروسة أمامنا، أو ليس لدينا إيمان راسخ بأهمية بذل الغالي والرخيص، ومصارعة الصعاب لتحقيق أهدافنا.

خذ ورقة وقلماً، أعط نفسك متسعاً من الوقت للتخطيط لمستقبلك، إنَّنا نتَّفق معشر المسلمين على هدفنا الأكبر، وهو تحقيق مرضاة الله تعالى، ونيل الجائزة العظمى، وهي دخول الجنة، نسأل الله أن نكون وإيَّاك من أهلها. لكن، هل وضعت لك أهدافاً متوسِّطة للوصول لتحقيق هذا الهدف الأكبر؟! وما أهدافك قصيرة المدى على هذا الطريق؟!
اكتب أمنياتك في الحياة: (مرضاة الله، التخرج من الثانوية أو الجامعة، بر الوالدين، ثقافة واسعة.. الخ)، ماذا تتمنَّى تحقيقه في حياتك، لاحظ أن أمنياتك هي غِراس أفكارك، وأفكارك هي غذاء أقوالك، وأقوالك هي التي ترسم خُطا أفعالك.

ارسم مثلثاً، وقسِّمه إلى أقسام ثلاث؛ ضع في القسم الأعلى منه هدفك الأعلى الذي ترغب تحقيقه، ثم في منتصفه أهدافك المتوسطة لتحقيق هذا الهدف الأعلى، وفي أسفل المثلث أهدافك قصيرة المدى للوصول إلى الأهداف المتوسطة، وكأنَّنا أخذنا ثلاث خطوات للوصول إلى أهدافنا الكبرى. حَدِّد زمناً مَرِناً لتحقيق أهداف كل مرحلة، وراقب إنجازاتك فيها، ضعها أمام ناظريك دائماً؛ إنه تقويم مستمر، يومي، أو أسبوعي، أو شهري، أو حتى سنوي.


الرابعة: التخصص مطلب مُلِحّ في زماننا هذا.

اعمَل على أن يكون لكِ تَمَيِّز في ميدان معين، تنبغ فيه، تبذل جهدك لاحتواء أطرافه، ولا يمنع من أخذ شيء من العلوم الأخرى، فقد كان هذا هدي صحابة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: أبو بكر الصديق رضي الله عنه في النسب، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في القوة، وعثمان بن عفان رضي الله عنه في الحياء، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في القضاء، وأبي بن كعب -رضي الله عنه- في القراءة، وحسان بن ثابت -رضي الله عنه- في الشعر، وزيد بن ثابت -رضي الله عنه- في الفرائض، وثابت بن قيس -رضي الله عنه- في الخطابة، وعبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- في التجارة، ومعاذ بن جبل -رضي الله عنه- في معرفة الحلال والحرام، وأبو عبيدة -رضي الله عنه- في الأمانة، وابن عباس -رضي الله عنه- في التفسير، وخالد بن الوليد -رضي الله عنه- في الشجاعة، وأبو ذر -رضي الله عنه- في صدق اللهجة.
وأنت، أنت ما التخصص الذي تنشد؟! ارسم خُطاك منذ الآن، فإن التخصص في حياتك العلمية، أو العملية، أو المهارية أمرٌ ضروريٌ، بل هو طريقك للإبداع والتميز، وهو مع ذاك مطلب تربوي ونهج علمي ينادى به في كافة التخصصات.


الخامسة: التخطيط أساس النجاح.

عندما أذن الله تعالى لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، أعَدَّ صلى الله عليه وسلم خطة محكمة لتحقيق هذا الهدف. إنَّ خروجه صلى الله عليه وسلم ليس بالأمر الهيِّن، لقد كانت العيون تتربَّص به، وكفار قريش يطلبونه، وهناك في المدينة تنتظره مرحلة أخرى من مراحل الدعوة المباركة؛ ولذا كان من مظاهر هذه الخطَّة: أن يذهب مُتَخَفِّياً لطلب صحبة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، في وقت لم يَعْتد الذهاب فيه إليه، حتى استنكرَ أبو بكرٍ هذا المجيءَ في هذا الوقت، وأدرك أن هذا المجيء لأمر جلل ولغايةٍ عظيمة. ثم أمره صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بالنوم في فراشه، مع خطورة ذلك على علي رضي الله عنه، لغرض تأخير كفار قريش عن طلبه حتى يبتعد مسافة كافية فلا يلحقه الطلب. وأيضاً أن سَلَكَ طريقاً إلى المدينة غير معتاد عند أهل مكة، وصعد جبلاً معروفاً بِعلوِّه وارتفاعه وكثرة أحجاره، مع البقاء فيه ثلاثة أيام؛ حتى يطمئن إلى انصراف من يتابعه عن طلبه.

والتخطيط يدور على محاور ثلاثة:

أولها: الهدف وهو مقصد كل مسلم، يحفظ وقته، ويضمن صحَّة مساره، فإن من سار على هذه البسيطة دون هدف، كطائر تتقاذفه الرياح، لا يلوي على شيء.
ثانيها: الزمن؛ إذ لا بد من تحديد مدة زمنية مَرِنة للوصول إلى الهدف، مع تقسيم الزمن إلى مراحل متتابعة.
ثالثها: الوسائل الموصلة إلى تحقيق ذلك الهدف، فإن أحسن المرء في تقدير هذه الوسائل، فقد قطع 50% من طريقه إلى الهدف، فإن "الجهل بالطريق وآفاتها والمقصود يوجب التعب الكثير مع الفائدة القليلة" [7]




يتبع ..
__________________
شكراً على التوقيع
رد مع اقتباس