الشعور بالتقدير و الاهتمام مطلب يسعى اليه الجميع,بشتى الطرق وفي جميع الأوقات,هذا المطلب الإنساني إذا تم تحقيقه يعطي دفعة قوية ,و شحنة تفائلية لأحلام و مخططات الفرد ,فالمراهق المبدع صاحب أية موهبة ,غالبا ما يقتلها الإهمال و التجاهل و ينميها التقدير و الاهتمام,شأنها في ذلك شأن النباتات تموت بفقدان الماء و تحيى بوجوده.
لكن السؤال المطروح هو هل المصدر الوحيد الذي نستقي منه الشعور بالتقدير و الاهتمام هو من الآخرين فقط؟
أم باستطاعة كل واحد منا ان يولد هذا الشعور ذاتيا؟
إذا اعتبرنا شخصا صاحب موهبة قد أبدع في اختراع شيء أو تطويره فبالطبع سيشعر بالرضا عن نفسه و سوف يحس بأنه أضاف شيئا إلى الوجود,هذا الرضا شكل من أشكال التقدير ,لكن هناك نداء لا نعرف مصدره ,يحدث نقصا في الذات و يوهمنا بضرورة عرض ذلك الانجاز على الآخرين و انه لا يساوي شيئا بدون رأيهم .
فنستجيب لهذا النداء ,مما يجعل انجازاتنا متأرجحة بين أهواء الناس و خلفياتهم في جو تغيب فيه الموضوعية
والترفع عن الأحقاد و الضغائن, فنادرا ما نلتقي بطرف حيادي في أحكامه و آرائه, فحتى ذلك الحين تفتر همتك
ويضيع كل ما بنيته, فطوبى لمن استطاع تقدير ذاته والاهتمام بها فقد أصبح الإنسان ذئبا لأخيه الإنسان إلا من رحم ربي