عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم July 20, 2020, 09:19 PM
 
رد: الصوم في المذاهب الأربعة ( متجدد )

الصوم في المذاهب الأربعة
ـــــــــــــــــــــــ
صيام شهر رمضان - دليله

هو فرض عين على كل مكلف قادر على الصوم، و قد فرض في عشر من شهر شعبان بعد الهجرة بسنة و نصف، و دليل الكتاب و السنة و الإجماع.
أما الكتاب فقد قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتِبَ عليكم الصيام } إلى قوله: { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } فشهر رمضان خبر لمبتدأ محذوب تقديره هو شهر رمضان، أي المكتوب عليكم صيامه، هو شهر رمضان ... الخ، و قوله تعالى: { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } .
و أما السنة فمنها قوله صلى الله عليه و سلم: " بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و الحج، و صوم رمضان" رواه البخاري، و مسلم عن ابن عمر .
و أما الإجماع فقد اتفقت الأمة على فرضيته، و لم يخالف أحد من المسلمين، فهي معلومة من الدين بالضرورة، و منكرها كافر، كمنكر فرضية الصلاة، و الزكاة، و الحج.

أركان الصيام

للصيام ركن واحد عند الحنفية، و الحنابلة، و هو الإمساك عن المفطرات الآتي بيانها، أما المالكية و الشافعية، فانظر مذهبيهما ( ١ ) .

شروط الصيام

تنقسم شروط الصيام الى:

شروط وجوب.
و شروط صحة.
و شروط أداء.
على تفصيل في المذاهب ( ٢ ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

( ١ ) المالكية: اختلفوا، فقال بعضهم:
💎 إن للصيام ركنين:
💍 أحدهما: الإمساك.
💍 ثانيهما: النية.
فمفهوم الصيام لا يتحقق إلا بهما، و رجح بعضهم أن النية شرط لا ركن، فمفهوم الصيام يتحقق بالإمساك فقط.
الشافعية قالوا:
🌷 أركان الصيام ثلاثة:
🌷 الإمساك عن المفطرات.
🌷 و النية.
🌷 و الصائم.
فمفهوم الصيام عندهم لا يتحقق إلا بهذه الثلاثة، و قد عرفت أن الحنابلة، و الحنفية يقولون: إن النية و الصائم شرطان خارجان عن مفهوم الصيام، و لكن لا بد منهما .

( ٢ ) الشافعية قالوا:
💎 تنقسم شروط الصيام إلى قسمين:
🌹 شروط وجوب.
🌹 و شروط صحة.
💎 أما شروط وجوبه فأربعة:
🌷 أحدها البلوغ، فلا يجب الصيام على الصبي، و لكن يؤمر به لسبع سنين إن أطاقه، و يضرب على تركه لعشر سنين، و وافقهم على هذه الحنفية؛ أما المالكية فقد قالوا: لا يجب على الولي أمر الصبي بالصيام، و لا يندب، و لو كان الصبي مراهقاً.
الحنابلة قالوا: المعول في ذلك على القدرة و الإطاقة، فإذا كان الصبي مراهقاً يطيق الصيام، فيجب على الولي أن يأمره به، و يضربه إذا امتنع.
🌷 ثاينها: الإسلام، فلا يجب على الكافر وجوب مطالبة، و إن كان يعاقب عليه في الآخرة؛ أما المرتد فإنه يجب عليه وجوب مطالبة فيطلب منه بعد عوده إلى الإسلام.
🌷 ثالثها: العقل، فلا يجب على المجنون إلا أن كان زوال عقله بتعديه، فإنه يلزمه قضاءه بعد الإفاقة، و مثله السكران إن كان متعدياً بسكره، فيلزمه قضاؤه، و إن كان غير متعد كما إذا شرب من إناء يظن أن فيه ماء، فإذا به خمر سكر متعدياً بسبب الإغماء أم لا.
🌷 رابعها: الإطاقة حساً و شرعاً، فلا يجب على من لم يطقه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه لعجزه حساً، و لا على نحو حائض لعجزها شرعاً.
🌺 و أما شروط صحته، فأربعة أيضاً:
🌹 الأول: الإسلام حال الصيام، فلا يصح من كافر أصلي، و لا مرتد.
🌹 الثاني: التمييز، فلا يصح من غير مميز، فإن كان مجنوناً لا يصح صومه، و إن جن لحظة من نهار، و إن كان سكران أو مغمى عليه لا يصح صومهما إذا كان عدم التمييز مستغرقاً لجميع النهار، أما إذا كان في بعض النهار فقط فيصح، و يكفي وجود التمييز و لو حكماً، فلو نوى الصوم قبل الفجر و نام إلى الغروب صح صومه، لأنه مميز حكماً.
🌹 الثالث: خلو الصائم من الحيض و النفاس و الولادة وقت الصوم و إن لم تر الوالدة دماً .
🌹 الرابع: أن يكون الوقت قابلاً للصوم.
فلا يصح صوم يومي العيد و أيام التشريق، فإنها أوقات غير قابلة للصوم، و منها يوم الشك إلا إذا كان هناك سبب يقتضيه، كأن صامه قضاء عما في ذمته، أو نذر صوم يوم الاثنين القابل، فصادف يوم الشك، فله صومه، أو كان من عادته صوم الخميس و صادف ذلك يوم الشك فله صومه أيضاً، أما إن قصد صومه، لأنه يوم الشك فلا يصح صومه، كما سيأتي في مبحث "صيام يوم الشك"، و كذلك لو صام النصف الثاني من شعبان أو بعضه، فإنه لا يصح، و يحرم، إلا إن كان هناك سبب يقتضي الصوم من نحو الأسباب التي بينا في يوم الشك، أو كان قد وصله ببعض النصف الأول، و لو بيوم واحد.
هذه هي الشروط عند الشافعية، و ليست منها النية، لأنها ركن، كما تقدم، و يجب تجديدها لكل يوم صامه؛ و لا بد من تبييتها، أي وقوعها ليلاً قبل الفجر، و لو من المغرب؛ و لو وقع بعدها ليلاً ما ينافي الصوم، لأن الصوم يقع بالنهار لا بالليل؛ و إن كان الصوم فرضاً، كرمضان و الكفارة و النذر فلا بد من إيقاع النية ليلاً مع التعيين بأن يقول بقلبه: نويت صوم غد من رمضان، أو نذراً علي، أو نحو ذلك، و يسن أن ينطق بلسانه بالنية، لأنه عون للقلب، كأن يقول: نويت صوم غد عن أداء فرض رمضان الحاضر لله تعالى؛ و أما إن كان الصوم نفلاً فإن النية تكفي فيه و لو كانت نهاراً، بشرط أن تكون قبل الزوال، و بشرط أن لا يسبقها ما ينافي الصوم على الراجح، و لا يقوم مقام النية التسحر في جميع أنواع الصوم، إلا إذا خطر له الصوم عند التسحر و نواه، كأن يتسحر بنية الصوم، و كذلك إذا امتنع من الأكل عند طلوع الفجر خوف الإفطار. فيقوم هذا مقام النية.
الحنفية قالوا:
🌺 شروط الصيام ثلاثة أنواع:
💍 شروط وجوب.
💍 و شروط وجوب الأداء.
💍 و شروط صحة الأداء.
💎 فأما شروط الوجوب، فهي ثلاثة:
🌹 أحدها: الإسلام فلا يجب على الكافر لأنه غير مخاطب بفروع الشريعة كما تقدم، و كذا لا يصح منه لأن النية شرط لصحته كما سيأتي؛ و قد تقدم أن النية لا تصح إلا من مسلم؛ فالإسلام شرط للوجوب و للصحة.
🌹 ثانيها العقل فلا يجب على المجنون حال جنونه و لو جن نصف الشهر. ثم أفاق. وجب عليه صيام ما بقي. و قضاء ما فات، أما إذا أفاق بعد فراغ الشهر، فلا يجب عليه قضاؤه، و مثل المجنون المغمى عليه. و النائم إذا أصيب بمرض النوم قبل حلول الشهر، ثم ظل نائماً حتى فرغ الشهر .
🌹 ثالثها: البلوغ، فلا يجب الصيام على صبيّ، و لو مميزاً، و يؤمر به عند بلوغ سبع سنين، و يضرب على تركه عند بلوغ سنه عشر سنين إن أطاقه.
💎 و أما شروط وجوب الأداء فاثنان:
🌷 أحدهما: الصحة، فلا يجب الأداء على المريض، و إن كان مخاطباً بالقضاء بعد شفائه من مرضه.
🌷 ثانيهما: الإقامة، فلا يجب الأداء على مسافر، و إن وجب عليه قضاءه.
💎 و أما شروط صحة الأداء. فاثنان أيضاً:
🌹 أحدهما: الطهارة من الحيض و النفاس؛ فلا يصح للحائض و النفساء أداء الصيام و إن كان يجب عليهما.
🌹 ثانيهما: النية؛ فلا يصح أداء الصوم إلا بالنية تمييزاً للعبادات عن العادات. و القدر الكافي من النية أن يعلم بقلبه أنه يصوم كذا؛ و يسن له أن يتلفظ بها؛ و وقتها كل يوم بعد غروب الشمس إلى ما قبل نصف النهار. و النهار الشرعي: من انتشار الضوء في الأفق الشرقي عند طلوع الفجر إلى غروب الشمس؛ فيقسم هذا الزمن نصفين. و تكون النية في النصف الأول بحيث يكون الباقي من النهار إلى غروب الشمس أكثر مما مضى، فلو لم يبيت النية بعد غروب الشمس حتى أصبح بدون نية ممسكاً، فله أن ينوي إلى ما قبل نصف النهار.
كما سبق؛ و لا بد من النية لكل يوم من رمضان، و التسحر نية، إلا أن ينوي معه عدم الصيام و لو نوى الصيام في أول الليل، ثم رجع عن نيته قبل طلوع الفجر صح رجوعه في كل أنواع الصيام، و يجوز صيام رمضان، و النذر المعين، و النفل بنية مطلق الصوم، أو بنية النفل من الليل إلى ما قبل نصف النهار، و لكن الأفضل تبييت النية و تعيينها: و نوى صوماً واجباً، فإنه يقع عن ذلك الواجب، لأنه مرخص له بالفطر حال السفر؛ أما القضاء و الكفارة و النذر المطلق، فلا بد من تبييت النية فيها و تعيينها، أما صيام الأيام المنهي عنها، كالعيدين، و أيام التشريق، فإنه يصح، و لكن مع التحريم، فلو نذر صيامها صح نذره، و وجب عليه قضاؤها في غيرها من الأيام، و لو قضاه فيها صح مع الإثم.
المالكية قالوا:
🌺 للصوم شروط وجوب فقط.
💍 و شروط صحة فقط.
💍 و شروط وجوب و صحة معاً.
🌺 أما شروط الوجوب فهي اثنان:
🌷 البلوغ.
🌷 و القدرة على الصوم.
فلا يجب على صبي، و لو كان مراهقاً، و لا يجب على الولي أمره به و لا يندب، و لا على العاجز عنه.
🌺 و أما شروط صحته فثلاثة:
🌹 الإسلام، فلا يصح من للكافر، و إن كان واجباً عليه، و يعاقب على تركه زيادة على عقاب الكفر.
🌷 و الزمان القابل للصوم، فلا يصح في يوم العيد.
🌷 و النية على الراجح. و سيأتي تفصيل أحكامها .
🌺 و شروط وجوبه و صحته معاً ثلاثة:
💍 العقل، فلا يجب على المجنون و المغمى عليه، و لا يصح منهما، و أما وجوب القضاء، ففيه تفصيل حاصله:
أنه إذا أغمي على الشخص يوماً كاملاً من طلوع الفجر إلى غروب الشمس أو أغمي عليه معظم اليوم، سواء كان مفيقاً وقت النية أو لا في الصورتين، أو أغمي عليه نصف اليوم أو أقله، و لم يكن مفيقاً وقت النية في الحالتين فعليه القضاء بعد الإفاقة في كل هذه الصور، أما إذا أغمى عليه اليوم أو أقله، و كان مفيقاً وقت النية في الصورتين: فلا يجب على التقصاء متى نوى قبل حصول الإغماء، و الجنون كالإغماء في هذا التفصيل، و يجب عليه القضاء على التفصيل السابق إذا جن أو أغمي عليه، و لو استمر ذلك مدة طويلة، و السكران كالمغمى عليه في تفصيل القضاء سواء كان السكر بحلال أو حرام، و أما النائم فلا يجب عليه قضاء ما فاته و هو نائم متى بيت النية في أول الشهر.
💍 الشرط الثاني: النقاء من دم الحيض و النفاس. فلا يجب الصوم على حائض و لا نفساء و لا يصح منهما. و متى طهرت إحداهما قبل الفجر، و لو بلحظة، وجب عليها تبييت النية، و يجب على الحائض و النفساء قضاء ما فاتهما من صوم رمضان بعد زوال المانع.
💍 الشرط الثالث: دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت الشهر، و لا يصح، أما النية فهي شرط لصحة الصوم الراجح، كما تقدم، و هي قصد الصوم، و أما نية التقرب إلى الله تعالى فهي مندوبة، فلا يصح صوم فرضاً كان أو نفلاً؛ بدون النية. و يجب في النية تعيين المنوي بكونه نفلاً أو قضاءً أو نذراً مثلاً؛ فإن جزم بالصوم و شك بعد ذلك هل نوى التطوع أو النذر أو القضاء انعقد تطوعاً، و إن شك هل نوى النذرأو القضاء، فلا يجزئ عن واحد منهما و انعقد نفلاً، فيجب عليه إتمامه، و وقت النية من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، فلو نوى الصوم في آخر جزء من الليل بحيث يطلع الفجر عقب النية صحت، و الأولى أن تكون متقدمة على الجزء الأخير من الليل؛ لأنه أحوط، و لا يضر ما يحدث بعد النية من أكل أو شرب؛ أو جماع أو نوم، بخلاف الإغماء، و الجنون إذا حصل أحدهما بعدها؛ فتبطل؛ و يجب تجديدها، و إن بقي وقتها بعد الإفاقة، و لا تصح النية نهاراً في أي صوم، و لو كان تطوعاً، و تكفي النية الواحدة في كل صوم يجب تتابعه، كصيام رمضان، و صيام كفارته، و كفارة القتل أو الظهار ما دام لم ينقطع تتابعه، فإن انقطع التتابع بمرض أو سفر أو نحوهما، فلا بد من تبييت النية كل ليلة و لو استمر صائماً على المعتمد، فإذا انقطع السفر و المرض كفت نية للباقي من الشهر، و أما الصوم الذي لا يجب فيه التتابع، كقضاء رمضان و كفارة اليمين، فلا بد فيه من النية كل ليلة، و لا يكفيه نية واحدة في أوله، و النية الحكمية كافية، فلو تسحر، و لم يخطر بباله الصوم، و كان بحيث لو سئل لماذا تتسحر؟ أجاب بقوله: إنما تسحرت لأصوم، كفاه ذلك.
الحنابلة قالوا:
💎 شروط الصوم ثلاثة أقسام:
🌹 شروط وجوب فقط.
🌹 و شروط صحة فقط.
🌹 و شروط وجوب و صحة معاً.
💎 فأما شروط الوجوب فقط، فهي ثلاثة:
🌷 الإسلام.
🌷 و البلوغ.
🌷 و القدرة على الصوم.
فلا يجب على صبي، و لو كان مراهقاً، و يجب على وليه أمره به إذا أطاقه، و يجب أن يضربه إذا امتنع، و لا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه، و أما المريض الذي يرجى برؤه فيجب عليه الصيام إذا برأ، و قضاء ما فاته من رمضان .
💎 و أما شروط الصحة فقط فهي ثلاثة:
🌹 أولها: النية: و وقتها الليل من غروب الشمس إلى طلوع الفجر إن كان الصوم فرضاً أما إذا كان الصوم نفلاً فتصح نيته نهاراً، و لو بعد الزوال إذا لم يأت بمناف للصوم من أكل أو شرب مثلاً من أول النهار، و يجب تعيين المنوي من كونه رمضان أو غيره؛ و لا تجب نية الفرضية، و تجب النية لكل يوم؛ سواء رمضان و غيره.
🌹 ثانيها: انقطاع دم الحيض.
🌹 ثالثها: انقطاع دم النفاس؛ فلا يصح صوم الحائض و النفساء، و إن وجب عليهما القضاء.
💎 و أما شروط الوجوب و الصحة معاً، فهي ثلاثة:
🌷 الإسلام؛ فلا يجب الصوم على كافر، و لو كان مرتداً؛ و لا يصح منه.
🌷 و العقل، فلا يجب الصوم على مجنون، و لا يصح منه.
🌷 و التمييز فلا يصح من غير مميز كصبي لم يبلغ سبع سنين، لكن لو جن في أثناء يوم من رمضان أو كان مجنوناً و أفاق أثناء يوم رمضان وجب عليه قضاء ذلك اليوم، و أما إذا جنَّ يوماً كاملاً أو أكثر، فلا يجب عليه قضاؤه بخلاف المغمى عليه، فيجب عليه القضاء، لو طال زمن الإغماء، و السكران و النائم، كالمغمى عليه، لا فرق بين أن يكون السكران معتدياً بسكره أو لا .
__________________
اللهم لا إله إلا أنت سبحانك
اللهم إنهم عبيدك و أبناء عبيدك
أهلي في سوريا خذ بيدهم و ارحمهم من هذه الفتن ، و انشر السلام و الأمن في ديارهم
يا رب نصرك ، يا رب نصرك ، يا رب نصرك
رد مع اقتباس