فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > اقسام الحياة العامه > النصح و التوعيه

النصح و التوعيه مقالات , إرشادات , نصح , توعيه , فتاوي , احاديث , احكام فقهيه



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم December 8, 2009, 02:28 PM
 
بسم الله الرحمن الرحيم بيان الشرك عند علماء الشافعية

ارجو القراءة لاخذ الحيطة--------------------------------------------------------------------------------تعريف الشرك عند علماء الشافعيةقال الزهري الشافعي (( والشرك أن تجعل لله شريكاً في ربوبيته )) تهذيب اللغة (10 /16 ) وقال الراغب الاصفهانى )) الشرك العظيم هو إثبات شريك لله تعالى يقال أشرك فلان با لله وذلك أعظم كفر )) المفردات للاصبهاني وقال الحافظ ابن كثير (( الشرك الأعظم يعبد مع الله غيره )) سورة يوسف آية (106) التفسير (2/512) يستفاد مما تقدم أن الشرك عند علماء الشافعية : هو أن تجعل شريك لله تعالى في ربوبيته أو إلهيته والغالب الإشراك في الألوهية بأن يدعوا مع الله غيره أو يصرف له شيئاً من أنواع العبادات كا الذبح والنذر والخوف والرجاء والمحبة .قال ابن كثير (( فإن غالب الأمم كانت مقرة بالصانع ولكن تعبد معه غيره من الوسائط التي يظنونها تنفعهم أو تقربهم من الله زلفى )) قال الإمام الطبري عند قوله تعالى: وَإِذَا مَسَّ الإنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار [الزمر8]. قال الطبري « كانت العرب تقر بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك به في عبادته» (تفسير الطبري 1/128).وقال الإمام ابن كثير عند تفسير قوله تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله ألا وهم مشركون )) قال ابن عباس من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم : من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال، قالوا الله وهم مشركون به . وكذا قال مجاهد وعطاء وعكرمة وفي الصحيحين: أن المشركين كانوا يقولون في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك وفي صحيح مسلم أنهم كانوا إذا قالوا لبيك لا شريك لك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( قد قد )) أي حسب حسب لا تزيدوا على هذا )) سورة يوسف آية (106) (3/512) وقال الحافظ ابن حجر (( وقال عكرمة في قوله تعالى (( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) قال يسألهم من خلقهم و من خلق السموات و ألأرض؟ فيقولون الله فذلك إيمانهم وهم يعبدون غيره )) وذكر نحوه عن ابن عباس كما مر معنا سابقاً . الفتح (13/ 490) باب قوله تعالى (( فلا تجعلوا الله أنداداً )) وراجع تفسير ابن كثير عند قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )9 الزخرف (87) وهذا الإيمان الذي أقرت به غالب الأمم أطلق عليه العلماء توحيد الربوبية : وهو إفراد الله بالخلق والملك والتدبير .وإيمانهم بتوحيد الربوبية فقط لا يكفي لذلك لم يدخلهم في الإسلام .والتوحيد الذي نازع فيه المشركون الرسل هو توحيد الالوهيه : وهو إفراد الله بالعبادة .وهذا هو معنى لااله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله. قال تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسول أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ))قال الإمام ابن كثير عند قوله تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس و القمر ليقولن الله فأنى يؤفكون)) آية ( 61 )((يقول تعالى مقرراً أنه لا إله إلا هو لأن المشركين الذين يعبدون غيره معترفون بأنه المستقل بخلق السموات والأرض و الشمس والقمر وتسخير الليل والنهار وأنه الخالق الرازق لعباده ومقدر آجالهم ..... فذكر أنه المستقل بخلق الأشياء المنفرد بتدبيرها فإذا كان الأمر كذلك فلم يُعبد غيره ؟ ولم يتوكل على غيره ؟ فكما أنه الواحد في ملكه فليكن الواحد في عبادته،وكثيرا ما يقرر تعالى مقام الإلهية بالإعتراف بتوحيد الربوبية وقد كان المشركون يعترفون بذلك كما يقولوا في تلبيتهم لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك )).معنى لا إله إلا اللهقال الخطيب الشربيني عند شرحه لمقدمة كتاب المنهاج (لا إله) أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله ) مغني المحتاج(1/13)وقال السيوطي عند تفسير آية الكرسي (الله لا إله إلا هو)(أي لا معبود بحق في الوجود إلا هو)جاء عن علماء الشافعية النهي عن نماذج من الشرك منها:1- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة كما قال تعالى ((والذين اتخذوا من دون الله أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ))الزمر(3)قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية أي إنما يحملهم على عبادتهم لهم أنهم عمدوا إلى أصنام اتخذوها على صورة الملائكة المقربين في زعمهم فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله تعالى في نصرهم ورزقهم وما ينوبهم من أمور الدنيا فأما المعاد فكانوا جاحدين له كافرين له ، قال قتادة والسدي ومالك عن زيد بن أسلم وابن زيد (( إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) إي ليشفعوا لنا ويقربونا عنده منزلة ولهذا كانوا جاحدين له كافرين يقولون في تلبيتهم إذا حجوا في جاهليتهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك ، وهذه الشبهة هي التي اعتمدها المشركون في قديم الدهر وحديثة وجاءتهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بردها والنهي عنها والدعوة إلى إفراد الله وحدة لا شريك له وأن هذا شيء اخترعه المشركون من عند أنفسهم لم يأذن الله فيه ولا رضي به، بل أبغضه ونهى عنه. وأخبر أن الملائكة التي في السموات من الملائكة المقربين وغيرهم كلهم عبيد خاضعون لله لا يشفعون عنده إلا بإذنه لمن ارتضى وليسوا عنده كالأمراء عند ملوكهم يشفعون عنده بغير إذنهم فيما أحبه الملوك وأبوه ((فلا تضربوا لله الأمثال )) تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا .وذكر التفتازاني أن شرك المشركين وقع حين « مات منهم من هو كامل المرتبة عند الله اتخذوا تمثالاً على صورته وعظموه تشفعاً إلى الله تعالى وتوسلاً» (شرح المقاصد4/ 41).وهذا ما يؤكده العلماء دائماً أن نوع شرك المشركين السابقين: هو شرك تشفع وتوسل بالصالحين ليقربوهم إلى الله زلفى. وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ [يونس18].وقال الفخر الرازي الشافعي رحمه الله في تفسيره (17/59) (اختلفوا في أنهم قالوا في الأصنام أنهم شفعاؤنا عند الله.....))فذكر صور منها قوله : ((ورابعها أنهم وضعوا هذه الأصنام والأوثان على صورة أنبيائهم وأكابرهم وزعموا متى اشتغلوا بعبادة هذه التماثيل فإن أولئك الأكابر تكون شفعاء لهم عند الله ونظيره في هذا الزمان اشتغال كثير من الخلق بتعظيم قبور ألأكابر على اعتقادهم أنهم إذا عظموا قبورهم فإنهم يكونون لهم شفعاء عند الله )) .وقال أيضاً في تفسيره (25/254): (( واعلم أن المذاهب المفضية إلى الشرك أربعة......)) فذكر ثلاثة ثم قال ((رابعها قول من قال :أن نعبد الأصنام التي هي صور الملائكة ليشفعوا لنا فقال تعالى في إبطال قوله(( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) فلا فائدة لعبادتكم غير الله فإن الله لا يأذن في الشفاعة لمن يعبد غيره فبطلبكم الشفاعة تفوتون على أنفسكم الشفاعة ))فتأمل :أن من طلب الشفاعة فوت على نفسه الشفاعة التي تكون يوم القيامة لأنها لا تنال إلا بالتوحيد.وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى ((وأن الوثني إذا قال:لا إله إلا الله فإن كان يزعم أن الوثن شريك لله تعالى صار كافرا وإن كان يري أن الله تعالى هو الخالق ويعظم الوثن لزعمه أنه يقربه إلى الله تعالى لم يكن مؤمناً حتى يتبرأ من عبادة الوثن ))(7/303) كتاب الردة من كتاب روضة الطالبين للإمام النووي.2- الدعاء لغير الله :لأنه بهذا القيد يدخل حيز العبادة ويسمى دعاء عبادة فلا يجوز صرفه لغير الله وعلى ذلك دلت الأدلة الكثيرة، قال تعالى ((ولا تدع من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك من الظالمين )) ومن ذلك الاستعانة والاستغاثة فالقول فيها واحد فإنها إذا صرفت لغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا الصرف شرك أكبر وأما إذا كانت في أمور يقدر عليها المستعاذ والمستغاث و المستعان فهذا لا بأس به و لا يكون من العبادة في شيء وذلك لكون الاستعانة والاستغاثة والاستعاذة طلب والطلب دعاء كما هو معروف .تعريف الدعاء: قال الحافظ ابن حجر: « الدّعاء هو غاية التّذلّل والافتقار » [فتح الباري 11/95]. وقال مثله الزبيدي [فتح الباري 11/149 وانظر إتحاف السادة المتقين 5/4] قال الفخر الرازي: « المقصود من الدعاء إظهار الذلة والانكسار » وقال: « وقال الجمهور الأعظم من العقلاء: الدعاء أعظم مقامات العبادة » [لوامع البينات شرح أسماء الله تعالى والصفات ص91 تحقيق طه عبد الرؤوف سعد ط: دار الكتاب العربي].وذكر الحليمي: « أن الدعاء من التخشع والتذلل لأن كل من سأل ودعا فقد أظهر الحاجة وباح واعترف بالذلة والفقر والفاقة لمن يدعوه ويسأله » [المنهاج في شعب الإيمان 1/517 ط: دار الفكر 1979]. قال ابن قتيبة في قوله تعالى: وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين [البقرة23]. « أي ادعوهم ليعاونوكم على سورة مثله، ومعنى الدعاء ههنا الاستغاثة، ومنه دعاء الجاهلية وهو قولهم: يا آل فلان، إنما هو استغاثتهم» (غريب القرآن43). وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي [غافر60]. قال السدي: أي دعائي (تفسير الطبري 16/51 الجزء 24 ص51). قال الحافظ « وضع عبادتي موضع دعائي» (فتح الباري 11/95) وهذا دليل على أن الدعاء مستلزم للعبادة. أليس الله بكاف عبده [الزمر36]. قال الزبيدي « وقبيح بذوي الإيمان أن ينزلوا حاجتهم بغير الله تعالى مع علمهم بوحدانيته وانفراده بربوبيته وهم يسمعون قوله تعالى  أليس الله بكاف عبده. (إتحاف السادة المتقين 9/498 و5/119).قال الإمام الذهبي الشافعي رحمه الله أثناء ترجمته لنفيسة بنت الحسن رحمهم الله ((...وللجهلة المصريين فيها اعتقاد يتجاوز الوصف ولا يجوز مما فيه من الشرك ويسجدون لها ويلتمسون منها المغفرة وكان ذلك من دسائس العبيدية)) السير (10/106)الشاهد أنه عد من الشرك التماس أو طلب المغفرة من السيدة نفيسة والمغفرة من خصائص الله وحدة لا شريك له.وقال الشهرستاني الشافعي ((.....القوم لما عكفوا على التوجه إليها الأصنام كان عكوفهم ذلك عباده وطلبهم الحوائج منها إثبات إلهية لها )) الملل والنحل (2/259)عدّ رحمه الله طلب الحوائج من الأصنام إثبات لإلهيتها فدل على أن الإله الحق هو الذي يخص بطلب الحوائج .قلت: ويدل على ذلك قوله تعالى ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله .....)) النمل (62 )وقد نبه ابن الأثير إلى أن الدعاء مشتمل على أمرين عظيمين:احدهما: انه امتثال أمر الله تعالى حيث قال(( ادعوني أستجيب لكم ))والثاني: ما فيه من قطع الأمل عما سوى الله وتخصيصه وحده بسؤال الحاجات النهاية في غريب الحديث(4/305)قال ابن كثير –رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى ))وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه))((أي عند الحاجة يتضرع ويستغيث بالله وحده لاشريك له إلى أن قال : وفي حال العافية يشرك بالله ويجعل له أندادا "قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار" أي قل لمن هذه حالته وطريقته ومسلكه تمتع بكفرك قليلا وهو تهديد شديد ووعيد أكيد)) الزمرآية(8)وقد كان شرك الأولين في الرخاء أما في الشدة فإنهم يخلصون الدعاء لله كماقال تعالى ((فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون))العنكبوت آية 65قال ابن كثير عند تفسير هذه الآية ((..أخبر تعالى أنهم عند الأضطرار يدعونه وحده لاشريك له فهلا يكون هذا منهم دائما))قال الإمام النووي رحمه الله(...وقوله (صلى الله عليه وسلم )إذا سالت فاسأل الله)إشارة إلى أن العبد لا ينبغي أن يعلق سره بغير الله بل يتوكل عليه في سائر أموره ، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه كطلب الهداية والعلم والفهم في القرآن والسنة وشفاء المرض وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب ألآخرة، سأل ربه ذلك، وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقة ،كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول:اللهم أحنن علينا قلوب عبادك وإمائك وما أشبة ذلك.ولا يدعوا الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه ( صلى الله عليه وسلم ) سمع علياً يقول : (اللهم اغننا عن خلقك ) فقال: (لا تقل هذا فإن الخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ولكن قل (اللهم اغننا عن شرار خلقك ) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم .)) شرح الأربعين النووية للنووي الحديث(19) .3- السجود لغير الله :قال ابن الحجر الهيثمي رحمه الله تحت باب الأفعال والأقوال المكفرة(( ومنها ما يفعله كثيرون من الجهلة من السجود بين يدي المشايخ إذا قصدوا عبادتهم أو التقرب إليهم.لا إن قصدوا تعظيمهم أو أطلقوا فلا يكون كفراً بل هو حراماً قطعاً )) الإعلام بقواطع الإسلام.لورود النهي عن ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال (( لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )) من حديث أبي هريرة وغيرة أخرجه الترمذي وغيرة.وقال الإمام النووي ((وأما ما يفعله عوام الفقراء وشبههم من سجودهم بين يدي المشايخ وربما كانوا محدثين فهو حرام بإجماع المسلمين.....))وسئل ابن الصلاح عن هذا السجود الذي قدمناه فقال (( هو من عظائم الذنوب ونخشى أن يكون كفراً.)) المجموع (2/44) مس المصحف محدثا4- الذبح لغير الله :والذبح الذي يكون صرف لغير الله شرك هو الذبح للغير تعبداً أو تقرباً له كالذبح للأولياء و الصالحين وأما الذبح للغير بنيه إكرامه فلا شيء فيه بل هو مأمور به وأما الذبح بنية الاستمتاع باللحم فهنا أقل أحواله الإباحة .قال الإمام النووي ((وأما الذبح لغير الله فالمراد به أن يذبح باسم غير الله كمن ذبح للصنم أو الصليب أو لعيسى أو لموسى (صلى الله عليهما ) أو للكعبة ونحوا ذلك فكل هذا حرام ولا تحل هذه الذبيحة سواء كان الذابح مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً نص عليه الشافعي واتفق عليه ألأصحاب فإن قصد مع ذلك تعظيم المذبوح له غير الله تعالى والعبادة له كان ذلك كفراً ، فإن كان الذابح مسلماً قبل ذلك صار بالذبح مرتداً ذكر الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا : أن ما يذبح عند استقبال السلطان تقرباً إليه أفتى أهل نجارة بتحريمه لأنه أهل بة لغير الله تعالى ،قال الرافعي ((هذا أنما يذبحونه استبشاراً بقدومه فهو كذبح العقيقة لولادة المولود ومثل هذا لا يوجب التحريم والله أعلم ))(7/157) شرح مسلم باب تحريم الذبح لغير اللهوقال الإمام الرافعي الشافعي رحمه الله ((اعلم أن الذبح للمعبود وباسمه نازل منزلة السجود له وكل واحد منهما نوع من أنواع التعظيم والعبادة المخصوصة بالله تعالى الذي هو المستحق للعبادة )) العزيز شرح الوجيز (12/84)5- النذر لغير الله : فالنذر عبادة وقربة لا يجوز أن يصرف لغير الله قال تعالى (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً)وقد سئل الإمام ابن حجر الهيثمي الشافعي رحمه الله عن النذر لقبور الأولياء و المساجد و للنبي (صلي الله عليه وسلم ) بعد وفاته قال : ((النذر للولي إنما يقصد به غالبا ً التصدق عنه لخدام قبره وأقاربه وفقرائه فإن قصد النادر شيئاً من ذلك أو أطلق صح وأن قصد التقرب لذات الميت كما يفعله أكثر الجهلة لم يصح وعلى هذا الأخير يحمل إطلاق أبي الحسن الأزرق عدم صحة النذر للميت ....)) الفتاوى (4/284)وعلل بطلان النذر الذي يريد به صاحبه التقرب لمن في القبر بقوله ((لأن القرب إنما يتقرب بها إلى الله تعالى لا إلى خلقه )) المصدر السابقفجعل النذر للقبر محتمل لمعنى صحيح ومعنى فاسد أما الفاسد فهو الذي بينه ألأذرعي وغيره من أرادة غير الله بالنذر والمعنى الصحيح جعله لمن نذر صدقة لزوّار القبور وخدّامها.وما قاله ابن حجر أن الغالب علي الناذرين للقبور الذي صححه غير مسلّم بل ما نص عليه ابن حجر من قبل والأذرعي .وبالجملة فإن ابن حجر يقرر ما قرره أصحابه من منع التقرب إلى غير الله بالنذر بالنظر أن القرب لا يحل أن يراد بها احد من الخلق .واعلم أن تصحيح ابن حجر النذر للقبر إذا قصد الناذر الصدقة نظراً ظاهراً6- الطواف بالقبور :الطواف هو عبادة عظيمة والتي لا يجوز أن تفعل ببقعة من ألأرض إلا بيت الله الحرامقال تعالى ( ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوّفوا بالبيت العتيق) الحج (29)قال الإمام النووي رحمه الله ( الطواف صلاة فيتأدب بآدابها ويستشعر بقلبه عظمه من يطوف ببيته )) المجموع (8/46)وقال الإمام ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى ( وطهر بيتي للطائفين ..))قال (( فالطائف به معروف وهو أخص العبادات عند البيت فإنه لا يفعل ببقعة من الأرض سواها (والقائمين ) أي في الصلاة ولهذا قال (والركع السجود ) فقرن الطواف بالصلاة لأنهما لا يشرعان إلا مختصتين بالبيت فالطواف عنده والصلاة إليه في غالب الأحوال إلا ما استثني ))(3/226) سورة الحجقال الإمام النووي : (( و لا يجوز أن يطاف بقبره صلى الله عليه وسلم ويكره إلصاق البطن والظهر بجدار القبر قاله أبو عبيد الله الحليمي وغيرة , قالوا ويكره مسحه باليد وتقبيله بل الأدب أن يبعد منه كما يبعد منه من حضرة في حياته ( صلى الله عليه وسلم ) هذا هو الصواب الذي قاله العلماء وأطبقوا عليه و لا يغتر بمخالفه كثير من العوام وفعلهم كذلك فإن الاقتداء و العمل إنما يكون بالأحاديث الصحيحة وأقوال العلماء ولا يلتفت إلى محدثات العوام و غيرهم و جهالاتهم وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة ( رضي الله عنها ) أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال : (( من أحدث في ديننا ما ليس منه فهو رد )) و عن أبي هريرة ( رضي الله عنه ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) (( لا تجعلوا قبري عيدا ً , وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم )) . وقال الفضيل بن عياض ما معناه : اتبع طرق الهدى و لا يضرك قلة السالكين و إياك وطرق الضلالة و لا تغتر بكثرة الهالكين .ومن خطر بباله أن المسح باليد و نحوه أبلغ في البركة فهو من جهالته و غفلته لأن البركة إنما هي فيما وافق الشرع و كيف يبتغي الفضل في مخالفة الصواب )) المجموع (8/257 258) كتاب الحج .وسائل الشرك التي حذر منها علماء الشافعيةحماية لجناب التوحيد:اعلم رحمك الله أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى وحرس جناب التوحيد وحمى التوحيد وسد كل طريق توصل إلى الشرك فإن في سنته - صلى الله عليه وسلم - من الدلائل على قاعدة سد الذرائع الشيء الكثير وأعظم الذرائع التي يجب أن تسد ذرائع الشرك التي توصل إليه ومن تلك الذرائع قول القائل :أنت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا ونحو ذلك فإن مثل هذه الأقوال فيها من التعظيم الذي لا يجوز أن يواجه به بشر فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - لكن كره المواجهة فحماية النبي - صلي الله عليه وسلم - حمى التوحيد ،وسد طرق الشرك كان في جهة الاعتقادات ومن جهة الأقوال والأفعال ،فإذا تأملت سننه وما جاء عنه وجدت أنه - عليه الصلاة والسلام - سد الباب في الاعتقادات الباطلة وسد الباب في الأفعال الباطلة كقولة : ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) وسد الباب أيضاً في الأقوال التي توصل إلى الغلو المذموم فقال : (( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد فقولوا :عبدالله ورسوله )).وفي هذا المبحث سنتناول ((وسائل الشرك التي حذر منها علماء الشافعيةحماية لجناب التوحيد )) فعلماء الشافعية رحمهم الله لهم جهود مشكورة في سد منافذ الشرك حماية لجناب التوحيد فقد جاء عن الإمام الشافعي وأتباعه النهي عن ما هو من وسائل الشرك كتجصيص القبور وتعليتها والبناء عليها و الكتابة عليها وإسراجها واتخاذها مساجد والصلاة إليها وتقبيلها ومسحها باليد أو قول ماشاء الله وشاء فلان ....... الخ.قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ((يكره أن يجصص القبر وأن يكتب عليه اسم صاحبه أو غير ذلك وأن يبنى عليه )) المجموع (5/226)وقال أيضاً (( ورأيت من الولاة من يهدم ما بني فيها ولم أرى الفقهاء يعيبون عليه ذلك ولأن في ذلك تضييقاً على الناس )) المصدر السابقوقال: (( وأكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنه عليه وعلى من بعدة من الناس )) المهذب (1/456)وقال الإمام النووي رحمه الله تعالى : (( واتفقت نصوص الشافعية والأصحاب على كراهة بناء مسجد على القبر سواء كان الميت مشهوراً بالصلاح أو غيره لعموم الأحاديث ، قالوا :وتكره الصلاة إلى القبور سواء كان الميت صالحاً أو غيرهقال الحافظ أبو موسى قال الإمام أبو الحسن الزعفراني رحمه الله: ((ولا يصلي إلى قبر ولا عنده تبركاً به وإعظاماً له للأحاديث والله أعلم )) كتاب الجنائز من المجموعقالت عائشة( رضي الله عنها ) قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) في مرضه الذي لم يقم منه (( لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا فبور أنبيائهم مساجد ))قالت ((فلولا ذلك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً )) مسلم (5/12)قال الإمام النووي في شرح هذا الحديث (( قال العلماء إنما نهى النبي ( صلي الله عليه وسلم ) عن اتخاذ قبره وقبر غيره مسجداً خوفاً من المبالغة في تعظيمه والافتتان به ، فربما أدى ذلك إلى الكفر كما جرى لكثير من الأمم الخالية، ولما احتاجت الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين - والتابعون إلى الزيادة في مسجد الرسول- صلى الله عليه وسلم - حين كثر المصلون وامتدت الزيادة في مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ‘إلى أن أدخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة -رضي الله عنها - مدفن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) وصاحبيه أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما - بنوا على القبر حيطاناً مرتفعة مستديرة حوله ، لئلا يظهر فيصلي إليه العوام ، ويؤدى إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين ،وحرفوهما حتى التقيا ،حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر ،ولهذا قال في الحديث ((ولولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً والله اعلم بالصواب ))(5/24)قلت : هذا الكلام من الإمام النووي - رحمه الله- فيه رد على الذين يحتجون بكون قبر النبي - صلي الله عليه وسلم - في مسجده .قطع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - للشجرة التي بايع تحتها رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بيعة الرضوانقال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/448) ((...أن عمر بلغه أن قوماً يأتون الشجرة فيصلون عندها فتوعدهم ثم أمر بقطعها فقطعت )) قال الحافظ (( وبيان الحكمة في ذلك وهو ألا يحصل بها افتتان لما وقع تحتها من الخير فلو بقيت لما أمن تعظيم بعض الجهال لها حتى ربما أفضى بهم إلى اعتقاد أن لها نفعاً أو ضراً كما نراه اليوم مشاهداً فيما هو دونها ،وإلى ذلك أشار ابن عمر بقوله ((كانت رحمة )) أي كان إخفاؤها عليهم رحمة من الله تعالى ))(6/118)بيان أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين :قال الإمام ابن كثير ((قال عبدالله بن عباس وغير واحد من علماء التفسير كان أول ماعبدت الأصنام أن قوما صالحين ماتوا فبنى قومهم عليهم مساجد وصوروا صور أولئك فيها ليتذكروا حاله وعبادته فيتشبهوا بهم فلما طال الزمان جعلوا أجسادا على تلك الصور فلما تمادى الزمان عبدوا تلك الأصنام وسموها بأسماء الصالحين ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا))(2/232)آية(59)من سورة الأعراف قال الحافظ ابن حجر العسقلاني « وقصة الصالحين كانت مبتدأ عبادة قوم نوح لهذه الأصنام، ثم تبعهم من بعدهم على ذلك». وذكر أنهم كانوا يتبركون بدعاء سواع وغيره من الصالحين ويتمسحون بصورته». (فتح الباري 8: 668 – 669). فعبادة الأصنام منشؤها الغلو في الصالحين وقد بنوها لتذكرهم بالصالحين من أنبياء وأولياء.وقال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى (( أفرءيتم اللات والعزى))((..وحكي عن ابن عباس ومجاهد والربيع بن أنس أنهم قرأوا اللات بتشديد التاء وفسروه بأنه رجلا يلت للحجيج في الجاهلية السويق فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه))(4/271) سورة النجموقال ابن حجر المكي الهيثمي: ))الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها و اتخاذها أوثاناً والطواف بها واستلامها والصلاة إليها ..... ثم قال تنبيه : عُدّ هذه ستة من الكبائر وقع في كلام بعض الشافعية ،كأنه أخذ مما ذكرته من هذه الأحاديث ووجه أخذ القبر مسجداً منها واضح لأنة يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن من فعل ذلك وجعل من فعل ذلك بقبور صلحائه شر الخلق عند الله يوم القيامة ففيه تحذير لنا كما في رواية )) يحذر ما صنعوا )) أي يحذر أمته بقوله لهم ذلك من أن يصنع كصنع أولئك فيلعنوا كما لعنوا واتخاذ القبر مسجداً معناه الصلاة عليه أو إليه وحينئذ فقوله :والصلاة إليها مكرر إلا أن يراد باتخاذها مساجد الصلاة عليها فقط نعم إنما يتجه هذا الأخذ إن كان القبر معظماً من نبي أو ولي كما أشارت إليه الرواية ((وإن كان فيهما الرجل الصالح )) ومن ثم قال أصحابنا : تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء و الأولياء ....ومثلها مثل: الصلاة عليه، والتبرك والإعظام، وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من ظاهر الأحاديث المذكورة ، وكأنه قاس على ذلك كل تعظيم للغير كإيقاد السرج عليه تعظيماً له وتبركاً به والطواف به كذلك ،وهو أخذ غير بعيد سيما وقد صرّح في الحديث المذكور آنفاً بلعن من اتخذ على القبر سرجاً .وأما اتخاذها أوثاناً فجاء النهى عنه بقوله - صلى الله عليه وسلم - ((لا تتخذوا قبري وثنا ًيعبد بعدي )) أي لا تعظموه تعظيم غيركم لأوثانهم بالسجود له أو نحوه إلى أن قال فإن أعظم المحرّمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناءها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لعن فاعله ، ويجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية الرسول- صلى الله عليه وسلم - لأنه نهى عن ذلك وأمر -صلى الله عليه وسلم - بهدم القبور المشرفة وتجب إزالة كل قنديل أو السرج على القبر ولا يصح وقفه ونذره )) الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/195)قال الإمام ابن كثير الشافعي-رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى(فلا تجعلوا لله أنداداً ))وقال الأنداد هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صخرة سوداء في ظلمة الليل ، وهو أن يقول والله وحياتك يا فلان وحياتي ويقول لولا كلبك هذا لأتانا اللصوص البارحة ولولا البط في الدار لأتى اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل لولا الله وفلان هذا كله به شرك .))ومن هنا يتبين لنا مدى تحذير علماء الشافعية من الشرك وعاقبته الوخيمة في الدنيا والآخرة.والله المستعان وعليه التكلانوصلى الله على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
__________________
رضيت بالله ربا وبي الاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا
رد مع اقتباس
  #2  
قديم December 8, 2009, 02:47 PM
 
رد: بسم الله الرحمن الرحيم بيان الشرك عند علماء الشافعية

جزاك الله خيرا
الحمد لله الذي هدانا و ما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله
__________________





ما دعوة أنفع يا صاحبي .... من دعوة الغائب للغائب


ناشدتك الرحمن يا قارئاً .... أن تسأل الغفران للكاتب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم @ستروميريا الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 12 June 27, 2009 01:52 AM


الساعة الآن 06:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر