غنيت ولم تسمعني الحور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



شاهدت نفسي ممتطيا تلك الفرس البيضاء .. أعبر في بحر أخضر وفيه أمواج سوداء

كنت أحمل قيثارة ذهبية .. رأيت الحوريات .. فذهبت كي أنتهز الفرصة .. فقلت :


سأغني عن الأفلاك وعن قمر الدجى
وعلام ذاك البدر يتحداني

أو سأقول عن النساء مدائحي
وجليل حبي أو كما يرياني

فأخذت قيثارا وصغت قصيدة
كتبت من شوقي ومن وجداني

وصففتهن على الأرائك نخبة
وكؤوس خمر دونهن صواني

وبدأت ألقي من تعاويذي لهن
ورأيت سحري خافقا بجناني

فأهز أوتار القثار كأنها
عصفت بزلزال من البركاني

ورأيتهن تصلبوا في ساحتي
والصلب صار من الحياة يعاني

وبينهن ملاكة لم تشرها
عين جني ولا إنساني

وكأن سوق البيع أخفق سهمها
عن دفع ما قد حركت أشجاني

ورأيت صفحات اللغات تقدمت
وطلبن أن يسكن في الشفتان

وعهدن لي صوغ البديع إلى هوى
وأقرأ الحوراء من قرآني

وكأن ساق الشعر قد بترت بها
كالسيف بارقة على الميدان

ولحاظها مثل النجوم شوارق
قد خلت أنها أثنت القمران

فمحوت قلبي من هواه إلى هوى
وهوى الجديدة في الحياة محاني

كأن شعر الغزل جاء لوجهها
وكأن كل العود جاء تهاني

وهكذا تبدأ سمفونيتي
قيثارتي وقصيدتي وعناني

قد غنى طرفي قبل أن ينطق فمي
فالسحر بيننا ربما اتصلان

حتى خلت أن العود قد غنى لها
من دون صوتي أو حراش يداني

فرأيتها قامت إلي تناجني
ورأيت أني عائش بتهاني

فقلبت نفسي فإذا ديك على
ذاك الجدار يقول قم ياجاني

فوجدت نفسي في فراشي نائما
وكل ما قد قيل ليس بعاني

فلا قصدت الحور حين رأيتها
ولم يكن صوتي وليس أغاني

كذبت حلوم في المنام رأيتها
ومؤول للحلم دون عياني

ولجت علي ككلبة في صحفة
نجس لها حالي وصرت أعاني

فنفثت في يسراي سبعا كاملا
ولعنت نوما حلمه شيطاني

من إنشائي ..