فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الموسوعة العلمية > بحوث علمية

بحوث علمية بحوث علمية , مدرسية , مقالات عروض بوربوينت , تحضير ,دروس و ملخصات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 16, 2011, 06:27 PM
 
الديمقراطية فى الإسلام

الديمقراطية فى الإسلام







بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الذى أنزل الكتاب بالقسط ليكون للعالمين نذيرا ، وأمر بالعدل ، وقام به ، فهو أعدل العادلين ، والصلاة والسلام على الهادى العادل البر ، خير البشرية ، وخاتم الرسالة .
وبعد : فهذا بحث موجز عرضنا فيه لنظرية الديمقراطية ، حيث تناولنا أصولها
اللغوية ، وانعكاس المعنى اللغوى على المعنى الاصطلاحى ، ثم تناولنا تاريخ الديمقراطية فى العصر الحديث ، ومن أين بدأت ، وكيف تطورت ، وإلى ماذا انتهت إليه ، وما هى أهم النظريات التى انبنت عليها الديمقراطية كنظرية القانون الطبيعى ، ونظرية العقد الاجتماعى ، والنفعية ، مبينين ملامح العصر التى ظهرت فيه ، والتطور السياسى الذى أدى إليها ، كما تناولنا التطور الاقتصادى وأثره فى تطور جذور الديمقراطية .

ثم كانت لنا وقفة خاصة مع الديمقراطية : النظرية -المبادئ -الوسائل والغايات ، فتكلمنا عن أهم مبادئ التى ساهمت فى تطور المسيرة الديمقراطية ، ووسائل وغايات الديمقراطية .
ثم أشرنا إلى أزمة الديمقراطية المعاصرة ووقوفها على مفترق الطرق ، موضحين المفارقة بين النظرية والتطبيق ، وأن مفكرى الغرب يحاولون الآن طرح بدائل للديمقراطية التقليدية ، فيما عرف باسم نظرية النخب الديمقراطية .
ثم يأتى بعد ذلك أهم موضوعات البحث ، وهو نقد نظرية الدميقراطية ، وخاصة من وجهة النظر الإسلامية ، منبهين على الخصوصية المتميزة للفكر والحضارة والإسلامية ، وأن ما أتت به الديمقراطية من حسنات ليس بمبرر كاف لإلصاق الإسلام بها ، أو إلصاقها بالإسلام ، وأنه بقدر ما هناك من أوجه تشابه بين الديمقراطية ونظام الحكم فى الإسلام ، بقدر ما هناك أوجه اختلاف وتميز ، بل لعل هذه الأخيرة أن تكون أكثر .
ومن هنا وقفنا بقوة أمام أهم الإشكاليات التى لا بد أن تراعى عند الخوض فى نقد الديمقراطية وبيان مدى قربها أو بعدها من النظام الإسلامى .
ومن بين القضايا التى تناولنها : إشكالية الخصوصية - إشكالية الأصول الفكرية والتاريخية - إشكالية التميز الإسلامى - إشكالية المثل والأخلاق - إشكالية المصدرية : الإرادة العامة / السلطان / الدولة - إشكالية الفرد والمجتمع - رسالة الرجل الأبيض الإنسان فى ظل المادية - إشكال السيادة .
ثم انتقلنا من هذا إلى بيان خصائص النظام الإسلامى ، ومفهوم الدولة الإسلامية ، وخصائصها ، كما تحدثنا عن أسس نظام الحكم فى الإسلام .
ومن هذا العرض يظهر لنا بجلاء سعة الفارق بين النظرية السياسية المبنية على أسس الحضارة الغربية ، والنظرية السياسية المبنية على أسس الحضارة الإسلامية ، رغم حاجتنا الماسة إلى مزيد من البحوث والدراسات التى تتناول كافة عناصر وجوانب النظرية السياسية من منطلق إسلامى ، توصلا إلى وضع نظرية متكاملة تقدم البديل الصحيح لما نحن فيه من أزمة .
والله من وراء القصد


الديمقراطية

اللغة والاصطلاح

الجذور اللغوية للديمقراطية (Demoskratia) وظلاله على المعنى الاصطلاحى :
مصطلح الديمقراطية يونانى الأصل ، يتكون من شقين : الشق الأول (Demoskratia) وتعنى بالعربية : الشعب ، والشعب فى لسان العرب : القبيلة العظيمة ، والجمع شعوب ، قال تعالى {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}([1]) .
أما الشق الثانى من الديمقراطية (Demoskratia) :
فيعنى حكم أو سلطة بمعنى التحكم فى المصير الشخصى ، وأحيانا تعنى
مصير الغير .

ومجموع الشقين يعنى : حكم الشعب ، أو سلطة الشعب .
ويلاحظ أن الكلمة فى النطق العربى لها أقرب إلى أصلها اليونانى مما هو عليه فى اللغات الأوربية الحية .
ويرى منتسكيو - وهو من أبرز مفكرى عصر النهضة وممن ساهموا فى إرساء نظرية الديمقراطية- أن الديمقراطية هى حكم الشعب ، أو من يمثلونه وفق قواعد نيابية خاصة . فإذا كان الحكم فى أيدى فئة من أغنياء الشعب ، فتلك هى الأرستقراطية .
ففى الديمقراطية يستطيع كل شخص وفق قواعد خاصة تمثيل الشعب ، أو حكم الشعب باسم الشعب ، أما فى حالة الأرستقراطية فإن الحكم محصور فى طبقة معينة أو عدة طبقات لا يتعداها . وأحسن شكل للحكم الأرستقراطى هو ذلك الحكم الذى يقترب من الحكم الديمقراطى .
أما الحكم الملكى -فى رأى مونتسكيو- فهو الذى يقوم على هيئات تتوسط بين الملك والشعب ، وتكون لها اختصاصات محدودة تحديدا دقيقا يحد من سلطان الملك .
ومونتسكيو إذا يتحدث عن هذه الأنواع من الحكم إنما ينطلق فى الأساس من الواقع الذى ساد الشعوب الأوربية فى القرن الثامن عشر([2]) .
إلا أن الأمر ليس بهذه السهولة اللغوية ، كما يشير الأستاذ سارتورى ، فالاتفاق اللغوى يخفى وراءه خلافا فكريا عميقا حول المفهوم .
وأول هذه الاختلافات يتعلق بالشق الأول (الشعب) الذى لم يخل حتى على أيام اليونان القدامى من الغموض ، فكانت دلالة هذه الكلمة تنصرف إلى هيئة الشعب بكاملها ، أو
العامة ، وقد يقصد به الكثرة الكثيرة ، أو الأغلبية فقط .

وهذا الخلط فى الأصل اللغوى القديم أدى إلى خلط فى اللغات الأوربية المعاصرة فمصطلح الشعب فى الإيطالية والفرنسية والألمانية يدل على اسم مفرد ، بينما يدل فى الإنجليزية على اسم جمع ، ففى اللغات الثلاثة الأول يشير هذا المصطلح إلى كينونة مفردة ، بينما يشير فى الإنجليزية إلى الجمع والتعدد ، وفهم مصطلح الشعب على أنه كينونة مفردة أو وحدة عضوية كان تبريرا لأعتى الشموليات التى شهدتها البشرية فى النصف الأول من هذا القرن فى إيطاليا وألمانيا .
ولذلك لم يعد مصطلح الشعب يفى بالغرض الذى كان مخصصا له بعد أن توسع مفهوم الدولة لتصبح (دولة/أمة) ، وأحيانا (دولة/قارة) ، ولم يعد مجتمع الدولة ذاك المجتمع الصغير المترابط اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا من خلال شعبية واحدة ، ولذلك لم يكن مستغربا مطالبة بعض المفكرين والكتّاب باستبدال مصطلح الشعب بمصطلح جديد كـ(الجماهير) ، وجاء هذا الاقتراح كرد فعل للشعور بفقدان الترابط الاجتماعى الذى تعانى منه مجتمعات اليوم ، مجتمعات الاغتراب السياسى والاقتصادى والاجتماعى .
وقد استعمل مصطلح الجماهير أول ما استعمل بشكل شائع فى فرنسا خلال السنوات القليلة التى فصلت بين ثورتى سنة (1830) و(1848) ، وكان يشار به إلى ذلك الجزء المبعد عن المشاركة السياسية .
كما استعمله ماركس فى كتاباته إشارة إلى الطبقة العاملة .
ولهذا فالمعنى اللغوى للديمقراطية لا يتطابق مع المعنى الواقعى ، ولعل روبوت ماكيفر قد عبر بصدق عن هذا الواقع حين وصف الأنظمة السياسية السائدة اليوم بأنها : ((ليست طريقة للحكم سواء عن طريق الأغلبية أم غيرها ، ولكنها أساسا طريقة لتقرير من سيحكم ، فالديمقراطية السائدة اليوم هى رقابة الشعب على الحكومة)) ([3]) .
فالنظام السياسى القائم يمكن أن يوصف بأنه ديمقراطى إلى المدى الذى يكون فيه صانعو القرارات السياسية خاضعين لرقابة شعبية فعالة .
ولذلك نلحظ اتجاها متزايدا نحو الأخذ بالمعيار الواقعى فى تحديد مفهوم الديمقراطية ، ويتزعم هذا الاتجاه مجموعة من المفكرين على رأسهم ولفريدو باريتو ، وجيتانو موسكا ، اللذان يعدان السلفين الرئيسيين لنظرية النخبة ، المبنية على اعتقاد أن الحكم هو دائما بيد قلة من أفراد المجتمع هم النخبة أو الصفوة ، ولذلك فإن الديمقراطية النظرية ليست ممكنة
عمليا ، وتلا هذين المفكرين آخرون ربطوا بين الديمقراطية والصراع الدائر بين جماعات (نخب أو أحزاب سياسية) ، ومن أقطاب هذا الاتجاه جوزيف شومبيتر ووليم كورنهاوزر ، وسيمور لبست ، وجيوفانى سارتورى وروبرت داهل ، وغيرهم ، ويرى هؤلاء أن السلطة يجب أن تكون من نصيب القلة ، وأن العامل المميز لهذا النمط من الديمقراطية هو أن ممارسة السلطة من قبل القلة يجب أن يكون لصالح الكثرة .

والمنطلق الأساسى لهذا الاتجاه أنه ليس فى إمكان جماعة (نخبة أو حزب سياسى) أن تعتمد على مؤازرة الهيئة الناخبة بصورة أوتوماتيكة ؛ إذ يتحتم على كل (نخبة) للحصول على التأييد أن تدخل فى حلبة التنافس مع غيرها من النخب الأخرى من أجل الظفر بأصوات الهيئة الناخبة ، وهذه المنافسة تضمن خلق سياسات معتدلة ، وتضمن الإطاحة بأية جماعة تفشل فى تحقيق وعودها الانتخابية فى أول فرصة سانحة([4]) .
ولعل شومبيتر أفضل من عبر عن هذا الاتجاه بوضعه تعريفا للديمقراطية حصرها فى كونها مجرد طريقة سياسية أو (تنظيم تأسيسى لغرض الوصول إلى قرارات سياسية يحرز الأفراد عن طريقها سلطة التقرير بالوسائل التنافسية من أجل أصوات الشعب) .
واقترح داهل فى مؤلفه (مقدمة لنظرية الديمقراطية) تحديدا جديدا للديمقراطية المطبقة فبدلا من التعريف التقليدى لها بأنها سلطة الشعب ، اقترح تعريفا جديدا لها يعكس الواقع السياسى ، فذهب إلى أن الديمقراطية لا تعنى سوى (حكم الأقليات المتعددة) .
وعلى هذا أضحت الديمقراطية مجرد طريقة ، أو إجراء يتم من خلاله اختيار الحكام عن طريق الآلة الانتخابية ، ولم يعد الحديث عن إمكانيات المشاركة السياسية ممكنا ، ولا مرغوبا ، وأضحى البديل عن الديمقراطية (تنافس النخب) هو الشمولية (حكم النخبة الواحدة)([5]) .

([1]) راجع : لسان العرب لابن منظور ، والقاموس المحيط ، مادة (ش ع ب) .

([2]) د حسن سعفان ، روح القوانين لمونتسيكو ، ص 28 ، وما بعدها ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، تراث الإنسانية ، 1995م .

([3]) روبوت ماكفير ، تكوين الدولة ، ترجمة د. حسن صعب ، دار العلم للملايين ، بيروت 1966، ص 220 .

([4]) وكملاحظة جديرة بالتسجيل هنا : أن الفكر السياسى الغربى بهذا الصورة يقترب بصورة فاعلة من نظرية أهل الحل والعقد الإسلامية ، والتى تعنى وجود نخبة مسئولة أمام عموم الأمة .
ومن جهة أخرى فإن هذا يعنى أن محك الاختلاف بين النظريات السياسية هو فى كيفية اختيار
النخبة ، ومدى إعطائها ضمانات لرقابة سائر الأمة على النخبة .


([5]) راجع : الصديق محمد الشيبانى ، أزمة الديمقراطية المعاصرة ، دراسة تحليلية ، المركز العالمى لدراسات وأبحاث الكتاب الأخضر ، ليبيا ، ط الشروق مصر ، ط2، 1990 ، ص 22 وما بعدها .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم November 26, 2011, 02:13 PM
 
رد: الديمقراطية فى الإسلام

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أتُمنع شعارات الإسلام، وتُسمح شعارات الديمقراطية والليبرالية؟! إنّها حرب على الإسلام و eyouba ساحة الحوار السياسية والإعلام 0 October 22, 2011 09:34 PM
في ظل الديمقراطية ...........! بن علمي روايات و قصص منشورة ومنقولة 3 November 5, 2010 12:42 AM
الاعتدال الإسلامي على الطريقة الغربية: انحراف خطير عن تعاليم الإسلام، وليس عن الإسلام (1) eyouba مقالات الكُتّاب 0 May 20, 2010 03:01 AM
أى كتاب عن الديمقراطية خليل السودانى أرشيف طلبات الكتب 2 February 6, 2008 02:10 PM


الساعة الآن 09:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر