فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم November 9, 2008, 09:02 AM
 
عبدالله عبدالوهاب نعمان



هو الشاعر اليمني عبد الله عبد الوهاب نعمان ولد عام 1917م في قضاء الحجرية لواء تعز، أصغر أبناء الشهيد الشيخ عبدالوهاب نعمان الذي كان أول الثوار على حكم أسرة حميد الدين .

تلقى جزءا من تعليمة على يد والده الشيخ عبد الوهاب نعمان في صنعاء ثم درس على يد ابن عمه الأستاذ أحمد محمد نعمان في ذبحان بالحجرية، ودرس بعد ذلك في مدينة زبيد، على يد عبد الله المعزبي، من أشهر علماء زبيد.

وفي أوائل الأربعينات كان ضمن الشباب المستنير الذين تجمعوا في تعز حيث عمل بالتدريس بالمدرسة الأحمدية في الفترة من العام 1941 الى 1944م .

وأثناء وجوده في ذبحان أبرق الإمام أحمد إلى عامله لإعتقاله، غير أنه علم بذلك من أحد الأحباب وهو القاضي عبد الجبار المجاهد، ونصحه بالهروب قبل أن يرسل العامل في إعتقاله، وفر عبدالله عبد الوهاب نعمان إلى عدن، لينظم بعد ذلك إلى مجموعة الأحرار، وكان، إلى جانب آخرين، من مؤسسي حزب الأحرار اليمنيين. ويعتبر الفضول من أوائل رجال حركة الأحرار ومن أبرز كتّابها، فقد كان سياسياً وأديباً وشاعراً وصحفياً بارزاً.

وفي عدن عمل في سلك التدريس وقام بتعليم اللغة العربية في مدرسة بازرعة الخيرية، ثم ترك التدريس ليصدر جريدة (صوت اليمن) الناطقة باسم الجمعية اليمنية الكبرى عام 1947م, وكانت مقالاته الساخنة فيها تمثل رداً على جريدة الإيمان المتوكلية التي تهاجم الأحرار. كما كانت له مقالات سياسية في جريدة (فتاة الجزيرة) بتوقيع (يمني بلا مأوى).

وبعد فشل ثورة 1948 في إقامة النظام الدستوري، وبعد إعدام قادة الثورة ومنهم والده الشهيد الشيخ عبد الوهاب نعمان والشهيد السيد حسين الكبسي، رأسا ثورة 1948، قام في عدن، في ديسمبر 1948، بأصدار صحيفة "الفضول" وهي من المحطات الهامة في حياة شاعرنا. وتعود هذه التسمية إلى الحلف الذي كان قائما في الجاهلية مهمته إنصاف المظلومين، وهو "حلف الفضول". وقد اشتهر شاعرنا وعرف في الأوساط الأدبية بلقب "الفضول" نسبة إلى صحيفته.

وفي نهاية العام 1953 قامت سلطات الاحنلال البريطاني بإغلاق صحيفة "الفضول" من خلال رفض تجديد ترخيصها بضغوط من النظام الملكي في شمال الوطن،وهجر الفضول مع بداية العام 1954 الكتابة والشعر، وانخرط في هذه الفترة في الأعمال الحرة لتأمين لقمة العيش لأسرته.

ولكنه، وفي نفس الوقت، ظل يقاوم الأوضاع في ظل الإحتلال في الجنوب والملكية في الشمال من خلال كتابة صفحة باسم "البسباس" في صحيفة "الكفاح" التي كانت تصدر في عدن للأستاذ حسن علي بيومي.

في غمرة قسوة الحياة في عدن قبل الثورة، عزف عن كتابة الشعر، حتى أثاره المرض العضال الذي أصاب رفيق دربه وصديقه السيد محمد بن يحي الوريث، وكن من الأحرار المهاجرين في كينيا، وعينه أمير الكويت الراحل جابر الأحمد الجابر الصباح قنصلاً فخرياً للكويت في كينيا، عندما أصاب المرض صديق عمره وكان يتعالج في الكويت في كنف الأمير، كتب قصيده مدح يشكر فيها الأمير، وفيها إشارة إلى هجره الشعر حيث قال: "قد كنت ودعت القريض ترفعاً إذ كل ما حولي يروم هجاء". وقد كانت هذه القصيدة في العام 1963 أو 1964، وقبل وفاة الوريث.

عاد إلى كتابة الشعر الغنائي في بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، في عدن، وقبل انتقاله النهائي منها الى شمال الوطن، وكتب قصيدتين لحنهما الفنان الكبير محمد مرشد ناجي، وسجل الأغنيتين في إذاعة عدن بأسم ابنه مروان، ليتخفى لأنه لم يكن يريد أن يعرف الناس أنه عاد إلى كتابة الشعر.

وفي العام 1966، وبينما هو في تنقله بين عدن وصنعاء، اعتقل الفضول مع مجموعة من السياسيين الآخرين، في سجن "الرادع" الشهير، عندما قامت السلطات المصرية باعتقال حكومة الأستاذ أحمد محمد نعمان في القاهرة، وذلك لمعارضة التدخل المصري في الشئون اليمنية. ولم يطلق سراح من سجنوا في القاهرة، ومن سجنوا في الرادع إلا بعد هزيمة 1967. وهناك قال رائعته "أرض المروءات" التي عاتب فيها مصر على ما حدث في اليمن. وبعد ذلك استقر مقام الفضول في شمال الوطن، في صنعاء، وتقلد بعد انقلاب 5 نوفمبر 1968 وزارة الإعلام في حكومة عبد الله الكرشمي، التي لم تعمر أشهر.

بعد وزارة الإعلام، قام فخامة القاضي عبد الرحمن بن يحي الارياني، رئيس المجلس الجمهوري حينها، بتعيين عبد الله عبد الوهاب نعمان مستشاراً لشئون الوحدة، نظراً لطول خبرته بأحوال جنوب الوطن ورجالاته. وظل في هذا المنصب مع الرئيس إبراهيم الحمدي، والرئيس أحمد الغشمي، والرئيس علي عبد الله صالح، إلى أن وافت شاعرنا المنية.

وظل يكتب الشعر الغنائي والأناشيد الوطنية وكثير من القصائد السياسية التي لم ينشرها. فبدأ في هذه الفترة مرحلة جديدة كونت النصف الآخر من شخصيته الإبداعية وهي قصائده العاطفية. وشعر الفضول العاطفي أروع ما نظم وكتب وقيل. فقد كان عاشقاً ومعشوقاً من الطراز الأول.

قلده الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية العربية اليمنية، الشطر الشمالي للوطن حينها، وسام الفنون في 23 يونيو 1982.

حرص على جمع اشعاره استعداداً لطبعها كما كان ينوي إصدارها في عمل يجمع فيه بعض كتاباته في الصحف منذ الأربعينات إلا أن الأجل وافاه قبل تحقيق ذلك، حتى أن ديوانه الوحيد (الفيروزة) صدر له بعد وفاته، بجهد فردي من أحد أبنائه المهندس عبدالكريم عبد الله عبد الوهاب نعمان. لكن اعماله الشعرية الكاملة وهي تقارب المائة قصيدة لم تطبع.

توفي الشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان الفضول في 5 يوليو 1982م على فراشة في تعز بالسكتة القلبية، عن عمر يناهز الخامسة والستين، بعد مرحلة طويلة من الكفاح الوطني والأدبي مثلت رافداً هاما من روافد الحركة السياسة والثقافية في بلادنا. وقد كان الفضول ولا يزال علما من أعلام الشعر الوطني والغنائي العاطفي في اليمن بل وفي الوطن العربي لن تكرر.
__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


  #2  
قديم November 9, 2008, 09:04 AM
 
رد: عبدالله عبدالوهاب نعمان

صَهَواتُ العِزِّ
صَوْلَةُ الإيْمَانِ مِنْهَا آتِيَا جِئْتُ أَرْضِيْ فَوْقَ أَرْضِيْ سَيِّدَا

لا تَرَانِيْ مُسْتَذِلاً جَاثِيَاً فَوْقَهَا أَوْ جَبَرُوْتَاً مُفْسِدَا

إِنْ فِيْ زَنْدي ذِرَاعَاً فَادِيَا يَحْمِلُ البَأسَ ويَأوِيْ المَسْجِدَا

...

لايَسَلُّ السَّيْفَ إلاَّ إنْ بَدَا

بَاطُلٌ فِيْ وَجْهِهَا واسْتَأسَدَا

فَإِذَا وَاجَهَ حَقَاً سَجَدَا

وإذَا مُسَّ بِظُلْمٍ مَرَدَا

وإذَا أَرْضَاهُ عَدْلٌ أَخْلَدََا

لايَهُزُّ الأَرْضَ إلاَّ إِنْ غَدَا

مُدْرِكَاً لِلْظُلْمِ فِيْهَا مَشْهَدَا

...

رَهَبُوْتُ البَغْيِ لَنْ يُرْهَبَنِيْ أوْ يُلاَقِيْ فِيَّ إِذْعَانِ المُطِيْعِ

فَإِذَا جَاءَ لِكَيْ يُرْكِعَنِيْ فَسَيُلْقَىْ رَاكِعَاً قَبْلَ رُكُوْعِيْ

سَوْفَ أُحْنِيْهِ وَلَنْ يَجْعَلَنِيْ أَنْحَنِيْ تَحْتََ مَذَلاَّتَ خُضُوْعِيْ

وإِذَا أَرْهَبَ إِثْمٌ وَطَنِيْ فَدَمِيْ يَلْقَاهُ لا مَاءُ دُمُوْعِيْ

لَيْسَ غَيْرُ الحَقِّ مَا ُيلْزِمُنِيْ طَاعَةً مَادَامَ قَلْبِيْ فِيْ ضُلُوْعِي

...

يَارِحَابُ المَجْدِ مَا رَوَّضَنَا

فِيْكِ أوْ مَسْكَنَنَا طُوْلُ عَنَاءِ

هَاكِ مِنَّا قَسَمَاً يَا أَرْضَنَا

خَالِدَاً ِفْي شِدَّةٍ أوْ فِيْ رَخَاءِ

لَنْ يَرى الإذْلاَلَ إلاَّ رَفْضَنَا

رَفْضُ جَبَّارٍ شَرِيْفُ الكِبْرِيَاءِ

...

أيُ قَهْرٍ تَحْتَهُ قَدْ أَذْعَنَا شَرَفُ التَّارِيْخِ فِيْ عَرْضِيْ وأَرْضِيْ

أَرْأَفُ الأَحْكَامِ أَنْ أُلْعَنَا إِنْ أنَا اسْتَرْخَيْتُ أوْ أرْخَيْتُ رَفْضِيْ

لِيُلاَقِيْ فَوْقَ أَرْضِيْ وَطَنَا آثِمٌ فِيْْ وَطَنِيْ بِالإثْمِ يَمْضِيْ

عِزُّ أَرضِيْ كُلُّهُ فِيَّ أَنَا فَهَوَانٌ كُلُّهُ إنْ هَانَ بَعْضِيْ

...

قَدْ رَبِيْنَا فِيْ شُمُوْخِ ِالأَنَفِ

وَلَبَسْنَا كُلَّ ضَوْءِ الشَّرَفِ

وارْتَوَيْنَا كُلَّ طُهْرِ المُصْحَفِ

وَوَقَفْنَا قِمَمَاً لَمْ تُنْسَفِ

...

سَائِلُوْا السَّاحَاتَ مَنْ أَلْبَسَهَا

بِالدَّمِ البَاذِلِ بِشْرَاً وأَمَانَا؟

وأسْألُوْا الرَّايَاتَ مَنْ أَعْطَىْ لَهَا

فَوْقَ قِمَمِِ التَّارِيْخِ مَكَانَا؟

كَمْ بِهَا رَاهَنَنَا المَوْتُ عَلَىْ

حَوْزَةَ النَّصْرِ فَلَمْ نَخْسَرْ رِهَانَا

...

كُلَّمَا وَاجَهَ صَعْبٌ قَدَمِيْ

وَتَحَدَّانِيْ تَحَدََّّاهُ وُجُوْدِي

تُرْبَتِيْ فِيْهَا تَرَبَّتْ أَعْظُمِيْ

وأَتَىْ مِنْ جُوْدِهَا بَذْلِيْ وجُوْدِي

وبِهَا شَبَّ مُصِرَّاً حُلُمِيْ

أَنْ أُرَى فِيْهَا طَلِيْقٌ مِنْ قِيُوْدِيْ

وَيَدِيْ مِنْ شُهَدَاِئيْ ودَمِيْ

دَفَنَتْ فِيْهَا ثَرَائِيْ ورَصِيْدِيْ

...

كُلَّمَا فَادٍ مَضَىْ صَافَحَنَا

شَرَفُ الأَرْضِ فَخُوْرَاً بِالفِدَاءِ

وإذَا زِدْنَا عَطَاءً زَادَنَا

طَبْعُهَا البَاذِلُ عِشْقَاً لِلْعَطَاءِ

وسَنُعْطِيْهَا ولَنْ تُرْهِقَنَا

أبَدَاً فِيْهَا تَكَالِيْفُ البَقَاءِ

...

هَذِهِ الأَرْضُ الَّتِيْ رُحْنَا عَلَىْ صَهَوَاتَ العِزِّ فِيْهَا وأَتَيْنَا

فَوْقَهَا مَاعَرَفَتْ رَايَتُنَا القَاَعَ يَوْمَاً أوْ تَهَاوَتْ مِنْ يَدِيْنَا

أبَدَاً لَنْ تَنْتَهِيْ فِيْهَا انْتِصَارَاتُنَا إلاّ َإذَا نَحْنُ أنْتَهَيْنَا

__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


  #3  
قديم November 9, 2008, 09:10 AM
 
رد: عبدالله عبدالوهاب نعمان

حدُّ المواسي

لنْ يرى النصرَ ولن يلقى طُقوسا

يخفضُ الناسُ له فيها الرؤوسا

كلُّ من فسقَ السوءُ به

ومضى يجلبُ الإثمَ تعيسا

لابساً أوزارَهُ الحُمرَ التي

سخرت منه وأعطتهُ النحوسا

...

ظُلمياً لا يرى في الفجرِ فيضاً من الإشراقِ بل ليلاً عبوسا

حاقداً حتّى على عينيه غيرَ مودٍ فيهما الضوءَ النفيسا

يرفعُ الضعفَ رماحاً وتروسا

ملءُ كفّيهِ ليبدو بطلا

عجبي لَكَمْ وقّحَ الخوفُ نفوسا

فيه ماتتْ وجلاً لا خجلا

هزل أن يأخذ الدرع لبوسا

من تراه الدرع فيها هزلا

...

يا خيالي إنَّ عيني عجزتْ أن تُريني في قطيعٍ جحفلا

لا يطيقُ الغابُ أن يمنح ليثيتَهُ داجنةً أو حملا

ومزايا الليثَ لاتسكن في ضبع يرعشها من سعلا

عاجزٌ كل كمالٍ أن يُتممَ مَنْ في نقصه قد كَمُلا

وافتضاحٌ أن يقولَ القولُ أن زقاقاً قد تعالى جبلا

لايؤاخي النجمَ إلاّ من يُرى كل يومٍ بالضحى مغتسلا

والذي يحبو على الأرض ويألفُهُ القاعُ يؤاخي الوحلا

إن طبعَ الطينِ أن لايستضيف شعاعاً فاعلاً ما فعلا

لو حبستَ الضوءَ في معدنه نتف الضوء به أو أقملا

والذي في روحه حنظلةً لا تلاقي فيه إلاّ حنظلا

مرهُ فيه مزاياه وإن سكبَ التزويرُ فيه العسلا

...

كم عصاني حذري أن أجعلَ من تجاريبي لغدرٍ مدخلا

لو أتاني حِذقُ شيطانٍ وفي يده الوحيَ طرياً مُنزلا

لأتتني فطنتي تمنعني أن أرى فيه نبياً مرسلا

يا خيالي لا تقف بي حيث لا أجد التأميلَ إلاّ ألما

والعسى والربما ما حَوّلا أيَ وغدٍ عبقرياً ملهما

وخيالٌ أن ترى محتملاً أن في طبعِ الأفاعي كرما

أيُّ ناموسٍ به الأفعى أَتَى لدغُها يُفرزُ منها البلسما

موتُ فهمي أن يُريني من تفاهاتِ مفتونٍ هدىً أو حِكَما

...

في حياتى كم نفوسٍ شئتُ أن أهزمَ السوءَ بها محتدما

فانتهت كل مشيئاتي بها شللا في سوءها منهزما

...

كانزُ الأحقادِ في صدرك يا مالئاً صدرك منها ظلما

هاذه روحك كم عشت بها تخبأ الفأس وتخفي الوظما

كتمت أعماقُك الجزّار حتى جُنّ في روحك ذبحًا ودما

...

كم تخيلتكَ إصباحًا فواجهتُ أشباحًا وليلاً معتما

كم تصورتكَ أفراحاً فلم يلقَ فيك الناس إلاّ مأتما

كم توقعتك أرباحا فما جئتَ في الأخلاق إلا مغرما

كم تلبّست من التقوى ولكن كما يسكن لصٌ حرما

...

كيف ألقى بالغاً في سوءه ملّ يوماً سوءَهُ أو سئما

إن مَن ربّاه حضنُ الروض في الظل والأنداء صلاً أرقما

سوف تبقى آفةً في طبعه فاتكُ الناس وصنفاً مجرما

يمقتُ النرجسَ والوردَ وقد رضع العطرَ رحيقًا فيهما

ويرى في الظلِّ والزهرةِ خصمين قد صار بريئا منهما

إنني لن أطلبَ الضوءَ على الأرض ممن فوقها قد أظلما

حطَّهُ الإثمُ فلم يترك له إثمُهُ في أي روق قدما

غائرُ النفسِ له من نفسهِ حفرةٌ من طينها قد بشما

هادمٌ ونمته السوء وأهّلَه الشر به أن يهدما

...

إنما أطلبُ ضوءً من سماءٍ ومن نجمٍ بها قد نجما

من شريفٍ واضحٍ ضوّءهُ الصدقُ لم يتركه لغزًا مبهما

قِمَميٌ راسخُ النفسِ على منكبيه الفضل يبني هرما

نشطُ النزعة للخير إذا سار زحف الخير كان المعْلما

نفسُهُ صحيةٌ يمشي بها طقسُها عافيةً لا وخما

...

من أمين رائع صلب الأساس

خيرٌ لكنه صعب المراس

فيه ما في الصخر من معنى الرواسي

وبه عبقة ريحانٍ وآسِ

...

يافؤادي ما عدا الفاضل أرفضُ أن ينزل نفسي وحواسي

ولو أني كدت أقضي ظمأً أطلب الماء وقد خاب التماسي

لأبت نفسي إلا مثلها في فتى من نبله تملء كأسي

عبقريٌ قِستُه ملء ظنوني فلم يترك فراغاً في قياسي

...

اعطني الوحشَ لكي أصحبه

دون أن يصحبني منه إحتراسي

كم يكون الوحش إنساناً إذا

رجفت أمني حقارات الخساس

...

كل أرض تسع الآثام لاوطني فيها ولا مسقط رأسي

ليس فيها أهل وجداني ولا ناسها الغاوون في الوحشة ناسي

تكره الأرض إذا ساد بها همجي النفس زهريُ اللباسِ

خربٌ تضطهدُ الآثامُ تكوينَه المنسوفَ عشقاً للمآسي

مخلبيٌ لا ترى عينكَ في وجهه إلا نوايا الإفتراس

............................شبهةٌ أو فرصةٌ للإلتباسِ

حبست فطرته في السوءِ واستنقعت فيه بطول الإحتباس

كلما أمّلتُ أن ألقاه في توبة تغسله عدت بياسي

ولقد طفت سديماً وثرى ورست فُلكي على كل المراسي

لم أجد معجزة قد بلورت مدرًا أو عسجدت طبع النحاس

أو أجد تلكَ النواميسَ التي تُنبتُ الزّهر على حد المواسي


__________________

ما أجمل أن يكتب اسمك بأرض لم تطأها
لا تملك إلا أن تقف عاجزا أمام يد كتبته
تشكر بنانها ‏




عندما أجدني محملا بكل هذه الناشين أجزم أنني بين النجوم




للمستقبل نحن نشيد البناء ,, نحن البناؤون


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
عبدالله, عبدالوهاب, نعمان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مجموعة من روايات عبدالوهاب مطاوع المقدام كتب الادب العربي و الغربي 11 May 5, 2009 05:20 PM


الساعة الآن 10:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر