فيسبوك تويتر RSS



العودة   مجلة الإبتسامة > الروايات والقصص > ديوان الاُدباء العرب

ديوان الاُدباء العرب مقتطفات من قصائد الادب العربي الفصيح, و دوواوين الشعراء في الجزيره العربيه,والمغرب العربي, العصر الاسلامي, الجاهلي , العباسي, الاندلسي, مصر, الشام, السودان,العراق



 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم October 27, 2008, 02:34 PM
 
رد: معروف الرصافي

قالها في مدينة الفلوجة البطلة ومقاومتها ضد الاستعمار عام 1941م:

أيها "الإنكليز" لن نتناسى

بغيكم في مساكن الفلوجة

ذاك بغي لن يشفيَ الله إلا

بالمواضي؛ جريحه وشجيجه

هو كرب تأبى الحمية أنَّا

بسوى السيفِ نبتغي تفريجه

هو خطب أبكى "العراقيين"

والشام وركنَ البِنْيةِ المحجوجه

حلَّها جيشكم يريد انتقاماً

وهو مغرٍ بالساكنين علوجه

يوم عاثت ذئاب "آشور" فيها

عيشة تحمل الشنار سميجه

فاستهنتم بالمسلمين سفاها

واتخذتم من اليهود وليجه

وأدرتم فيها على العزْلِ كأساً

من دماء بالغدر كانت مزيجه

واستبحتم أموالها وقطعتم

بين أهل الديار كل وشيجه

أفهذا تمدن، وعلاء

شعبكم يدَّعي إليه عروجه

أم سكرتم لما غلبتم بحربٍ

لم تكن في انبعاثها بنضيجه

قد نتجنا لقوحها عن خداج

فلذاك انتهت بسوء النتيجه

هل نسيتم جيشاً لكم مبذعراً

شهدت جبنه سواحل "إيجه"

وهوى بانهزامه حصن "اقريط"

وأمسى قذى على "عين فيجه

سوف ينأى بخزيه وبعار

عن بلاد تريد منها خروجه

لا تغرنكم شباكٌ كبار

أصبحت لاصطيادنا منسوجه

لستم اليوم في المسالك إلا

جملاً تحت صدره دُحروجه

وطنٌ عشتُ فيه غير سعيد

عيش حر يأبى على الدهر عوجه

أتمنى فيه السعادة لكن

ليس لي فيه ناقة منتوجه

أخصب الله أرضه ولو اُني

لست أرعى رياضه ومروجه

كل يوم بعزه أتغنى

جاعلاً ذكر عزه أهزوجه

ما حياة الإنسان بالذل إلا

مرة عند حَسْوها ممجوجه

فثناء "للرافدين" وشكراً

وسلاماً عليك يا "فلوجه"


__________________
كُن صديقاً للحياه وإجعلِ الإيمانَ رايه

وإمضي حُراً في ثبات إنها كُل الحكايه
  #5  
قديم October 27, 2008, 02:37 PM
 
رد: معروف الرصافي

الأرملة المرضعة
لَقِيتُها لَيْتَنِي مَا كُنْتُ أَلْقَاهَا

تَمْشِي وَقَدْ أَثْقَلَ الإمْلاقُ مَمْشَاهَا

أَثْوَابُهَا رَثَّةٌ والرِّجْلُ حَافِيَةٌ

وَالدَّمْعُ تَذْرِفُهُ في الخَدِّ عَيْنَاهَا

بَكَتْ مِنَ الفَقْرِ فَاحْمَرَّتْ مَدَامِعُهَا

وَاصْفَرَّ كَالوَرْسِ مِنْ جُوعٍ مُحَيَّاهَا

مَاتَ الذي كَانَ يَحْمِيهَا وَيُسْعِدُهَا

فَالدَّهْرُ مِنْ بَعْدِهِ بِالفَقْرِ أَشْقَاهَا

المَوْتُ أَفْجَعَهَا وَالفَقْرُ أَوْجَعَهَا

وَالهَمُّ أَنْحَلَهَا وَالغَمُّ أَضْنَاهَا

فَمَنْظَرُ الحُزْنِ مَشْهُودٌ بِمَنْظَرِهَا

وَالبُؤْسُ مَرْآهُ مَقْرُونٌ بِمَرْآهَا

كَرُّ الجَدِيدَيْنِ قَدْ أَبْلَى عَبَاءَتَهَا

فَانْشَقَّ أَسْفَلُهَا وَانْشَقَّ أَعْلاَهَا

وَمَزَّقَ الدَّهْرُ ، وَيْلَ الدَّهْرِ، مِئْزَرَهَا

حَتَّى بَدَا مِنْ شُقُوقِ الثَّوْبِ جَنْبَاهَا

تَمْشِي بِأَطْمَارِهَا وَالبَرْدُ يَلْسَعُهَا

كَأَنَّهُ عَقْرَبٌ شَالَتْ زُبَانَاهَا

حَتَّى غَدَا جِسْمُهَا بِالبَرْدِ مُرْتَجِفَاً

كَالغُصْنِ في الرِّيحِ وَاصْطَكَّتْ ثَنَايَاهَا

تَمْشِي وَتَحْمِلُ بِاليُسْرَى وَلِيدَتَهَا

حَمْلاً عَلَى الصَّدْرِ مَدْعُومَاً بِيُمْنَاهَا

قَدْ قَمَّطَتْهَا بِأَهْدَامٍ مُمَزَّقَةٍ

في العَيْنِ مَنْشَرُهَا سَمْجٌ وَمَطْوَاهَا

مَا أَنْسَ لا أنْسَ أَنِّي كُنْتُ أَسْمَعُهَا

تَشْكُو إِلَى رَبِّهَا أوْصَابَ دُنْيَاهَا

تَقُولُ يَا رَبِّ، لا تَتْرُكْ بِلاَ لَبَنٍ

هَذِي الرَّضِيعَةَ وَارْحَمْنِي وَإيَاهَا

مَا تَصْنَعُ الأُمُّ في تَرْبِيبِ طِفْلَتِهَا

إِنْ مَسَّهَا الضُّرُّ حَتَّى جَفَّ ثَدْيَاهَا

يَا رَبِّ مَا حِيلَتِي فِيهَا وَقَدْ ذَبُلَتْ

كَزَهْرَةِ الرَّوْضِ فَقْدُ الغَيْثِ أَظْمَاهَا

مَا بَالُهَا وَهْيَ طُولَ اللَّيْلِ بَاكِيَةٌ

وَالأُمُّ سَاهِرَةٌ تَبْكِي لِمَبْكَاهَا

يَكَادُ يَنْقَدُّ قَلْبِي حِينَ أَنْظُرُهَا

تَبْكِي وَتَفْتَحُ لِي مِنْ جُوعِهَا فَاهَا

وَيْلُمِّهَا طِفْلَةً بَاتَتْ مُرَوَّعَةً

وَبِتُّ مِنْ حَوْلِهَا في اللَّيْلِ أَرْعَاهَا

تَبْكِي لِتَشْكُوَ مِنْ دَاءٍ أَلَمَّ بِهَا

وَلَسْتُ أَفْهَمُ مِنْهَا كُنْهَ شَكْوَاهَا

قَدْ فَاتَهَا النُّطْقُ كَالعَجْمَاءِ، أَرْحَمُهَا

وَلَسْتُ أَعْلَمُ أَيَّ السُّقْمِ آذَاهَا

وَيْحَ ابْنَتِي إِنَّ رَيْبَ الدَّهْرِ رَوَّعَها

بِالفَقْرِ وَاليُتْمِ ، آهَاً مِنْهُمَا آهَا

كَانَتْ مُصِيبَتُهَا بِالفَقْرِ وَاحَدَةً

وَمَوْتُ وَالِدِهَا بِاليُتْمِ ثَنَّاهَا

* * * *

هَذَا الذي في طَرِيقِي كُنْتُ أَسْمَعُهُ

مِنْهَا فَأَثَّرَ في نَفْسِي وَأَشْجَاهَا

حَتَّى دَنَوْتُ إلَيْهَا وَهْيَ مَاشِيَةٌ

وَأَدْمُعِي أَوْسَعَتْ في الخَدِّ مَجْرَاهَا

وَقُلْتُ : يَا أُخْتُ مَهْلاً إِنَّنِي رَجُلٌ

أُشَارِكُ النَّاسَ طُرَّاً في بَلاَيَاهَا

سَمِعْتُ يَا أُخْتُ شَكْوَى تَهْمِسِينَ بِهَا

في قَالَةٍ أَوْجَعَتْ قَلْبِي بِفَحْوَاهَا

هَلْ تَسْمَحُ الأُخْتُ لِي أَنِّي أُشَاطِرُهَا

مَا في يَدِي الآنَ أَسْتَرْضِي بِهِ اللهَ

ثُمَّ اجْتَذَبْتُ لَهَا مِنْ جَيْبِ مِلْحَفَتِي

دَرَاهِمَاً كُنْتُ أَسْتَبْقِي بَقَايَاهَا

وَقُلْتُ يَا أُخْتُ أَرْجُو مِنْكِ تَكْرِمَتِي

بِأَخْذِهَا دُونَ مَا مَنٍّ تَغَشَّاهَا

فَأَرْسَلَتْ نَظْرَةً رَعْشَاءَ رَاجِفَةً

تَرْمِي السِّهَامَ وَقَلْبِي مِنْ رَمَايَاهَا

وَأَخْرَجَتْ زَفَرَاتٍ مِنْ جَوَانِحِهَا

كَالنَّارِ تَصْعَدُ مِنْ أَعْمَاقِ أَحْشَاهَا

وَأَجْهَشَتْ ثُمَّ قَالَتْ وَهْيَ بَاكِيَةٌ

وَاهَاً لِمِثْلِكَ مِنْ ذِي رِقَّةٍ وَاهَا

لَوْ عَمَّ في النَّاسِ حِسٌّ مِثْلُ حِسِّكَ لِي

مَا تَاهَ في فَلَوَاتِ الفَقْرِ مَنْ تَاهَا

أَوْ كَانَ في النَّاسِ إِنْصَافٌ وَمَرْحَمَةٌ

لَمْ تَشْكُ أَرْمَلَةٌ ضَنْكَاً بِدُنْيَاهَا

* * * *

هَذِي حِكَايَةُ حَالٍ جِئْتُ أَذْكُرُهَا

وَلَيْسَ يَخْفَى عَلَى الأَحْرَارَ فَحْوَاهَا

أَوْلَى الأَنَامِ بِعَطْفِ النَّاسِ أَرْمَلَةٌ

وَأَشْرَفُ النَّاسِ مَنْ بِالمَالِ وَاسَاهَا
__________________
كُن صديقاً للحياه وإجعلِ الإيمانَ رايه

وإمضي حُراً في ثبات إنها كُل الحكايه
  #6  
قديم October 27, 2008, 02:39 PM
 
رد: معروف الرصافي

( أرى عيشنا )

أرى عيشنا تأبَى المنون امتداده

كأنّا على كيس المنون نعيش

وما زال وجه الأرض يُوسعه الرَّدى

لطاماً وهاتيك القبور خُدوش

كأن انقلاب الأرض ماء كأننا

على الماء من ريح الحياة نقوش

لحا الله دنياً يوم بأهلها

تهدّ حصون اوتثل عروش

تروح سهام العيش فيها طوائشاً

وللموت سهم لا يكاد يطيش

نَمدّ إلى قطب المُنَى وهي

جمّة من العمر كفاً لا تكاد تنوش

ونرجو ومن سيف الردى فِي رجائنا

جِراحات يأس ما لَهنّ أروش

وأجمل بوجه العيش لو لَم يكن به

حنانيك من ظفُر الخطوب خموش

دهانا لرامي الموت سهم مقرطس

نَجيفٌ بأدواء الحياة مريش

لعمرك أن الدَّهر تغلي خطوبه

وإنّ عويل الصارخين نشيش

وما الدَّهر إلاّ للخلائق منضج

له مِرجَل بالحادثات يَجيش

كأنّ جيوش الموت رافقة بنا

فتزحف منا للحروب جيوش

ومن نظر الدُّنيا بعين اعتباره

تَساوت مُهود عنده ونعوش
__________________
كُن صديقاً للحياه وإجعلِ الإيمانَ رايه

وإمضي حُراً في ثبات إنها كُل الحكايه

التعديل الأخير تم بواسطة السامق ; October 27, 2008 الساعة 05:31 PM
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
معروف, الرصافي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من صنع إليكم معروف رضا محمود الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 7 October 18, 2010 02:57 PM
غير معروف mahergad الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 0 July 21, 2008 03:33 AM
اعذروني على التاخير لظروف خاصة قلوب الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 4 March 5, 2008 05:45 PM
منتدا معروف ][][ولكن عضون غير معروف عبد المجيد هكور الترحيب بالاعضاء الجدد ومناسبات أصدقاء المجلة 6 February 28, 2008 09:22 PM
الشخصية المحمدية - معروف الرصافي advocate كتب اسلاميه 0 January 26, 2008 05:42 PM


الساعة الآن 05:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
المقالات والمواد المنشورة في مجلة الإبتسامة لاتُعبر بالضرورة عن رأي إدارة المجلة ويتحمل صاحب المشاركه كامل المسؤوليه عن اي مخالفه او انتهاك لحقوق الغير , حقوق النسخ مسموحة لـ محبي نشر العلم و المعرفة - بشرط ذكر المصدر